الوقت- تتواصل الهجمات الوحشية التي يشنها الجيش الصهيوني على مناطق مختلفة من قطاع غزة، والتي تحولت إلى أنقاض، بنفس الحدة السابقة؛ واستهدفت الهجمات بشكل رئيسي المستشفيات والمراكز الطبية والمساجد والمدارس الفلسطينية.
وبالنظر إلى إحصائيات الشهداء في غزة، وأغلبهم من المدنيين، يتبين أن الهدف الرئيسي للكيان الصهيوني، وهو الإبادة الجماعية، ومن أجل تعزيز هذا المشروع الشرير، لجأ الكيان إلى الأسلحة غير التقليدية والقتل الجماعي؛ وهو تكتيك تم استخدامه منذ بداية حرب غزة وما زال مستمراً حتى يومنا هذا.
وحسب الوثائق المتوافرة، قام الكيان الصهيوني، خلال اليوم الرابع من المواجهات العسكرية مع المقاومة الفلسطينية، بالقصف أولاً في قطاع غزة ومن ثم على الحدود بين لبنان و"إسرائيل" بالقنابل الفوسفورية.
وقبل نحو شهر، في اليوم السابع والعشرين من عملية "طوفان الأقصى"، قصف الكيان مدرسة أخرى تابعة لوكالة الإغاثة والعمل اللاجئين (الأونروا) في مخيم "الشاطئ" والتي لجأ إليها عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين، وكتبت الجزيرة عن ذلك أن جيش كيان الاحتلال استخدم قنابل فوسفورية في الهجوم على هذه المدرسة.
لكن إحدى أكثر حالات استخدام الكيان للقنابل الفوسفورية حدثت في مخيم جباليا الواقع شمال غزة؛ وهي منطقة مكتظة بالسكان، تكشف مخطط الإبادة الصهيونية.
ومؤخراً، أعلنت وزارة الداخلية في غزة أن الجيش الإسرائيلي استخدم 6 قنابل زنة طن لقتل الفلسطينيين الذين يعيشون في مخيم جباليا لتدمير هذه المنطقة بشكل كامل، وأضافت الوزارة: إن المنطقة المعنية بها أعلى كثافة سكانية للفلسطينيين الذين يعيشون في مخيم جباليا، ولهذا السبب، تم استهدافها من قبل طائرات الكيان الصهيوني المقاتلة.
وبالإضافة إلى الوثائق الموجودة من صور وفيديوهات وآثار القنابل الفوسفورية على أجساد الشهداء والجرحى، فقد أقرت الجهات الحقوقية أيضًا على ذلك.
وقال رامي عبده، رئيس منظمة هيومن رايتس ووتش الأوروبية المتوسطية، ومقرها جنيف: إن جيش الكيان الصهيوني يستخدم القنابل الفوسفورية في هجماته على المناطق المأهولة بالسكان شمال غرب غزة، كما كانت منظمة هيومن رايتس ووتش ومقرها نيويورك قد ذكرت في تقارير سابقة أن الكيان استخدم قنابل فوسفورية في هجومه على قطاع غزة.
آثار القنابل الفوسفورية ومخاطرها
"الفوسفور الأبيض" هو أحد مشتقات "الفوسفور" الذي يستخدم في الشؤون العسكرية لأشياء مثل صنع ستارة من الدخان لغرض التمويه، وتحديد نقطة معينة خاصة لوحدات المدفعية، وأيضا كسلاح حارق، والفوسفور من المواد التي لها ميل عالٍ للاتحاد مع الهواء وتكوين ضوء وحرارة شديدين.
ولذلك فإن الفوسفور الأبيض هو مادة قابلة للاشتعال، وتبدأ بالاحتراق عند تعرضها للهواء ويصدر منها دخان أبيض، هذه المادة لا تنطفئ بالماء وتستمر في الاحتراق في الماء، وإذا وقعت هذه المادة على أجزاء من جسم كائن حي، فإنها تحترق عميقاً في جسده ولا تنطفئ أبداً، بل إنها تحرق العظام.
إذا تم سكب المادة على رأس أو صدر شخص فإنه سيقتل في أقل من 10 ثواني، أما إذا تم سكب المادة على ساقي أو يدي شخص فسوف يسبب حروقا شديدة للشخص لدرجة أن الدم سيصل إلى درجة الغليان وعند ذهابه إلى القلب ستحرق جميع الأعضاء القريبة منه إلى القلب.
خلال الحرب العالمية الثانية، صدرت تعليمات للجنود بإزالة المادة المحترقة بحرابهم بسرعة، بالإضافة إلى الجلد واللحم المحيطين بهم، إذا أصيبوا بالفوسفور الأبيض، وإلا فإن هذه المادة يمكن أن تدمر جميع الأنسجة الخلوية لجسم الشخص تماما.
وحتى أنه تتم نصيحة الجنود بإزالة الملابس الملطخة بهذه المادة بسرعة من جسد الضحية والتخلص منها، بعد إزالة المادة من جسم الضحية، يوصى في حالة عدم توافر المساعدة الطبية، بغسل الأجزاء المصابة بالماء البارد في أسرع وقت ممكن لتقليل درجة الحرارة.
لكن خطر الفوسفور الأبيض لا ينتهي هنا؛ الدخان الناتج عن عملية أكسدة هذه المادة شديد السمية ويمكن أن يلحق الضرر بالعينين وأعضاء الجهاز التنفسي والقلب والكلى والكبد، وتعتبر جرعة حوالي 15 ملغ من هذه المادة قاتلة إذا دخلت فم الإنسان مباشرة.
أسلحة الدمار الشامل في أيدي المحور العبري الغربي.. من غزة إلى أوكرانيا
إن استخدام الأسلحة الأمريكية غير التقليدية الجديدة ضد الفلسطينيين في غزة ليس بالأمر الجديد، وهذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها استخدام الكيان الصهيوني للأسلحة غير التقليدية قلق الجميع.
كما أبلغ الأطباء الموجودون في غزة عام 2006 وبعد الغارات الجوية التي شنها الكيان في ذلك العام عن جروح الجرحى غير القابلة للشفاء، وأظهر تحقيق موسع أجرته وسائل الإعلام الإيطالية في ذلك الوقت أن تل أبيب استخدمت أسلحة فتاكة غير تقليدية تسببت في دخول شظايا ومعادن إلى أجساد الضحايا.
وفي ذلك الوقت أيضاً وردت أنباء عن استخدام القذائف الإبرية في لبنان وغزة؛ وتطلق هذه القذائف آلاف الإبر المعدنية الصغيرة في الفضاء ويعاني الضحايا من آلام مبرحة وجروح مروعة.
وفي الحرب مع لبنان عام 2006، استخدم الجيش الإسرائيلي أيضاً مختلف الأسلحة الفتاكة، والقنابل الفوسفورية وحتى العنقودية؛ وهي القنابل التي قدمتها أمريكا لأوكرانيا بالإضافة إلى بيعها للكيان الصهيوني.
وفي العامين الأخيرين، تم نقل أخبار مؤكدة عن تسليم الولايات المتحدة أسلحة دمار شامل غير تقليدية، مثل الأسلحة النووية التكتيكية، والذخائر التي تحتوي على اليورانيوم المنضب، والقنابل العنقودية، وقد تم استخدام هذه الأسلحة مرات عديدة في مناطق مختلفة.