الوقت- كشفت معلومات حصرية لمواقع عربية عن تفاصيل رد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على الاقتراح الأخير بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وصفقة تبادل الأسرى بين الاحتلال والمقاومة، ووفقًا للمعلومات المتاحة، يشمل رد حماس مبادئ أساسية لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين الاحتلال والحركة، وذلك عبر تقسيم الاتفاق إلى ثلاث مراحل، حيث تستمر كل مرحلة لمدة 42 يومًا، وتشمل المرحلة الأولى وقفًا مؤقتًا للعمليات العسكرية المتبادلة بين الطرفين، وانسحاب قوات الاحتلال شرقًا وبعيدًا عن المناطق المكتظة بالسكان، وذلك عبر إنشاء منطقة منزوعة السلاح بجميع مناطق قطاع غزة المحاذية للحدود مع الاحتلال.
يتضمن الرد الذي أعلنته حركة حماس عودة النازحين إلى منازلهم في شمال قطاع غزة، وضمان حرية حركة السكان في جميع مناطق القطاع، أما في المرحلة الثانية، فقد أكدت الحركة على مطالبها بالاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار والإعلان عن بدء تنفيذه قبل بدء عملية تبادل الأسرى بين الطرفين، إلى جانب انسحاب قوات الاحتلال خارج حدود قطاع غزة.
كذلك، يتضمن الرد الذي أعلنته حماس بشأن صفقة تبادل الأسرى إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين من النساء والأطفال دون سن الـ19 عامًا، وفي المقابل، سيراجع الاحتلال قوائم تقدمها حماس لإطلاق سراح 30 من الأطفال والنساء لكل محرر إسرائيلي بناءً على ترتيب الاعتقال، وفيما يتعلق بصفقة التبادل، يتضمن رد حركة حماس إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين الذين تجاوزوا سن الـ50 والمرضى الأحياء، وتتفق قوائم الإطلاق مع القوائم التي تقدمها حماس بشأن الأسرى الإسرائيليين الكبار سناً والمرضى، حيث يتم إطلاق 30 أسيراً من كبار السن والمرضى من قبل الاحتلال مقابل كل محرر.
وينص الرد أيضًا على إطلاق سراح المجندات الإسرائيليات اللواتي لا يزلن على قيد الحياة، وتتم عملية الإطلاق مقابل إطلاق الاحتلال 50 أسيرًا من سجونها، وتتضمن هذه الصفقة إطلاق 30 من السجناء المحكومين بالسجن المؤبد و20 من الذين حُكم عليهم بأحكام مختلفة، ويتم تحديد الأسرى المفرج عنهم بناءً على القوائم التي تقدمها حماس.
وفيما يخص صفقة شاليط، ينص الرد على ضرورة إطلاق سراح جميع الأسرى الذين تمت إعادة اعتقالهم في إطار هذه الصفقة، فيما طالبت حماس برفع الإجراءات والعقوبات التي فرضتها تل أبيب على الأسرى والمعتقلين في سجونها ومعسكرات الاعتقال بعد السابع من أكتوبر، وتحسين أوضاعهم، بما في ذلك الأسرى الذين اعتقلوا من قطاع غزة بعد هذا التاريخ.
وفي تطور آخر، أعلنت حماس أنها قدمت ردها على المقترح الذي تلقته يوم الاثنين الماضي للوسيطين القطري والمصري، وأفادت حماس في بيان لها: "سلمنا قبل قليل ردنا على المقترح الذي تلقيناه يوم الإثنين الماضي إلى الإخوة الوسطاء في مصر وقطر"، مع تمسكها بالمطالب الأساسية ومطالب الشعب الفلسطيني، والتي تتضمن وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال من كامل قطاع غزة، وعودة النازحين إلى مناطقهم ومنازلهم، بالإضافة إلى تعزيز دخول المساعدات الإنسانية وبدء عمليات إعادة الإعمار، مع التشديد على استعدادها للمضي قدماً في إبرام صفقة تبادل جادة وحقيقية للأسرى بين الطرفين، بهدف تحقيق العدالة والإنصاف للأسرى وعائلاتهم.
في النهاية، تقدم حماس نظرة سياسية عميقة من خلال هذا الرد على المقترح الأخير لاتفاق وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى مع كيان الاحتلال، والذي يشير إلى مبادئ أساسية تتمسك بها حماس، وتضمن الرد مطالب واضحة ومحددة تتعلق بوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة، إلى جانب عودة النازحين وتحسين أوضاعهم وتوفير المساعدات والإغاثة، بما يؤيد المواقف الشعبية التي تؤيد المقاومة الفلسطينية وتسلط حماس الضوء على حقوق الشعب الفلسطيني ومطالبه المشروعة.
وبينما تبرز المطالب بالوقف الدائم لإطلاق النار وإعادة الأسرى كمظاهر للمقاومة والتصدي للاحتلال، وتعزز الحاجة إلى صفقة تبادل جادة لضمان عودة الأسرى والإفراج عنهم، حيث يتجلى دعم المقاومة الفلسطينية من خلال تقديم رؤية شاملة لمواقف ومطالب الحركة، وتأكيدها على الحقوق الفلسطينية والتزامها بالدفاع عنها، كتأكيد على استعداد حماس للمفاوضات والتفاوض بجدية من أجل التوصل إلى اتفاق يخدم مصالح الشعب الفلسطيني، وهو ما يبرز التوجه القائم على الحوار والبحث عن حلول سلمية وعادلة ضد الاحتلال في المنطقة، كما أن التزام حماس بقضايا الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين كجزء من حركتها الوطنية والمقاومة، يعكس الرغبة في تحقيق العدالة الاجتماعية والإنسانية وإرساء أسس السلام والاستقرار، في ظل مناصرة وتأييد للمقاومة الفلسطينية وجهودها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.