الوقت - تتسابق "إسرائيل" مع ذاتها في التأكيد على كم همجيتها وإجرامها وتخطيها لكل الحدود الإنسانية منذ بدء حربها على غزة في السابع من تشرين الأول الماضي حيث قامت باستهداف عمال في منظمة ورلد سنترال كتشن الخيرية وقتلتهم ما أدى إلى تعليق نقل المساعدات الإغاثية لغزة.
حيث أعلن مسؤولون قبارصة في وقت سابق أن مساعدات منقولة بحرا لغزة عادت إلى قبرص بعد أن قتلت "إسرائيل" سبعة من العاملين في منظمة ورلد سنترال كيتشن الخيرية والتي قالت إنها ستوقف عملياتها في القطاع الفلسطيني المحاصر.
وكان موظفو ورلد سنترال كيتشن، وهي منظمة يقع مقرها في واشنطن، قد انتهوا للتو من تفريغ 100 طن من المساعدات الغذائية من بارجة أبحرت من قبرص حين تعرضت قافلة سياراتهم لقصف جوي إسرائيلي ليلا.
وقال وزير الخارجية القبرصي كونستانتينوس كومبوس إن السلطات القبرصية تتواصل مع منظمة ورلد سنترال كيتشن وإن الهجوم وقع على بعد 12 كيلومترا من منطقة وصول المساعدات إلى رصيف مؤقت أنشأته المؤسسة الخيرية.
وأوضح الوزير القبرصي أن موظفي الإغاثة كانوا قد أنهوا للتو نوبة عمل ضمن عملية تفريغ المساعدات وقت الهجوم، وكان من المفترض أن يستأنف التفريغ في وقت لاحق.
وأضاف كومبوس “توقف هذا حاليا، ومنذ أن أعلنت ورلد سنترال كيتشن ذلك القرار (تعليق النشاط مؤقتا)، (بدؤوا الاستعداد) لمغادرة المنطقة من أجل العودة وإعادة ترتيب أنفسهم ودراسة وتقييم الخطوات التالية”.
ويمثل الهجوم على العمال انتكاسة خطيرة لمحاولات الإسراع بتوصيل المساعدات إلى غزة حيث تقول وكالات دولية إن كثيرين على شفا المجاعة نتيجة للهجوم الإسرائيلي، الذي تسبب في مقتل أكثر من 32 ألف فلسطيني.
ووصف الاحتلال الإسرائيلي الهجوم الذي أودى بحياة موظفي إغاثة بأنه “مأساوي” وغير مقصود، لكن ورلد سنترال كيتشن أوضحت أنها نسقت التحركات مع الجيش الإسرائيلي وأن سيارتين مدرعتين كانتا تحملان شعار المنظمة الخيرية.
وقال الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس بعد اجتماعه مع رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا “يجب ألا تنال الأحداث المأساوية من عزيمتنا، يتعين علينا مضاعفة الجهود لتوصيل المساعدات إلى غزة”.
إلا أنه ووفقا لمصدر قبرصي فقد تم استئناف شحنات المساعدات من قبرص إلى غزة في ساعة متأخرة من مساء يوم الجمعة، بإبحار سفينة تحمل مواد غذائية إلى القطاع الفلسطيني المحاصر بعد توقف المساعدات عقب استشهاد سبعة من موظفي الإغاثة في غارة إسرائيلية.
وأوقفت منظمة ورلد سنترال كيتشن غير الحكومية المساعدات لمراجعة نشاطها في القطاع بعد الهجوم، في قرار أدى إلى تعليق الشحنات المباشرة من قبرص إلى غزة.
وقال المصدر القبرصي إن سفينة شحن صغيرة غادرت ميناء لارنكا مساء الجمعة محملة بمساعدات تبرعت بها الإمارات..
بدوره ذكر مسؤول إماراتي “الإمارات تؤكد مغادرة سفينتها الإغاثية من قبرص وعلى متنها 400 طن من المساعدات الغذائية لأهل غزة”.
وأضاف: “تواصل دولة الإمارات استكشاف كل السبل مع شركائها الإقليميين والدوليين لمعالجة الأزمة الإنسانية الملحة في قطاع غزة وزيادة إيصال المساعدات إلى القطاع برا وجوا وبحرا”.
وفي سياق متصل فقد بدأت الولايات المتحدة في بناء رصيف عائم على ساحل البحر المتوسط في قطاع غزة، والذي سيتيح فحص شحنات المساعدات في قبرص تحت إشراف إسرائيلي، ولكن عندما تصل تلك المساعدات إلى غزة، سيتعين أيضا أن تمر عبر نقاط التفتيش الإسرائيلية على الأرض.
ووفقا لمصدر عسكري فإن سفينة دعم بريطانية سيتمركز على متنها مئات العسكريين الأمريكيين المشاركين في بناء رصيف بحري بغزة أبحرت من جزيرة قبرص، فيما أبحرت في وقت سابق أمس الجمعة سفينة مساعدات غذائية من الجزيرة إلى القطاع.
وشدد وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس، في بيان، على الدور "الأساسي" لطاقم سفينة الدعم "كارديغن باي" (Cardigan Bay) التابعة لـ"الأسطول الملكي المساعد" (RFA) في مساهمة المملكة المتحدة في زيادة إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) ذكرت أن هذا الرصيف يفترض أن يكون جاهزا للعمل "اعتبارا من بداية /أيار".
وتنشط منظمة ورلد سنترال كيتشن في غزة منذ شهر أكتوبر تشرين الأول، إذ تعمل على إدخال المواد الغذائية عن طريق البر وتشارك أيضا في عمليات الإنزال الجوي.
وأطلقت في الشهر الماضي أول ممر بحري لنقل المساعدات إلى القطاع من قبرص.
ولعبت قبرص دورا محوريا في إنشاء طريق بحري إلى غزة بتقديم فحص أمني سريع على الجزيرة تشرف عليه "إسرائيل".
إن ما قام به كيان الاحتلال من قتل لعمال الإغاثة هو أمر عادي تقوم به آلة القتل الإسرائيلية حيث استشهد في وقت سابق 104 أشخاص وجرح 760 شخصاً في شارع الرشيد أثناء محاولتهم الحصول على الطعام من شاحنات انتظروها طويلًا ووصلت أخيرًا محملة بالدقيق عند مفترق النابلسي غرب مدينة غزة في أشد الصور التي تؤكد انعدام الإنسانية لدى الاحتلال.
يذكر أن السلطات الصحية الفلسطينية صرحت بأن أكثر من 34 ألف فلسطيني استشهدوا خلال الحرب التي تشنها "إسرائيل" منذ ستة أشهر في غزة كما تسببت الحملة الإسرائيلية في كارثة إنسانية لسكان القطاع البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة.