الوقت- أكد نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "جميل مزهر"، لم يستبعد اندلاع انتفاضة شاملة في الضفة والقدس والداخل المحتل، نتيجة العدوان الإسرائيلي المتزامن عليها.
وصرح نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر أن غياب "فقيد فلسطين والمناضل والقائد الكبير" إسماعيل هنية يشكل فراغًا كبيرًا وخسارة كبيرة للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، وللأمة العربية ككل
وتابع: نحن نفتقد قائدًا من طراز خاص تميز بكونه وطنيًا بامتياز، ووحدويًا شكل ضميرًا لفلسطين بمكانته وبما قدمه من تضحيات من أبنائه وأحفاده، ودوره الواضح كرمز من رموز النضال الوطني الفلسطيني.
وأشار مزهر إلى أن هنية اغتاله الاحتلال الإسرائيلي لكونه وطنيا، مشددًا على أن الاحتلال يتوهم أنه باغتيال القادة والرموز يمكن أن يكسر المقاومة الفلسطينية أو إرادة الصمود لدى الشعب الفلسطيني.
وأكد في هذا الصدد أن الشعب الفلسطيني سيواصل النضال والمقاومة والقتال، وأن الانتصار سيكون حليفهم، "ولن يعجز ولن تنكسر شوكة المقاومة أمام هذا الجنون والإجرام".
فقد سبق وقتل الاحتلال الإسرائيلي العديد من القادة الفلسطينيين على رأسهم أحمد ياسين، وأبو علي مصطفى، وفتحي الشقاقي، لكن مسيرة النضال والكفاح والمقاومة استمرت وكان هؤلاء الشهداء وقودًا لإشعال الكفاح والنضال ضد هذا العدو، على حد قول مزهر.
في هذا السياق، يشرح مزهر أن هناك العديد من الأحرار في العالم يقفون إلى جانب فلسطين، وهناك جبهات إسناد تقف أيضًا إلى جانب المقاومة الفلسطينية في لبنان، واليمن، والعراق وإيران وغيرها.
وأضاف: هذا تحول مهم في الرأي العام العالمي والدولي، أوروبا تنتفض، وطلاب أميركا ينتفضون لصالح المظلومية الفلسطينية، لكن نرى هذا العجز في العالم العربي وهذا يضع علامة استفهام كبيرة.
وعن دخول المنطقة مرحلة جديدة عقب الاغتيالات التي نفذت أخيرًا سواء التي طالت الشهيد إسماعيل هنية في طهران أو القيادي في حزب الله فؤاد شكر، يرى مزهر أنه من المؤكد الآن أن حكومة بنيامين نتنياهو "الفاشية" قامت بمقامرة ومغامرة كبيرة قد تجر المنطقة إلى حرب واسعة وحرب إقليمية شاملة.
وأوضح: هذه الحكومة اليمينية قامت بهذه العملية الجبانة بحق القائدين إسماعيل هنية وفؤاد شكر.. بغطاء وضوء أخضر أميركي، فلا يمكن أن تقدم على عملية من هذا النوع وبهذا الوزن دون غطاء من الإدارة الأميركية.
وعليه، يجزم جميل مزهر أن أميركا ورئيسها جو بايدن متورطان في هذه العملية التي وصفها بالجبانة، وبالتالي ستشهد المنطقة تحولات مهمة إذ لا يمكن أن يسمح محور المقاومة بتمرير هذه الجريمة الكبيرة دون رد قاسٍ ومؤلم لإسرائيل، وقد اتخذ القرار بتوجيه ضربة قوية، بحسب قوله.
كذلك، يعتقد مزهر أن نتنياهو يحاول اليوم كسب المزيد من الوقت لإطالة أمد الحرب على غزة. فهو غير معني بإبرام هذه الصفقة ويراوغ ويتميز بالألاعيب والتضليل والخداع، محاولا أن يظهر للعالم أنه يفاوض وفي نفس الوقت يمارس عمليات القتل والمجازر في قطاع غزة.
ويقول مزهر إن "نتنياهو المراوغ" انقلب على الورقة التي قدمها بنفسه لبادين لكسب المزيد من الوقت، عبر فرض شروط جديدة على مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حماس.
وعليه، يرى مزهر أن المقاومة تدرس اليوم كل الخيارات لدفع إسرائيل للخضوع إلى اشتراطات الفصائل الفلسطينية، ووقف إطلاق النار والانسحاب من قطاع غزة والسماح بعودة النازحين ورفع الحصار، في حين يسعى نتنياهو لتهجير الشعب الفلسطيني بتدميره للقطاع.
من جهة ثانية، لم يستبعد نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اندلاع انتفاضة شاملة في الضفة والقدس والداخل المحتل، نتيجة العدوان الإسرائيلي المتزامن عليها.
فالعدو لديه مخطط لتهجير الفلسطينيين من الضفة والقدس أيضًا ويريد إنهاء "الأونروا" لتصفية القضية الفلسطينية، على حد قول مزهر.
أما الرد على ما يجري، فيتطلب وفق مزهر وحدة وطنية حقيقية عبر تشكيل حكومة توافق وطني فلسطينية، وأنه على العالم التوقف عن الكيل بمكيالين وردع الاحتلال الذي قد يصبح عبئًا على الولايات المتحدة والغرب.