الوقت- لاحظ مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي أن ملابس "زارا" سخرت من مشاهد غزة المؤلمة في أحدث تصميماتها لملابسها ومشهدها، وجعلت الإبادة الجماعية التي تمارسها "إسرائيل" تبدو عادية باستخدام موضوعات بصرية، وصادف المستخدمون الذين صادف أنهم شاهدوا موقع العلامة التجارية "Zara" أو ربما يتابعون عالم الموضة، "مجموعة" غريبة، وهي مجموعة أطلق عليها العديد من المستخدمين اسم "تغطية الجريمة المرئية" وعبروا عن اشمئزازهم منها، هذا وقد تم عرض تصميم زارا الساخر، والحقيقة أن العلامة التجارية الإسبانية «زارا»، التي تعد من أشهر ماركات الملابس في العالم، أهدت أجساداً مكفنة لعارضاتها في تصميم صورها الجديدة، ويقف تمثال عرض هذه العلامة التجارية في صندوق يشبه التابوت، وتتم محاكاة المساحة المحيطة به على شكل منزل مدمر، وهي ملامح تعيد الأذهان إلى صور الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة، والتي راح ضحيتها عشرات الآلاف ناهيك عن الدمار والإصابات وحجم الآلام الذي تسبب به الإسرائيليون.
زارا تسخر من آلام غزة
كانت الصور الإعلانية الجديدة لهذه العلامة التجارية مزعجة للغاية للناس وصاحبتها انتقادات شديدة بسبب استخدام الجثث الملفوفة في كيس أبيض يذكرنا بملابس وأكفان الدفن الإسلامية التقليدية، في زوايا هذا الإعلان، يمكن رؤية تابوت وحجر وأنقاض وقصاصة من الورق المقوى تشبه خريطة قطاع غزة، ورغم أن البعض يقول إن هذا الإجراء ما هو إلا لجذب الانتباه وزيادة المبيعات والأعمال، إلا أن استغلال دماء أهل غزة كلفهم غاليا، حيث لم تترك القوات الإسرائيليّة نوعاً من أنواع الأسلحة الإبادية إلا واستخدمته في حربها على المدنيين، والدليل أنّ ثلثي الشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ.
وبعد أن تصاعدت حملات مقاطعة كوكا كولا وستاربكس وماكدونالدز والعديد من الشركات المعروفة الأخرى في وسائل الإعلام، جاء دور المستخدمين هذه المرة لإدانة هذه العلامة التجارية الشهيرة من خلال كتابة عبارة "قاطعوا زارا" في قسم التعليقات وهم يساندون سكان غزة وشهداءها وثكالى فلسطين، ورغم أن المجموعة المذكورة تحمل اسم "دعم السلام"، إلا أنها واجهت انتقادات واسعة النطاق خلال اليومين أو الثلاثة أيام الماضية، كما أبدى مستخدمون افتراضيون على إنستغرام وتويتر اعتراضهم على الإعلانات الجديدة والغريبة لهذه العلامة التجارية، وسرعان ما جعل الناس وسم "#boycott_zara" من أكثر الوسوم زيارة وقالوا إنهم لن يشتروا معاطف من هذه العلامة التجارية مرة أخرى، ومع استمرار هذه الضغوطات، اضطرت "زارا" إلى إزالة جزء من صور هذه المجموعة من صفحتها، لكن على الرغم من ذلك، وتحت آخر منشور على إنستغرام لهذا الحساب، لا تزال العديد من الرسائل الانتقادية متروكة من قبل الأشخاص الذين يدعمون فلسطين.
"زارا" تسخر من أمهات غزة!"، "خذ المقاطعة على محمل الجد"، عبارات انتشرت بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي، وتصدر وسم "#boycott_zara" باللغتين العربية والإنجليزية قائمة الأكثر زيارة في الدول العربية ودعوا إلى حملة لمقاطعة هذه العلامة التجارية وبذل جهد جماعي آخر لدعم فلسطين، وكتب "ماني حوا"، أحد مستخدمي برنامج X المعروفين والذي يتابعه نحو 300 ألف متابع، على صفحته: "استخدمت علامة Zara تصميمًا مستوحى من الإبادة الجماعية المستمرة في غزة للترويج لمجموعتها الجديدة، تصميم يظهر الأكفان والدمار والجثث والاستهزاء بالموتى".
وكتب مستخدم آخر: "الجمع بين العمل والسياسة معًا أمر غبي وغير حكيم، وستكون النتيجة خسارة كبيرة ومستحقة، في هذه الإعلانات، لا نرى فنًا معاصرًا، بل منزلًا مدمرًا، وكفنًا، وجثثًا، وخريطة فلسطين، وحقيبة سفر، وإطارًا مجهول الهوية، وشخصًا يحكم المكان، ولاحظ المستخدمون أيضاً أنه في صورة أخرى يظهر الصندوق كرمز لبيت أهل غزة وتظهر العارضة الشقراء كالمالكة داخل الصندوق، هناك رجلان يدعمان تلك المرأة، وبهذه الطريقة، يمسك أحد الرجلين بالباب والآخر يعيد بناء الصندوق، والجثث أمامهما".
ووصفت فتاة مسلمة رأت إعلان زارا الجديد بأنه مقرف وقالت: "هدف زارا هو السخرية من موتانا وأطفالنا، ولو كانت تعرف ما هي الإنسانية لما فعلت هذا، فلنقاطعها لتخبر الناس والعالم كله عن حياتنا، وأنها ليست عديمة القيمة"، وكتب مستخدم آخر عن هذا: "من المحتمل أن زارا اعتمدت على نوم بعض الأشخاص الذين قاموا بهذا الإجراء وكانت تفكر فقط في مصلحتها الخاصة، وبطبيعة الحال، تم تدمير ستاربكس، الذي فعل أشياء مماثلة، وعندما ذهبت إلى قطر، جلست على أحد كراسي ستاربكس لأربط رباط حذائي، وفي غضون دقيقتين من جلوسي هناك، أشار لي عشرة أشخاص مروا بجانبي لماذا تجلس هنا؟ ألا تعلم أنها مقاطعة؟ لنفترض أن الكثير من الناس كانوا يشكون، نعم؛ قصة المقاطعة في العالم أخطر بكثير من هذه الكلمات التي تجاهلتها زارا".
وكتب مستخدم آخر: "أنا أشعر بالاشمئزاز الشديد، هل تستخدم الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في حملتك؟ لن أشتري أي شيء من زارا أبدًا، وهذا أمر قاس وشر تماما، هل سخرتم من أكثر من 20 ألف شهيد فلسطيني من أجل دعاية همجية؟"، وجاء في رسالة الكترونية أخرى أيضًا: "هدف زارا من جلب الحقيبة في هذه الصورة هو إظهار الهجرة القسرية لأهل غزة والاستهزاء بهم، والغرض منها وضع عارضة أزياء شقراء، لاغتصاب المدينة وبيوت الفلسطينيين"، فسكان غزة ليسوا من غير المسلمين، والأمريكيين، والإسرائيليين.
وفي هذا الصدد، طالب بعض المدونين، مشيرين إلى أن كل تفاصيل هذا الإعلان مستوحاة من إبادة غزة، الحكومات العربية والإسلامية بحظر علامة زارا التجارية في بلدانهم، وقالوا إن حملة زارا الإعلانية الجديدة سخيفة وغير إنسانية، كما كتب مستخدم عربي آخر: "لقد نظرت للتو إلى الصور وتذكرت هذه الصورة! أيها الأغبياء، لا يوجد شيء في إعلاناتكم عشوائي وكل جزء من إعلاناتكم هو رمز لشيء ما! الفكرة العامة لإعلانك مستوحاة من الإبادة الجماعية في غزة لأنك تستخدم توابيت الجثث فقط والأكفان هي رمز للمسلمين، أتمنى لك الإفلاس يا زارا!".
وقال مستخدم آخر وهو كاتب كويتي: "دمج الأعمال والسياسة معًا أمر غبي وغير حكيم، والنتيجة ستكون خسارة كبيرة ومستحقة، في هذه الإعلانات، لا نرى فنًا معاصرًا، ولكننا نرى منزلًا مدمرًا وأكفانًا وجثثًا، وخريطة فلسطين، وحقيبة سفر، وإطارًا مجهولًا، وشخصًا أشقر يحكم المكان"، ويذكر أيضًا: "لاحظ أيضًا أنه في صورة أخرى تظهر الصندوق كرمز لبيت أهل غزة وتظهر العارضة الشقراء كصاحبة الصندوق داخل الصندوق، هناك رجلان يدعمان تلك المرأة، وبهذه الطريقة، يمسك أحد الرجلين بالباب والآخر يعيد بناء الصندوق، والجثث أمامهما".
تاريخ زارا القذر
يوضح تاريخ زارا أن الإعلانات الأخيرة لهذه العلامة التجارية لم تحدث، وهي سبب انزعاج واحتجاج المسلمين وأنصار فلسطين، وفي العام الماضي، استضاف أحد فروع زارا الزعيم الإسرائيلي إيتمار بن غفير، المتعطش لقتل الفلسطينيين والعرب، في حفل انتخابي، وفي الوقت نفسه، قوبل إجراء زارا بطلبات شعبية بالمقاطعة، وبعد هذه القصة، ذكرت وكالة رويترز: "بعض الإسرائيليين يطالبون بمقاطعة سلسلة الملابس زارا وصاحبتها ITX،MC، بل يحرقون ملابسها، ونشروا مقاطع فيديو على تويتر لحرق ملابس زارا"، وبعد هذه الأحداث، قالت "فانيسا بيرلمان"، المصممة الرئيسية لـ "زارا": "الأشخاص النشطون في صناعتنا يعرفون حقيقة "إسرائيل" وفلسطين، ولن أتوقف أبدًا عن الدفاع عن إسرائيل"، الإسرائيليون مثلك لا يعلمون الأطفال الكراهية ورشق الجنود بالحجارة".
وبالإضافة إلى ذلك، فإن "زارا" متهمة أيضًا بالتعاون مع الشركات التي تستخدم باستمرار الأشخاص الأتراك الصينيين كعمالة قسرية؛ لدرجة أن رئيس أخلاقيات الشركات الكندية كشف عن هذه القضية وبدأ التحقيقات لمعرفة حقيقة شركة زارا في كندا، وبالإضافة إلى شركة زارا، تدعم العديد من الشركات "إسرائيل" في الحرب على غزة، والعديد من ماركات الملابس تدعم الصهاينة؛ علامات تجارية مشهورة مثل شانيل وديور ولاكوست وسوبريم وكالفن كلاين وفالنتينو وبروكس براذرز.
من ناحية ثانية، "إنتل" وهي إحدى الشركات العملاقة في مجال إنتاج وتصميم مختلف أنواع أجهزة الكمبيوتر، دعمت نظام الاحتلال على نطاق واسع، وتدعم الأبحاث الإسرائيلية وتساعد في تطويرها الإلكتروني، تقوم شركة إنتل بتدريب عدد كبير من العمال الإسرائيليين على الذكاء الاصطناعي، كما أعلنت أكبر شركة مصنعة للمعدات الرياضية في أوروبا، "أديداس"، مراراً وتكراراً عن دعمها للكيان، وبالإضافة إلى إرسال المساعدات المالية، كانت أيضاً راعية لاتحاد كرة القدم الإسرائيلي، كما أن العلامة التجارية للملابس الرياضية "بوما" هي أيضًا من المؤيدين للكيان الصهيوني، وهي مثل "أديداس" تدعم الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم، وبطبيعة الحال، أبدى أنصار فلسطين في جميع أنحاء العالم ردود فعل جدية رداً على هذه التصرفات وقاموا بمقاطعتها من خلال استبدال منتجاتها بماركات أخرى.
في النهاية، إن أحد استخدامات الفن هو تصوير التضامن مع الحركات الثورية، وهي طريقة شائعة للتعبير عن المشاعر عندما لا تكفي الكلمات، لكن خطة زارا الأخيرة لاقت استنكارا من كثير من الناس في العالم لأنها يبدو أنها استغلت حزن أمة مكلومة ولأنها تظهر استغلال رموز موت آلاف الأشخاص والإبادة الجماعية بكل معنى الكلمة، ويعتقد الكثيرون أنه بعد الارتباك الذي حدث في تصميم جلسة تصوير زارا، تم التشكيك في 60 يومًا من القسوة والقتل الوحشي في قطاع غزة واعتبارها أمرًا طبيعيًا، والآن، من وجهة نظر الناس، زارا ليست مزيّنة بفن الإعلان ولا ذكية في مجال الأعمال؛ بل أدت رقصة قاسية على قبور الأبرياء الذين لم تروَ قصصهم ودُفنت آلامهم في أرض فلسطين المحتلة، نتيجة الإرهاب الإسرائيلي.