الوقت - بعد أن استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرار تقدمت به دولة الإمارات العربية المتحدة، بدعم أكثر من 80 دولة لوقف الحرب ووقف إطلاق النار، أثيرت موجة من الإدانات الدولية للبيت الأبيض، لتظهر أن المجتمع الدولي يعتبر أمريكا، خلافاً لادعاءاتها، العائق الرئيسي أمام السلام وشريكة الصهاينة في غزة.
وفي وقت سابق، في 26 أكتوبر/تشرين الأول، منع البيت الأبيض، إلى جانب دول غربية أخرى، الموافقة على مشروع قرار مماثل قدمته روسيا.
وفي هذا الصدد، أعربت منظمة التعاون الإسلامي التي تتكون من 57 عضواً، في بيان أصدره أمينها العام "حسين إبراهيم طه"، عن خيبة أملها وإدانتها لفشل مجلس الأمن الدولي في إصدار قرار حاسم لوقف إطلاق النار في غزة.
وأضاف طه: إن هذا الفشل سيكون له تأثير سلبي على دور مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وحماية المدنيين الأبرياء، وإنهاء الوضع الإنساني المتدهور نتيجة العدوان الإسرائيلي الغاشم المستمر على الشعب الفلسطيني.
وحذّر من أن فشل مجلس الأمن الدولي في تحمل مسؤولياته في هذه المرحلة الحرجة، يمنح الاحتلال الإسرائيلي فرصةً لمواصلة وتكثيف عدوانه على الشعب الفلسطيني.
كما أدانت روسيا والصين، باعتبارهما عضوين دائمين في مجلس الأمن، إجراء الولايات المتحدة في منع اعتماد القرار، وحسب وكالة سبوتنيك، قال ديمتري بوليانسكي، نائب مندوب روسيا الدائم في مجلس الأمن الدولي، رداً على الفيتو الأمريكي: "الولايات المتحدة حكمت على آلاف المدنيين في إسرائيل وفلسطين بالإعدام بهذا الإجراء".
وقال مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، تشانغ جون، إن استخدام حق النقض ضد مشروع قرار مجلس الأمن الدولي، الذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة، أمر مخيب للآمال ومؤسف للغاية.
وأضاف تشانغ في بيان منفصل: "من التناقض أن نغض الطرف عن استمرار الحرب، بينما تدعي (واشنطن) أنها قلقة على حياة وسلامة سكان غزة والاحتياجات الإنسانية هناك".
كما أدانت أفريل بينوا، المديرة التنفيذية لمنظمة أطباء بلا حدود في الولايات المتحدة، حق النقض على القرار، قائلة إن استخدام واشنطن لحق النقض ضد وقف إطلاق النار في غزة، يجعل هذه الدولة متواطئة في مذبحة شعب غزة.
لقد تسببت عرقلة أمريكا لعمل مجلس الأمن لوقف هجمات الکيان الصهيوني على المدنيين في غزة، في ارتفاع أعداد الضحايا بشكل حاد، لتصل إلى أكثر من 17400 شهيد وقرابة 50 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء، ومن ناحية أخرى، ومع الدمار الذي لحق بالبنية التحتية في غزة، يتحدث المراقبون عن خطر وقوع "كارثة إنسانية غير مسبوقة".
تاريخ الفيتو الأمريكي لصالح الكيان الصهيوني
لأمريكا تاريخ طويل في استخدام حق النقض (الفيتو) على قرارات مجلس الأمن، واستخدمت حق النقض حوالي 79 مرة.
ومن المثير للاهتمام أن نلاحظ أن 50 من هذه الفيتوات، كانت مرتبطةً بقرارات تتعلق باحتلال الکيان الصهيوني، بما في ذلك الهجوم الإسرائيلي على جنوب لبنان، وكذلك دعم احتلال الکيان الصهيوني لمرتفعات الجولان السورية، وهذا يعني أن البيت الأبيض لعب دوراً بارزاً جداً في استمرار جرائم الکيان الصهيوني، وانتهاك القوانين الدولية من قبل هذا الکيان.
المرة الوحيدة التي لم تستخدم فيها الولايات المتحدة حق النقض على مشروع قرار بشأن "إسرائيل" ،كانت في عام 1972، عندما طلب مشروع القرار من جميع الأطراف الوقف الفوري للعمليات العسكرية، وكان ذلك في مصلحة الکيان الصهيوني الذي كان في موقف أضعف قبل بدء الحرب مع الجبهة العربية المشتركة في أكتوبر 1973.
المرة الأولى التي استخدمت فيها أمريكا حق النقض لدعم الكيان الصهيوني كانت عام 1973، عندما صوّتت ضد مشروع قرار يدعم حق الفلسطينيين وانسحاب الجيش الصهيوني من الأراضي العربية المحتلة.
وقبل عملية طوفان الأقصى، آخر فيتو أمريكي ضد فلسطين كان في 18 ديسمبر 2017، حيث استخدمت أمريكا حق النقض ضد مشروع قرار مصر الرافض لإعلان البيت الأبيض القدس عاصمةً لـ"إسرائيل"، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى هذه المدينة.
عام 1976
25 يناير: الولايات المتحدة تستخدم حق النقض (الفيتو) لمنع قرار قدمته باكستان وبنما وتنزانيا ورومانيا، يدعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولة مستقلة وفقاً لميثاق الأمم المتحدة، ويدعو "إسرائيل" إلى الانسحاب من الأراضي المحتلة منذ يونيو 1967، وإقامة المستوطنات اليهودية في الأراضي المحتلة.
25 مارس: استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرار تقدمت به مجموعة من دول العالم الثالث، يدعو "إسرائيل" إلى الامتناع عن القيام بأي عمل ضد السكان العرب في الأراضي المحتلة.
29 يونيو: استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرار تقدمت به غويانا وباكستان وبنما وتنزانيا، يؤكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والعودة إلى أرضه، وحقه في الاستقلال والسيادة.
30 أبريل 1980: استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار قدمته تونس، لدعم ممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة.
1982
في عام 1982، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض 7 مرات لدعم الکيان الصهيوني.
20 يناير: الولايات المتحدة تستخدم حق النقض ضد مشروع قرار يفرض عقوبات على "إسرائيل"، بسبب ضمها مرتفعات الجولان السورية.
25 فبراير: الولايات المتحدة تستخدم حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار أردني، يدعو السلطة الفلسطينية إلى القيام بواجباتها، ورفع جميع الإجراءات المفروضة على الضفة الغربية.
2 إبريل: الولايات المتحدة تستخدم حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار، يدين "إسرائيل" لاغتيال رئيس بلدية نابلس بسام الشكعة.
20 إبريل: الولايات المتحدة تستخدم حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار عربي يدين الاعتداء على المسجد الأقصى.
9 يونيو: أمريكا تستخدم حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار الإسباني الذي يدين الغزو الإسرائيلي للبنان.
25 يونيو: استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار الفرنسي في مجلس الأمن بشأن الغزو الإسرائيلي للبنان.
6 أغسطس: الولايات المتحدة منعت قراراً يدين "إسرائيل" لزعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط، وخاصةً من خلال مهاجمة لبنان.
15 فبراير 1983: صوّتت الولايات المتحدة ضد قرار يدين مجزرة مخيمي اللاجئين الفلسطينيين في صبرا وشاتيلا في لبنان.
6 سبتمبر 1984: استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرار، يؤكد أن أحكام اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 يجب أن تنطبق على الأراضي المحتلة.
12 آذار/مارس 1985: الولايات المتحدة تستخدم حق النقض ضد مشروع قرار لبناني في مجلس الأمن، يدين الأعمال الإسرائيلية في جنوب لبنان.
13 سبتمبر: واشنطن تستخدم حق النقض (الفيتو) لمنع تبني مشروع قرار في مجلس الأمن، يدين الأعمال الوحشية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.
17 كانون الثاني (يناير) 1986: الولايات المتحدة تستخدم حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن، يدعو "إسرائيل" إلى سحب قواتها من لبنان.
30 يناير: صوّتت الولايات المتحدة ضد مشروع قرار لمجلس الأمن، يدين تدنيس "إسرائيل" للمسجد الأقصى، ويرفض مطالبة "إسرائيل" بالقدس عاصمةً لها.
7 فبراير: الولايات المتحدة تستخدم حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، لمنع صدور قرار يدين اختطاف "إسرائيل" لطائرة الركاب الليبية.
20 فبراير/شباط 1987: في هذا العام، صوّتت الولايات المتحدة ضد قرار يدعو إلى إنهاء سياسة "القبضة الحديدية" وتكسير عظام الأطفال، الذين رشقوا الحجارة خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى.
18 كانون الثاني (يناير) 1988: واشنطن تستخدم حق النقض ضد مشروع قرار يدين الهجمات الإسرائيلية على جنوب لبنان، والإجراءات ضد المدنيين.
1 فبراير: الولايات المتحدة تستخدم حق النقض (الفيتو) ضد قرار مقترح لمجلس الأمن، للحد من الإجراءات الانتقامية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
15 إبريل: أمريكا تستخدم الفيتو ضد قرار مجلس الأمن الذي يدين "إسرائيل" لاستخدامها سياسة القبضة الحديدية ضد الانتفاضة الفلسطينية في الأراضي المحتلة.
10 مايو: الولايات المتحدة تستخدم حق النقض (الفيتو) لمنع تبني مشروع قرار في مجلس الأمن، يدين الغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان.
14 ديسمبر: استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) لمنع صدور قرار في مجلس الأمن، يدين الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية.
1 فبراير/شباط 1989: استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) لمنع جهود مجلس الأمن لإصدار بيان يرفض تصرفات "إسرائيل" في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويدعوها إلى الالتزام باتفاقية جنيف بشأن حقوق المدنيين أثناء الحرب.
18 فبراير: تحركت الولايات المتحدة ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي، يدين "إسرائيل" لانتهاكها حقوق الإنسان في الأراضي العربية المحتلة.
9 يونيو: البيت الأبيض يستخدم حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار قدمته دول عدم الانحياز، يدين "إسرائيل" لسياستها القمعية في الأراضي المحتلة.
7 نوفمبر: استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد القرار المقدم إلى مجلس الأمن، والذي يدين الأعمال الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.
1 يونيو/حزيران 1990: في هذا العام، صوّتت الولايات المتحدة ضد مشروع قرار مجلس الأمن الدولي الذي قدمته دول عدم الانحياز، لإرسال لجنة دولية إلى الأراضي المحتلة لتقصي الحقائق حول تصرفات "إسرائيل" القاسية ضد الشعب الفلسطيني.
17 مارس/آذار 1995: بسبب حق النقض الذي استخدمته واشنطن، فشل مجلس الأمن في التوصل إلى قرار يدعو "إسرائيل" إلى وقف قرارها بمصادرة 53 دونماً (الدونم يساوي ألف متر مربع) من الأراضي الفلسطينية في القدس الشرقية.
1997
4 مارس: واشنطن تستخدم حق النقض ضد مشروع قرار لمجلس الأمن، بشأن الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في القدس الشرقية.
21 مارس: صوّتت الولايات المتحدة مرةً أخرى ضد مشروع قرار يدين بناء "إسرائيل" للمستوطنات اليهودية على جبل "أبو غنيم" شرق مدينة القدس المحتلة.
2001
27 مارس: الولايات المتحدة تستخدم حق النقض (الفيتو) لمنع مجلس الأمن من إصدار قرار، يسمح بتشكيل قوة مراقبة دولية لحماية الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
14 ديسمبر: واشنطن تستخدم حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار يدعو إلى انسحاب "إسرائيل" من الأراضي الفلسطينية، ويدين الهجمات على المدنيين.
20 ديسمبر/كانون الأول 2002: استخدمت واشنطن حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار سوري مقترح، يدين مقتل عدد من موظفي الأمم المتحدة على يد القوات الإسرائيلية، فضلاً عن التدمير المتعمد لمستودعات برنامج الأغذية العالمي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
2003
14 يوليو: استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرار يدعو إلى إزالة الجدار العازل، لأنه يقطع أراضي السلطة الفلسطينية وتواصلاتها، وينتهك حقوق المواطنين الفلسطينيين.
16 يوليو: الولايات المتحدة تستخدم حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار لحماية الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، بعد أن قرّر الكنيست الإسرائيلي "التخلص منه".
2004
25 مارس: الولايات المتحدة تستخدم حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار، يدين "إسرائيل" لاغتيالها الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس.
5 أكتوبر: واشنطن تستخدم حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار آخر هذا العام، يدعو "إسرائيل" إلى وقف عدوانها على شمال قطاع غزة والانسحاب من هذه المنطقة.
13 يوليو 2006
بسبب الفيتو الأمريكي، فشل مجلس الأمن في الموافقة على قرار يطالب بالإفراج عن جندي إسرائيلي تحتجزه الفصائل الفلسطينية المسلحة، مقابل إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وإنهاء الحصار والغزو الإسرائيلي لغزة.
31 ديسمبر 2014
هذا العام، ورغم أن القرار المقترح للاعتراف بالدولة الفلسطينية من قبل أعضاء مجلس الأمن لم يحصل على الأصوات التسعة اللازمة، إلا أن واشنطن صوّتت ضد هذا القرار.
18 ديسمبر 2017
الفيتو الأمريكي الأخير كان قبل عملية طوفان الأقصى هذا العام، عندما استخدمت واشنطن حق النقض ضد مشروع القرار المصري الذي يرفض إعلان البيت الأبيض القدس عاصمةً لـ"إسرائيل"، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى هذه المدينة.
وأظهر هذا المشروع، بدعم من 14 دولة من أصل 15 عضواً في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الأحادية التاريخية للولايات المتحدة في دعم الاحتلال وآلة القتل الصهيونية ضد الفلسطينيين، وقد تكررت هذه الحادثة في اجتماع يوم الجمعة الماضي، حيث كانت أمريكا الدولة الوحيدة التي صوّتت لمواصلة ذبح المدنيين في غزة أمام أعين العالم.