الوقت- في ضوء التصريحات الأخيرة التي أدلت بها حركة حماس، يتضح أن الحركة تركز بشكل كبير على قضية إدارة قطاع غزة بعد طرد الإسرائيليين المعتدين، وفي بيان صدر عن الحركة، شددت حماس على ضرورة أن تكون الإدارة المستقبلية للقطاع شأناً فلسطينياً خالصاً يتم بموافقة كل قطاعات الأمة الفلسطينية، وتتطلب هذه الرؤية تحليلاً دقيقاً لفهم أبعادها وتداعياتها على الوضع الفلسطيني الداخلي والإقليمي.
الإدارة الفلسطينية الخالصة
بوضوح، تؤكد حركة حماس على أن إدارة قطاع غزة بعد طرد المعتدين يجب أن تكون قضية فلسطينية بحتة، ما يشير إلى رفض الحركة لأي تدخل خارجي في شؤون القطاع، هذه النقطة تبرز في عدة جوانب، مثل أن حماس تصر على أن تكون إدارة القطاع توافقية بين جميع الفصائل الفلسطينية، ما يعزز الوحدة الوطنية ويحد من الانقسامات الداخلية، مع رفض الحركة لأي نوع من الوصاية الخارجية أو التبعية للاحتلال ويعكس ذلك حرصها على الحفاظ على السيادة الفلسطينية واستقلال القرار الفلسطيني.
وعلى هذا الأساس، حماس تعبر بوضوح عن موقفها الرافض لأي تصريحات أو مواقف تدافع عن خطط دخول قوات أجنبية إلى قطاع غزة، وهذا الموقف ينبع من عدة اعتبارات منها أن الحركة ترى أن أي تدخل خارجي قد يضر بمبادئ الشعب الفلسطيني ويؤثر على حقوقه المشروعة، لأنه مع وجود قوات أجنبية قد يؤدي إلى تعقيدات أمنية وزيادة التوتر في المنطقة، ما يعرقل جهود الاستقرار والسلام.
وإن رؤية حماس لمستقبل الإدارة في غزة تواجه عدة تحديات تحاول تل أبيب بثها على الساحة الفلسطينية، من خلال منع تحقيق توافق بين جميع الفصائل الفلسطينية وقد يكون ذلك مهمة صعبة نظراً للتباين في الرؤى ومحاولات الكيان زرع الانقسام، كذلك تسعى تل أبيب لإقحام المجتمع الدولي الذي عجز عن إيقاف الحملة الدموية للكيان ومحاولة الضغط من أجل حلول مسيسة تتضمن إشراك أطراف خارجية في إدارة القطاع، ما يتعارض مع رؤية حماس والشعب الفلسطيني، ورغم أن تحسين الأوضاع الإنسانية في غزة يتطلب تعاوناً دولياً ووقفا فوريا للحرب الهمجية لتل أبيب، إلا أن رفض حماس يتضمن فقط التدخل الخارجي في إدارة غزة.
وإن رؤية حماس لمستقبل الإدارة في قطاع غزة تعكس حرص الحركة على أن تكون إدارة القطاع شأناً فلسطينياً خالصاً، بعيداً عن أي تدخلات خارجية، وهذه الرؤية تتماشى مع تعزيز الوحدة الفلسطينية والحفاظ على السيادة والاستقلال.
تأثير المقاومة على حسابات العدو
في ظل الصراع المستمر بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني، أصدر المتحدث باسم سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، تحذيراً صارماً للصهاينة بشأن مستقبل غزة، جاءت تصريحات "أبو حمزة" لتؤكد على صعوبة تحقيق الأهداف الصهيونية في القطاع، مشيرة إلى أن المقاومة، رغم الفارق الكبير في القدرات العسكرية، استطاعت إرباك حسابات العدو ومنعه من تحقيق مآربه.
وإن الصراع مع العدو الصهيوني غير متكافئ على كل المستويات، حيث يتمتع العدو بدعم قوي من دول عظمى تمكنه من مواصلة القتل والتدمير في غزة، بالمقابل، تعتمد المقاومة على معدات قليلة، لكنها تتسلح بروح عالية وإيمان راسخ بالمقاومة، هذا الفارق في الإمكانيات يعكس إصرار المقاومة على مواجهة العدو بشجاعة وبطولة، ما أضاف بعداً جديداً للصراع.
والدليل الكبير على انتصار المقاومة هو تمكن المقاومة من إرباك حسابات العدو ومنعه من الوصول إلى أهدافه، فرغم القدرات العسكرية المتفوقة للعدو، نجحت المقاومة في إفشال محاولاته للاستيطان في غزة، وهذه القدرة على التكيف مع جغرافية غزة وأزقتها وأنفاقها، واستخدام كل ما هو فوق الأرض وتحتها، كان لها دور كبير في تحقيق نجاحات ميدانية ومفاجأة العدو باستراتيجيات مبتكرة.
أيضا، التنسيق العالي بين فصائل المقاومة الفلسطينية المختلفة، مع تماسك العلاقات بينها واستمرار التنسيق السياسي والعسكري، وهذا التعاون بين الفصائل يعزز من قوة المقاومة وقدرتها على مواجهة التحديات المشتركة، ويؤكد على وحدة الصف الفلسطيني في مواجهة العدو الصهيوني، بغض النظر عن العوائق التي يضعها العدو الصهيوني أمام وقف إطلاق النار، فيما تبدو حكومة نتنياهو منفصلة عن الواقع والسعي لمواصلة الحرب للحفاظ على السلطة وتجنب المحاكمة، وهذه السياسة، تعكس فساد الحكومة الصهيونية وعدم اهتمامها بمصالح جيشها والمستوطنين، ما يجعل استمرار الحرب خياراً مفضلاً لهم رغم الخسائر الفادحة التي لحقت بالكيان على كل المستويات.
"النصر قادم لا محالة"، عبارة تشير إلى أن بوادر النصر تزداد وضوحاً يوماً بعد يوم في كل مواجهة، وهذه الثقة بالنصر تأتي من إيمان المقاومة بوعد الله وتحقيق الأهداف الممكنة بالعقل والمنطق، ورغم الصعوبات، تبقى المقاومة ثابتة على مواقفها ومستعدة لخوض المعارك حتى تحقيق الأهداف المنشودة، وإن تحذير المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي للصهاينة بشأن مستقبل غزة يعكس إصرار المقاومة على مواجهة العدو الصهيوني رغم الفارق في الإمكانيات، والمقاومة تمكنت من إرباك حسابات العدو ومنعه من تحقيق أهدافه بفضل التنسيق العالي بين الفصائل الفلسطينية والإيمان الراسخ بالنصر، وفي ظل هذه التحديات، يبقى الصراع مستمراً، وتبقى المقاومة ثابتة على مواقفها، مؤمنة بحتمية النصر واستعادة الحقوق الفلسطينية.