الوقت - ليلة الاثنين الماضي، وللمرة الثانية خلال الأسبوعين الماضيين، استهدف الطيران الإسرائيلي مناطق في محافظة بعلبك شرق لبنان، بينها "محيط مدرسة المهدي (ع) شمسطار، ومخازن السجاد في جرود طاريا، ومحطة دار الأمل للكهرباء"، وأسفرت هذه الهجمات عن استشهاد شخص واحد على الأقل، وإصابة عدد آخر.
تتاخم مدينة بعلبك الاستراتيجية الحدود السورية من الشرق، وتبعد عن دمشق 50 كيلومتراً فقط، وتقع على بعد حوالي 58 كيلومتراً من المحور الجنوبي الغربي لبيروت، وفي المقابل، تبلغ المسافة بين بعلبك وحدود فلسطين المحتلة نحو 95 كيلومتراً.
وحسب المعلومات التي قدّمها مصدر ميداني، فإن الغارات الجوية الصهيونية على شرق لبنان، جاءت بهدف زيادة الضغط على الجبهة الجنوبية، ليضطر حزب الله في نهاية المطاف إلى الانسحاب من الحدود المشتركة مع شمال الأراضي المحتلة.
وذكر هذا المصدر الميداني أن مفاوضات مكثفة جرت في الأيام الأخيرة بين ممثلي الحكومتين الأمريكية واللبنانية، لإجبار حزب الله على الانسحاب من المناطق الحدودية، وقال: إن الصهاينة باستهداف بعلبك مرةً أخرى، يعتزمون توجيه رسالة إلى حزب الله، مفادها بأنه إذا لم ينسحب فإن حجم الصراعات في لبنان سيتسع.
وأكد هذا المصدر الميداني أن جبهة المقاومة لا تخشى التهديدات، وأضاف: حزب الله لا يعرف الخوف والترهيب، ورداً على هجوم الکيان الصهيوني دخل الميدان بقوة، وأطلق ما لا يقل عن 100 صاروخ على قواعد عسكرية في الجولان المحتل شرق الأراضي المحتلة.
وحسب هذا المصدر الميداني، فإن صواريخ حزب الله التي دقت ناقوس الخطر في عموم الجولان المحتل، أصابت قواعد تدريب عسكرية ومقر قيادة الدفاع الجوي والصاروخي للکيان الصهيوني في قاعدة كيلع، وقاعدة الصواريخ والمدفعية في منطقة يوعاف، ووحدات المدفعية في الضواحي.
وأفاد هذا المصدر الميداني بأن معظم الصواريخ اجتازت منظومة الدفاع الجوي الصهيونية، وأصابت مواقع محددة، وأضاف: إن هذه العملية تعتبر أعنف رد من جانب حزب الله على الکيان الصهيوني، منذ بدء تبادل إطلاق النار والاشتباكات في الشريط الحدودي.
وتابع: کما أطلقت وحدة المدفعية التابعة لحزب الله أيضًا صاروخًا قصير المدى، وبالطبع فإن حجم الدمار الكبير لصاروخ "بركان" استهدف عدة مواقع للکيان الصهيوني في مناطق مهمة مثل "الجرداح، جل العلام، حدب يارين، برکة ریشا" في الشريط الحدودي.
وأشار هذا المصدر الميداني الذي يتابع التطورات على الشريط الحدودي في جنوب لبنان وشمال الأراضي المحتلة عن كثب، إلى أن حزب الله مستعد للرد على أي مغامرة للصهاينة، وبهذه العملية التي كانت بمثابة إنذار جدي، أظهر أنه لا يخشى استهداف عمق الأراضي المحتلة، ومن الممكن أن يصبح الوضع خارج نطاق السيطرة في أي لحظة.
وأضاف هذا المصدر الميداني: المفاوضات الثنائية بين الأمريكيين ولبنان وصلت إلى طريق مسدود، وحزب الله يعارض بشدة أي انسحاب لا يشمل وقف الحرب في قطاع غزة، ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني الذي مزقته الحرب، ولن يسمح للمستوطنين الصهاينة متعددي الجنسيات بالعودة إلى شمال الأراضي المحتلة.
وأشار إلى أن الأمريكيين كانوا يتطلعون إلى تراجع حزب الله منذ بداية تبادل إطلاق النار على الحدود الجنوبية للبنان والأراضي المحتلة، وأوضح أن مفاوضات الأمريكيين كانت أحادية الجانب، لكنها لم تحقق شيئاً لهم في المجمل.
وتحدث هذا المصدر الميداني عن الجهود التي يبذلها الأمريكيون من وراء الكواليس لوقف الصراعات في هذا المحور، وقال إن جيش الکيان الصهيوني يخطط لإرسال قواته المتمركزة في هذا المحور باتجاه قطاع غزة عبر تهدئة الجبهة الشمالية، لمضاعفة الضغط على الشعب الذي تمزقه الحرب، إلا أنه فشل بعد رد حزب الله الحاسم.
وقد أعلنت بعض وسائل الإعلام أن الصهاينة أمهلوا الأمريكيين حتى الـ 15 من آذار/مارس لإنهاء المفاوضات، وزعمت أنه إذا لم ينسحب حزب الله، فإن هذا الکيان سيشن هجمات برية وجوية واسعة النطاق على لبنان.
لكن في المقابل، أعلنت مصادر ميدانية أن حزب الله جاهز للرد التاريخي على الصهاينة، وأكدت أن رد فعل حزب الله سيقلب المعادلات.