الوقت - ببطولتهم المعهودة يقوم أبطال فصائل المقاومة الفلسطينية بتوجيه ضربات موجعة للاحتلال الإسرائيلي غير آبهين به ولا بالقوى الداعمة له ف"صاحب الحق سلطان".
حيث قامت مجموعة من أفراد المقاومة الفلسطينية يقدر عددهم اما اثنين او ثلاثة باطلاق النار باتجاه مستوطنة حومش التي تقع بالقرب من بلدة سيلة الظهر وعندما هرع جنود الاحتلال إلى مكان إطلاق النار انفجرت عبوة ناسفة كانت قد زرعت في المكان ما أسفر عن إصابة ٧ جنود صهاينة.
وفي تعليقها على العملية البطولية المزدوجة أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، أنّ عملية حومش البطولية تأكيد على خيار المقاومة؛ ورد طبيعي على مجازر العدو الصهيوني في غزة والضفة وتهديداته للأقصى.
وقالت الحركة في تصريح صحفي، نقله المركز الفلسطيني للإعلام: إن عملية "حومش" البطولية تؤكد إيمان شعبنا الراسخ بالمقاومة سبيلا وحيدا للرد على جرائم الاحتلال ومجازره في غزة وإجراءاته التي يهدد بها المصلين في المسجد الأقصى في شهر رمضان المبارك.
وأضافت: نشدُّ على الأيدي المجاهدة التي ثأرت اليوم لدماء شعبنا النازفة على يد النازية الجديدة، وندعو أحرار شعبنا وأبطاله إلى مواصلة مسيرة الثأر والرد على جرائم الاحتلال، وطلب الحرية على درب الشهداء العظماء.
وشددت حماس على أنّه يجب على قادة العدو وداعميه أن يدركوا أن تشبُّث الشعب الفلسطيني بحقه ومقدساته يزيد ولا ينقص ويتعزز ولا يتراجع، مهما بلغت التضحيات ومهما ارتكب الاحتلال من جرائم ومجازر.
ونوهت بأن أبناء الشعب الفلسطيني على استعداد دائم لتسديد الضربات الموجعة لقلب الكيان ومستوطنيه، وهو ما سيتعزز في شهر رمضان، شهر الجهاد والاستشهاد والانتصارات.
هذا وأفادت مصادر محلية بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي فرض اغلاقا كاملا على المنطقة الواقعة ما بين مدينة نابلس وجنين ويقوم بالبحث عن منفذي العملية الذين انسحبوا من المكان وأن هذه العملية تأتي في ظل الانذارات التي تحدث عنها جهاز الامن العام الشاباك، والذي أكد أنه خلال شهر رمضان المبارك ستكون هناك عمليات في الضفة الغربية وأن الأمور في الضفة مرشحة للانفجار.
وكان جيش الاحتلال قبل هذه العملية بساعات، قد اغتال مقاوما فلسطينيا ملاحقا يدعى محمد الشلبي العضو في حركة الجهاد الإسلامي في بلدة سيلة الحارثية بعد أن حاصر منزله وقام باغتياله بدم بارد.
بدورها قالت حركة الجهاد الإسلامي، إن عملية حومش التي وقعت أمس جنوب جنين وأصيب فيها أربعة جنود إسرائيليين، توجه صفعة جديدة لوجود الاحتلال الجاثم على أرض الضفة الغربية.
وباركت الجهاد، في تصريح صحفي، العملية البطولية مشيرةً إلى أنها "على يقين تام بأن الأحرار في الساحة يعرفون واجبهم تجاه شعبهم وقضيتهم، وسيواصلون الضربات ثأرا لدماء الشهداء".
وحيّت الجهاد "العقول التي هندست وخططت للعملية، والسواعد المتوضئة التي نفذتها"، مؤكدةً أن كتائب المقاومة ستواصل دورها في المعركة المفتوحة مع الاحتلال، وأن فعلها لن يخبو ولن يتراجع.
وشددت الجهاد على أن "المحرقة المتواصلة ضد الأطفال والنساء في غزة، والجرائم العدوانية في الضفة، والإجراءات التي يتحضر الاحتلال لفرضها بحق من يعتزمون الصلاة والاعتكاف في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، ستكرس في وعي شعبنا، وفي قناعات مقاومينا بأن المواجهة هي الخيار الأوحد لكبحه وإفشال عدوانه ومخططاته".
وأكدت الحركة أن على المحتل وداعميه أن يحضروا أنفسهم جيداً لما ينتظرهم خلال الشهر المبارك، شهر البطولات والفتوحات والانتصارات.
ووفقاً لوسائل الإعلام الإسرائيلي فإن هذه العملية كانت مزدوجة من قبل المقاومة الفلسطينية وتم التخطيط لها بدقة، حيث قالت «القناة 12» العبرية إن الهجوم عبارة عن «عملية مزدوجة»، «شملت إطلاق نار على موقع عسكري إسرائيلي»، لاستدراج جنود الاحتلال، ثم «تفجير عبوة ناسفة» لحظة تجمّع هؤلاء، وإذ استطاع المنفذون الانسحاب من المكان، فقد شكّل هذا الكمين المحكم صفعةً «قاسيةً» للعدو، حسب وصف مصدر أمني إسرائيلي، في حديث إلى القناة، علماً أنّ العملية وقعت على منتصف الطريق العام المؤدي من جنين إلى نابلس، حيث تتربع بلدة سيلة الظهر في مثلث الرعب (جنين، نابلس، طولكرم)، نظراً إلى حالة المقاومة الممتدة فيه.
من جانبه، قال رئيس مجلس مستوطنات الضفة الغربية إن على الحكومة ووزير الدفاع وقادة الأمن العمل على قلب الوضع الحالي شمال الضفة، حسب تعبيره.
فيما صرح الناطق العسكري باسم «كتائب القسام»، «أبو عبيدة» خلال خطاب وجه من خلاله عدداً من الرسائل المهمة، أولها أن عملية السابع من أكتوبر، كان الدافع إليها عرقلة مشاريع أكثر الحكومات تطرفاً ونازية في تاريخ كيان الاحتلال، وأهمّها ما يتعلّق بخطط التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى تمهيداً لتهويده.
أما الإشارة الثانية، فهي أن «جنود العدو الأسرى والأسرى الباقين يعانون من المجاعة، أسوة بأبناء شعبنا، نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر»، كذلك، حمل خطاب «أبو عبيدة» رسالة مفادها بأن المقاومة لا تزال تتحكّم بعناصر الميدان، ويمكن القول، إن سلامة الجهاز الإعلامي للمقاومة، والذي يمثّل ظهور «أبو عبيدة» أحد أيقوناته، تحمل دلالة، بأن باقي الأذرع الميدانية لا تزال بخير.
كذلك، وضع «أبو عبيدة» ثلاثة محدّدات للقبول بأي صفقة تبادل ووقف لإطلاق نار، وهي انسحاب جيش العدو من قطاع غزة، وحرية حركة الأهالي من الشمال إلى الجنوب، والإغاثة المتزامنة مع إعادة الإعمار.
وقرأت مصادر مقرّبة من المقاومة، خطاب «أبو عبيدة» الذي جاء قبل أيام من بداية شهر رمضان، على أنه إشارة إلى وجود عزم لدى المقاومة على تصعيد حدّة الضغط الميداني، من كلّ جبهات القتال الخارجية والداخلية، وأهمها الضفة الغربية والداخل المحتل.
ما حدث في حومش يؤكد عزم المقاومة الفلسطينية على المضي بمسيرتها المناهضة للاحتلال الإسرائيلي والرامية لإضعافه والنيل منه للوصول لهدفها في عودة الشعب الفلسطيني لأراضيه واسترداد حقوقة المسلوبة من قبل الكيان الغاصب مهما تطلب الأمر من تضحيات.