الوقت– قال إسحاق بريك، الجنرال السابق في الجيش الصهيوني، بخصوص التطورات الأخيرة في المنطقة واحتمال تصعيد التوتر: "شعبنا شعب لا يتعلم الدروس وينتظر وضعا لم يعد بإمكانه الخروج منه... في مجتمعنا، يقوم معظم المعلقين العسكريين في الاستوديوهات بتحليل ما يحدث الآن، دون أي فهم للمستقبل".
وأضاف: "حتى لحظة كتابة هذه السطور، ما زلت لا أعرف ماذا سيكون رد فعل حزب الله على مقتل فؤاد شكر الرجل الثاني في التنظيم والساعد الأيمن للسيد حسن نصر الله، ورد فعل إيران على اغتيال إسماعيل هنية في محل اقامته في إيران، ومع ذلك، فمن الواضح بالنسبة لي دون أدنى شك أن وضعنا يتدهور بشكل كبير، لم يتعلم شعب إسرائيل أي درس من تدمير الحكومة اليهودية الأولى، وتدمير الحكومة اليهودية الثانية، وتمرد بار كوخبا الذي ذبح فيه مئات الآلاف من اليهود وتم نفي شعبنا من هذه الأرض لمدة ألفي سنة، لم نتعلم شيئا من المحرقة، ولا من الفشل اللاحق الأكثر خطورة منذ تأسيس إسرائيل".
"إسرائيل" تتلاشى والحرب الإقليمية سوف تمزقنا
أضاف هذا الجنرال الصهيوني: "الآن يتجه الإسرائيليون بجنون نحو تدمير الكيان الثالث (الكيان الصهيوني)، إن من يقود هذا الوضع الفوضوي الرهيب هم ثلاثة من دعاة الحرب: بنيامين نتنياهو، يوآف غالانت، وهيرتسي هاليفي وأتباعهم على المستوى السياسي الأيديولوجي والعسكري، نفس المجموعة الأيديولوجية التي ألحقت بنا هزيمة فادحة في قطاع غزة وكادت فيما بعد أن تجرنا إلى حرب إقليمية كان من الممكن أن تندلع وتدمر "إسرائيل"، إذا تم قبول اقتراحهم (غالانت وهاليفي) بمهاجمة حزب الله بكل قوتهم في نفس الوقت الذي تتم فيه مهاجمة حماس، فسوف تندلع حرب إقليمية متعددة الجبهات بيننا".
وأضاف، "لكن دعاة الحرب لم يوقفوا نار الحرب التي تحرق كل أنحاء إسرائيل، إن اغتيال الجنرال محمد رضا زاهدي في القنصلية الإيرانية في دمشق ومقتل 12 من كبار المسؤولين الإيرانيين دفع إيران إلى مهاجمة إسرائيل مباشرة، ولحسن الحظ، بعد هذا الهجوم، بأعجوبة، لم تحدث حرب إقليمية شاملة أو حرب عالمية".
وتابع إن "هذا الإجراء لم يحسن موقف إسرائيل في الحرب فحسب، بل على العكس من ذلك - ونتيجة لذلك، غير سياسة إيران من جانب إلى آخر فقد تحول الصبر الاستراتيجي لإيران إلى استجابة قوية".
وأضاف "نشهد هذه الأيام عملا شريرا آخر من قبل دعاة الحرب الثلاثة.. اغتيال الرجل الثاني في حزب الله في قلب بيروت واغتيال إسماعيل هنية على الأراضي الإيرانية، في الواقع، فإن اغتيالهم لا يؤدي إلى تحسين وضع إسرائيل في الحرب، بل له تأثير عكسي، على الرغم من ذلك، وبدلاً من محاولة إطفاء الحريق، بدأ دعاة الحرب الثلاثة بإشعال حريق كبير آخر، نحن على بعد خطوة واحدة فقط من بدء حرب إقليمية متعددة الجبهات، ليس لإسرائيل أي فرصة للفوز فيها، ولكنها سوف تتلقى ضربة قاتلة يمكن أن تؤدي إلى تدمير الدولة اليهودية الثالثة (الكيان الصهيوني) في هذه الأرض".
وأضاف هذا الجنرال الصهيوني: "إن قتل قادة العدو لم يحسن الوضع أو الحل لإنهاء الحروب، بل جعل وضعنا أسوأ ألف مرة، وفي معظم الحالات، تم استبدال القادة الذين اغتالتهم إسرائيل بأشخاص أكثر ذكاءً، هذه هي القضية التي يتصرف بها دعاة الحرب الثلاثة بدافع الكراهية والرغبة في الانتقام واستعادة سمعتهم المفقودة بعد الكارثة الرهيبة التي جلبوها على شعب إسرائيل في 7 أكتوبر، وليس من منطلق التفكير العقلاني والتفاهم في كل عمل".
وقال: "حتى لو لم تندلع حرب إقليمية شاملة الآن، فطالما استمرت الحرب في غزة، هناك احتمال كبير للغاية بأن تصطدم بنا حرب إقليمية شاملة عاجلاً أم آجلاً وتقضي علينا، في الوقت الحالي، سوف تختفي إسرائيل - حتى قبل أن تبدأ حرب إقليمية، إن حرب الاستنزاف المستمرة منذ ما يقرب من العام بين حماس في الجنوب وحزب الله في الشمال تزيد من وضع إسرائيل سوءاً، وإن الجيش الصهيوني البري منهك حتى النخاع وحالته غير مناسبة لاستمرار الحرب".
بعد الاغتيالات... تفاقم الوضع في "إسرائيل"
من ناحية أخرى، أفادت مصادر عبرية بأنه على الرغم من العمليات الإرهابية التي نفذتها "إسرائيل"، لم يطرأ أي تغيير على الوضع، ولقد أصبحت الأوضاع في "إسرائيل" أسوأ من أي وقت مضى، وأضافت وسائل الإعلام إنه بسبب الخوف من تصعيد الوضع الأمني في كل المناطق، فقد منع الجيش الإسرائيلي أي إجازات للجنود وخروجهم من الجيش، كما تم وضع جميع الجنود في حالة استنفار، وكذلك عزز الجيش الإسرائيلي انتشار جنوده في الجبهة الشمالية.
وحسب هذا التقرير، فقد رفعت القوات الجوية الإسرائيلية حالة التأهب القصوى في جميع الادارات العسكرية من خلال تسيير دوريات مكثفة للمقاتلين ونشر تشكيلات دفاعية في مختلف المناطق، وبالإضافة إلى ذلك، أصبحت التوترات الأمنية في الضفة الغربية عبئا إضافيا على "إسرائيل" في وضعها الحالي.
وفي هذا السياق قال الصحفي الصهيوني "بندرور" في صحيفة "يديعوت أحرانوت" العبرية في إشارة إلى الوضع المتوتر الذي يعيشه كيان الاحتلال: "إن سياسة الإرهاب التي تنتهجها إسرائيل لا جدوى منها؛ لأن وضعنا أصبح أسوأ من أي وقت مضى ويجب أن تنتهي الحرب في أسرع وقت ممكن".
وأضاف: "وقف الحرب ضرورة؛ وخاصة أن العديد من الدول قررت وقف تصدير الأسلحة إلى "إسرائيل"، مثل كندا، وكذلك إيطاليا التي تدرس وقف تصدير الأسلحة إلى تل أبيب"، وأشار هذا الخبير الصهيوني: "أيضًا، في الوضع الذي يتصرف فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشكل مخالف لرغبات الرئيس الأمريكي جو بايدن، يجب أن نرى ما إذا كانت الولايات المتحدة ستواصل تسليح إسرائيل كما كان من قبل أم لا".
"إسرائيل" تمر بأيام صعبة
وقال مسؤول صهيوني كبير في حديث لصحيفة يديعوت أحرونوت: "إذا تم تنفيذ الهجوم الإيراني من عدة جبهات وبسرعة مذهلة، فسيكون من الصعب للغاية على "إسرائيل" والولايات المتحدة التعامل معه، وعلينا أن نستعد لدمار هائل وخسائر في الأرواح، وتعمل إيران وحزب الله على تعزيز قوتهما العسكرية منذ عقود لاستخدامها في هذا اليوم، وإننا نمر الآن بأيام قاتلة قد تندلع فيها حرب واسعة النطاق في أي لحظة".
وحسب هذه الصحيفة العبرية؛ فرغم الوضع المتوتر والغامض الذي يخيم على الإسرائيليين، فإن المؤسسات المعنية ترفض إعطاء أي تعليمات للمستوطنين حول كيفية الاستعداد لمواجهة المخاطر، وهو ما يدفع المؤسسة السياسية والأمنية الإسرائيلية إلى اتخاذ قرار محير في حال حدوث ذلك وحالة الطوارئ سوف يكون لها عواقب وخيمة.