الوقت- لم تقبل مصر عرض الكيان الصهيوني بالمشاركة في القتال ضد اليمن، وهي الآن هدف لانتقادات شديدة من وسائل الإعلام العبرية، وحسب بعض المصادر الإخبارية، فقد كتبت وسائل الإعلام المرتبطة بجيش الكيان الصهيوني أن مصر ترفض بدء عمل عسكري ضد الجيش اليمني رغم الخسائر الفادحة التي لحقت بعائدات قناة السويس ورغم المخاوف من الانهيار الاقتصادي، تضع مصر القضايا الاستراتيجية والقلق بشأن التوتر الإقليمي والعلاقات السياسية مع العالم العربي فوق أي اعتبار.
وجاء في مجلة "إسرائيل ديفينس" العسكرية في تقريرها بهذه المقدمة: "أعلن الحوثيون (قوات أنصار الله) مؤخراً أنه في إطار إجراءاتهم المستمرة لحصار المنطقة بحراً رداً على الحرب على غزة، تم استدراج ناقلة نفط بريطانية، وتم استهداف السفينة "كورديليا" "موون" في باب المندب بالقرب من القسم المصري بزوارق من دون قبطان، وانفجرت الزوارق على جانبي السفينة، لكن القاهرة لم تتحرك".
الجيش اليمني يهاجم السفن التابعة للكيان الصهيوني وألحق أضرارًا بحوالي 100 سفينة حتى الآن وتسببت هذه الإجراءات في تغيير السفن لطرق التجارة ما أجبر السفن على السفر عبر القرن الأفريقي، ما جعل رحلتها أطول بأسبوعين وأدى إلى ارتفاع الأسعار في أوروبا.
وقالت هذه المجلة في تقريرها: "من المثير للدهشة أن مصر لم تنضم إلى حملة تحرير الخطوط الملاحية ولا تتعاون مع التحالف الدولي الذي أنشأته الولايات المتحدة، وعلى الرغم من الخسائر المالية الكبيرة وتراجع إيرادات قناة السويس بنسبة 40% وانخفاض عائدات تصدير الغاز إلى أوروبا، إلا أن مصر لا تزال تراقب القصة، السؤال الرئيسي هو لماذا؟ حيث تعد مصر إحدى الضحايا الرئيسيين لهذا الحصار البحري، ويعاني اقتصادها بشدة من الخسائر التي لحقت بقناة السويس باعتبارها أحد أهم مصادر الدخل لهذه الدولة".
وكتبت "إسرائيل ديفينس" أيضًا: "إن الإجابة على هذا السؤال مخفية في اعتبارات أعمق وأكثر تعقيدًا من الاعتبارات المالية التي تعلمتها مصر من تجربة الحرب في اليمن في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين ضد الحوثيين (قوات أنصار الله)، وفي إضافة إلى ذلك، فهي تدرك جيداً العواقب المحتملة لإنشاء جبهة عسكرية أخرى ضد إيران، التي تقدم دعما واسع النطاق لأنصار الله، وهناك اعتبار آخر وهو البنية السياسية للمنطقة، فالعالم العربي يعتبر أي عمل عسكري واسع النطاق تقوم به مصر بمثابة دعم غير مباشر لأعمال "إسرائيل" في غزة، لكن مصر لا تريد أن تعكس مثل هذه الصورة على نفسها، لذلك قررت الامتناع عن المشاركة المباشرة".
وتابع هذا الموقع العبري تقريره: "مصر تفضل ممارسة الضغوط السياسية وتعزيز وقف إطلاق النار في المنطقة، على أساس أن هذا هو الحل الصحيح الوحيد لإنهاء الحرب، بدلا من الدخول في عملية عسكرية أخرى من شأنها زعزعة استقرار الوضع".
وقالت هذه المجلة العسكرية للكيان الصهيوني في ختام تقريرها: "في النهاية، وعلى الرغم من الخسائر الفادحة التي لحقت باقتصادها والضغوط الداخلية، اختارت مصر استراتيجية ضبط النفس ورفض التحديات الأمنية التي فرضها الكيان الصهيوني والحصار البحري، وذلك لانه يدرك أيضاً المخاطر الخفية للتصعيد العسكري".
اتفاق مصري سعودي يؤكد على أهمية دعم جهود السلام
أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على دعمهما الكامل لمجلس القيادة الرئاسي، جاء ذلك خلال لقاء السيسي وابن سلمان خلال زيارة الأخير للقاهرة، حيث أكد الجانبان على أهمية الدعم الكامل للجهود الأممية والإقليمية للوصول إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية، بما يضمن للشعب اليمني وحدة بلاده واستقرارها، ولقد جددت السعودية ومصر عزمهما على مواصلة التنسيق لصون السلم والأمن الدوليين، وتعزيز الجهود المبذولة لتطوير وتنويع التعاون الاقتصادي والاستثماري، بما يحقق تطلعات قيادتي البلدين في ظل الشراكة الاستراتيجية التي تجمعهما.
جاء ذلك، في بيان مشترك صدر في ختام زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي إلى مصر، وأوضح البيان أنه انطلاقاً من الروابط التاريخية الراسخة والأواصر الأخوية الوثيقة التي تجمع بين قيادتي السعودية ومصر وشعبيهما، واستجابة لدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، قام الأمير محمد بن سلمان بزيارة رسمية لمصر بتاريخ 15 أكتوبر (تشرين الأول) 2024.
وأشار البيان المشترك إلى ما تناولته جلسة المباحثات الرسمية التي عقدها الزعيمان والتي شهدت استعراض الجانبين للعلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين، وسبل تطويرها في المجالات كافة، وتوقيع محضر تشكيل «مجلس التنسيق الأعلى السعودي – المصري» برئاسة ولي العهد السعودي والرئيس المصري، ليكون منصة فاعلة في سبيل تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين ودفعها نحو آفاق أرحب، بما يعزز ويحقق المصالح المشتركة.
وأشاد الجانبان بما حققته زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى مصر في 21 يونيو (حزيران) 2022، وزيارة الرئيس المصري للسعودية في 8 مارس (آذار) 2022، من نتائج إيجابية أسهمت في توسيع نطاق التعاون وتنمية العلاقات بين البلدين.