الوقت- ذكرت وسائل إعلام عبرية أنه بعد الكشف عن الجرائم التي ارتكبها الکیان الصهيوني بحق أهل غزة، تغير موقف الرأي العام في الدول الغربية تجاه هذا الکیان، وأكدت أن "إسرائيل" بتوسيع الحرب في لبنان واغتيالها الأمين العام لحزب الله، سوف تزيد من تشويه صورتها لدى شعوب الغرب.
وفي مقال تحذر فيه من تداعيات اغتيال الشهيد السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله على يد النظام الصهيوني والهجوم الإرهابي الذي يقوم به هذا النظام على الضاحية الجنوبية لبيروت، أعلنت صحيفة هآرتس العبرية: خطورة الأحداث في لبنان على "إسرائيل"، من تفجير أجهزة الاستدعاء إلى اغتيال الأمين العام لحزب الله، أولها خلق حالة من النشوة لدى "إسرائيل" وحلفائها في المنطقة والدول الغربية.
وأضافت هآرتس: إن ابتهاج دولة "إسرائيل" وحلفائها بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله كان كما تصوروا، وإن هذا الاغتيال سيغير وجه المنطقة برمتها لمصلحة "إسرائيل"، لكن هذا لم يحدث، وهنا لا بد من الإشارة إلى الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران الأسبوع الماضي ردا على العمليات الإرهابية الإسرائيلية.
وشددت وسائل الإعلام الصهيونية بالقول: إن الهجوم الإيراني يظهر أنه لا يزال أمامنا طريق طويل لنقطعه وأن الوضع سيصبح أكثر تعقيدا، وفي الوقت نفسه، يريد ائتلاف بنيامين نتنياهو اليميني المتطرف البقاء في السلطة بأي وسيلة، ونحن جميعا عالقون في وضع خطير، لكن بالإضافة إلى التهديدات العسكرية ضد "إسرائيل" من جبهات مختلفة، هناك جبهة أخرى فشلت فيها "إسرائيل" قبل عام ولا يمكن أن نتجاهلها؛ أي واجهة الرأي العام في الدول الغربية.
وجاء في تكملة هذا المقال: بعد بداية حرب غزة في أكتوبر من العام الماضي، انهارت صورة "إسرائيل" في الغرب تماما، وباغتيال نصر الله، ساعدت "إسرائيل" على مزيد من تدمير صورتها في الدول الغربية والعالم كله، وإن المواد التي نشرت في الصحافة الغربية بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله هي ضد رغبات "إسرائيل" وأفكارها، على سبيل المثال، ذكرت صحيفة لوموند الفرنسية أن نصر الله هو الزعيم الأكثر جاذبية في السنوات الثلاثين الماضية، واعتبرته شخصية مذهلة في المنطقة.
وتابعت هآرتس: كما نشرت صحيفة لوباريزيان الفرنسية تقريرا بعد اغتيال نصر الله بعنوان: "من هو السيد حسن نصر الله الرجل المتدين الذي يحب كرة القدم؟" كما كتبت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في تقرير لها عن ذلك أن نصر الله كان يتمتع بشخصية الأب والنموذج الأخلاقي والزعيم السياسي بين أتباعه وكان يتمتع بمكانة رفيعة في لبنان.
كما أبدت وسائل الإعلام العبرية قلقها من غضب دول العالم بعد اغتيال الشهيد السيد حسن نصر الله، وأكدت أن نصر الله بعد الاغتيال لم يعد مجرد زعيم عربي؛ بل أصبح أسطورة مثل جمال عبد الناصر رئيس مصر الراحل. ولسوء الحظ، فإن تحالف نتنياهو مع وزرائه الفاشيين، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، أدى إلى ظهور "إسرائيل" كحكومة متطرفة متخلفة في المنطقة.
وذكرت صحيفة هآرتس أيضًا: بعد بدء حرب غزة ورفض نتنياهو تنفيذ أي حل دبلوماسي لوقف إطلاق النار وعودة الأسرى الإسرائيليين من غزة، ومن ثم توسع الحرب في لبنان، أصبح وجه "إسرائيل" المتطرف أكثر وضوحًا.