الوقت- استأنف إرهابيو هيئة تحرير الشام، بعد الهزائم الفادحة التي منيوا بها في هجمات الجيش السوري الأخيرة على مقرات وقواعد هذه الجماعة في إدلب، قصف المناطق السكنية في بلدتي نبل والزهراء، وذلك لإجبار الجيش السوري على تقديم التنازلات، وإن إرهابيي هيئة تحرير الشام استأنفوا قصف بلدتي نبل والزهراء بعد ضربات عنيفة للجيش السوري على مقرات عسكرية لهذه المجموعة، وتتجسد تفاصيل تلك الهجمات الإرهابية في القصف الأخير الذي استهدف المدنيين، وراح ضحيته 3 أشخاص، رجل عمره 75 عاماً وامرأة عمرها 30 عاماً وطفل عمره 4 أعوام استشهدوا داخل منزلهم الذي كان هدفاً لهجوم من قبل تحرير الشام، وفي الهجوم الإرهابي السابق على هذا المنزل استشهدت زوجة وابنة هذا الرجل العجوز، وذلك بالتزامن مع اشتعال جبهات الشمال ودخول تركيا بقوة إلى خط المواجهات.
هجمات إرهابية جديدة
لا شك أن هجمات المجموعات الإرهابية الأخيرة على بلدتي نبل والزهراء، تشير إلى أن وفد تحرير الشام يحاول استخدام المدنيين، وخاصة أن "إدلب هي دروع بشرية ووسائط ضغط ضد الجيش السوري"، وعلى الإرهابيين أن تستخدمها لإجبار القادة السوريين على وقف الهجمات على قواعد هذه المجموعة الإرهابية، وتسببت الهجمات الإرهابية المتكررة على نبل والزهراء في جعل هاتين البلدتين شبه مغلقتين، ويحاول بعض السكان الهجرة من هذه المنطقة، وذلك على الرغم من أن هذه البلدة لا يوجد بها أي قاعدة عسكرية تابعة للجيش السوري، وسكان هذه المنطقة هم من المدنيين فقط.
ويبدو أن هذه المجموعة الإرهابية تستخدم مرة أخرى نفوذ مواطني هاتين البلدتين للضغط على الجيش السوري بهدف وقف الهجمات وتقدم الجيش السوري في إدلب، وتحاول جماعتان إرهابيتان، هما تحرير الشام وأنصار التوحيد، إعادة إشعال الحرب في الجبهتين الشمالية والغربية لسوريا وإخراج اللاذقية وحلب من سيطرة الحكومة المركزية، وإن المجموعة المسلحة المعروفة بهيئة تحرير الشام بدأت من جديد الاشتباكات بهدف التقدم في ريف اللاذقية وحلب إلى موقع الفرقة 46 في الجيش، في الوقت نفسه، أحبطت قوات الجيش السوري هجمات لعناصر مسلحة تابعة لتنظيم أنصار التوحيد على قواعد الجيش السوري في مناطق جبل الأكراد بريف اللاذقية.
ورداً على تلك الهجمات استهدف الجيش السوري مراكز القيادة والتوجيه التابعة لهيئة تحرير الشام من سرمين وتفتناز ومعارة النعسان شمال وشرق إدلب حتى دارة العزة غرب سوريا، حلب، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص وإصابة 14 آخرين بقيادة إرهابي آخر، وبهذا الخصوص فإن ما حدث خلال الأسابيع الماضية وخاصة هجمات مجموعة تحرير الشام الإرهابية على قواعد ومراكز الجيش السوري من أطراف سوريا من اللاذقية وحماة إلى أطراف إدلب وأطراف حلب الغربية والشمالية في منطقة غريب، وكانت هناك هجمات بدأت أولها بهجوم صاروخي على قواعد للجيش السوري ورافقته محاولة التسلل إلى بعض قواعد الجيش السوري، وحالياً تتركز الهجمات على الأطراف الشمالية لحلب، وخاصة بلدتي نبل والزهراء اللتين تتعرضان للهجوم للمرة الثانية خلال الأسابيع الأخيرة، وشهدت هاتين البلدتين خلال الأيام الأخيرة هجمات المجموعات الإرهابية، ما أدى إلى استشهاد عدد من أهالي هاتين البلدتين، فضلاً عن إصابة عدد آخر، فضلاً عن أضرار ودمار في المنازل والممتلكات، والملكية العامة.
محاولة للتصعيد في جبهة الشمال
امتد نطاق الهجمات الصاروخية لهيئة التحرير السورية إلى شمال وغرب سوريا، وتأتي هذه الاعتداءات في إطار هجمات هذه المجموعة المتواصلة على مناطق انتشار الجيش السوري والمناطق الخاضعة لحكومة دمشق، واستهدف وفد تحرير الشام في تلك الهجمات مناطق جورين في سهل الغاب وبلدتي نبل والزهراء في أطراف حلب الشمالية بصواريخ الغراد، ونُفذت هذه الهجمات من المناطق التي يحتلها وفد تحرير الشام في دار العزة غرب حلب، ما أدى إلى استشهاد عدد من المدنيين وإصابة عدد آخر، وفي إشارة إلى هذا الوضع فإن المجموعات المسلحة تستهدف المدنيين والأبرياء الذين لا علاقة لهم بالحرب والصراع، ويقول أحد المواطنين: "أنا مدني عمري 55 عامًا، لا علاقة لي بالحرب؛ ليس لدي القدرة على التقاط قذيفة هاون وليس لدي القدرة على القتال، كل ما يمكنني فعله هو أن أبذل قصارى جهدي لإعالة أطفالي وعائلتي وإدارة حياتي، لكنهم استهدفوني، ما ذنبي؟".
وتشير تحركات المجموعات التابعة لتنظيم "داعش" في بادية سوريا وهيئة تحرير الشام في جبهات شمال وغرب سوريا إلى جهود تجري من وراء الكواليس لتغيير الخريطة الجغرافية للمناطق التي تحتلها هذه المجموعات داخل سوريا بدعم من قوات سوريا الديمقراطية، الأطراف الأجنبية، وقد واصلت تركيا تصعيد هجماتها على المناطق التابعة لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في شمال شرق سوريا، وقامت القوات التركية وفصائل الجيش الوطني السوري الموالية لها بقصف قريتي دادا عبدال والمشيرفة في ريف أبو راسين، شمال غرب الحسكة، والتي تقع ضمن المناطق التي يسيطر عليها مجلس "تل تمر العسكري" التابع لقوات سوريا الديمقراطية، باستخدام المدفعية الثقيلة.
وفي سياق متصل، استهدفت طائرة مسيرة تركية نقطة تابعة لمجلس منبج العسكري، التابع لقوات سوريا الديمقراطية، في منطقة جبل صياد بريف منبج شرق محافظة حلب، كما قامت القوات التركية بقصف القرى الواقعة في ريف منبج، مثل صياد وأم عدسة وكاوكلي، وردت قوات مجلس منبج بقصف صاروخي على قاعدة الياشلي في ريف حلب، تأتي هذه التصعيدات في إطار تصاعد الوضع في شمال سوريا والعراق بعد مقتل 12 جنديًا تركيًا في هجمتين لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق، وأعلنت المخابرات التركية عن 3 عمليات نوعية استهدفت قيادات من "وحدات حماية الشعب"، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية، وأسفرت عن مقتل القائدة رمزية ألتيغ.
وفي تصعيد مستمر في شمال شرق سوريا، واصلت تركيا هجماتها على مناطق تابعة لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، و قامت القوات التركية وفصائل الجيش الوطني السوري المدعومة من تركيا بقصف قرى في ريف أبو راسين ومناطق أخرى بالمدفعية الثقيلة، في هذا السياق، أعلنت المخابرات التركية عن 3 عمليات نوعية استهدفت قيادات في "وحدات حماية الشعب" (YPG)، التي تشكل العنصر الرئيسي في قوات سوريا الديمقراطية، تضمنت هذه العمليات مقتل القائدة رمزية ألتيغ، وتصاعدت الأحداث أيضاً في محافظة حلب، حيث قُتل مدني في قرية برج حيدر وأُصيب اثنان آخران في قرية كباشين بناحية شيراوا بريف عفرين، نتيجة لقصف مدفعي من قبل القوات التركية والفصائل الموالية لها، من ناحية أخرى، قُتل 3 مدنيين في مدينة نبل بريف حلب الشمالي في قصف صاروخي نفذته فصائل "الفتح المبين"، وقد أعقب ذلك ردٌ من القوات السورية بقصف صاروخي على مدينة دارة عزة في ريف حلب الغربي.