الوقت- وجّهت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، الأربعاء، انتقادات ساخرة من تصريحات وزير الثقافة والرياضة الإسرائيلي، ميكي زوهار، الأخيرة بخصوص اقتراحه تنفيذ هجومٍ استباقي على حزب الله اللبناني.
وافتتح الكاتب، أوري بار يوسف، مقاله في الصحيفة، مُشيراً إلى أنّ حكومة الاحتلال مليئة بالحمقى، بعبارة "ميكي زوهار، الذي لا يُعتبر أكبر أحمق في الحكومة، يعتقد أنّه بما أنّ حزب الله، مثل حماس، يريد تدميرنا، فإنّه من المفيد عدم الانتظار أن يبدأ بإمطار "إسرائيل" بآلاف الصواريخ، بل يجب تنفيذ ضربة وقائية من أجل تحييد قدرات حزب الله الباليستية قدر الإمكان".
وسخر بار يوسف من تصريحات الوزير الإسرائيلي بقوله إنّه "في أيامٍ أخرى، ومع وجود وزراء يتمتعون بفهمٍ استراتيجي أفضل، كان ينبغي أن يصبح مثل هذا الاقتراح، مزحة"، مُشدّداً على أنّ كيان الاحتلال في حالة حرب، وأنّ خطر المواجهة الشاملة مع حزب الله هو "خطرٌ حقيقي جداً، في وقتٍ تجد فيه قائمة الحمقى الجالسين في الحكومة طويلة"، مُصرّحاً بأنّ وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، ضمن هذه القائمة.
وطالب الكاتب وزير الثقافة الإسرائيلي بأن يمسك لسانه في هذه المسألة، وأنّ يفهم "لماذا لا يجب أن تبادر "إسرائيل" إلى ضربة استباقية ضد حزب الله"، موضحاً أنّ الضربة الوقائية هي حلٌ استراتيجي جيد لموقف يمكن فيه بأول خطوة تدمير التهديد الرئيسي الذي تواجهه بالضربة الافتتاحية، والنجاح بتحقيق المفاجأة، مؤكّداً أنّ "هذين الشرطين غير قائمين اليوم مع حزب الله".
الكاتب الإسرائيلي شدّد على أنّ "الضربة الإسرائيلية الأولى لتدمير ترسانات حزب الله الباليستية لن تجلب الخلاص، بل ستؤدي إلى تدمير أجزاء كبيرة من "إسرائيل".
وأكّد في حديثه أنّه لا يمكن تحقيق مفاجأةٍ مع حزب الله، كون الحزب يدرك جيداً إمكانية وقوع هجومٍ إسرائيلي، وأنّه قد اتخذ بالتأكيد جميع التدابير اللازمة لإحباطه، مضيفاً أنّه لهذا السبب "لن يكون للضربة الأولى تأثير مختلف كثيراً عن أي محاولة لإلحاق ضرر كبير بمخازن الصواريخ خلال الحرب نفسها"، أي أنّها لن تُعتبر ضربة افتتاحية حاسمة.
وأشار بار يوسف في حديثه إلى أنّ عدد صواريخ حزب الله بعيدة المدى الكبير جداً، يخلق تهديداً كبيراً وخطيراً لدرجة أنّه "لا يمكن لضربة ضخمة واحدة أن تقلّل منه بشكلٍ كبير".
ولفت إلى امتلاك حزب الله حالياً لعشرات الآلاف من الصواريخ، وما لا يقل عن 30 ألف صاروخ بعيد المدى، موضحاً أنّها "مجهّزة برؤوسٍ حربية يبلغ وزنها نصف طن أو أكثر"، وأنّ كيان الاحتلال لم يواجه أبداً مثل هذا التهديد، وليس لديه قدرة حقيقية على التعامل معه، حيث "تتجاوز هذه الصواريخ بشكلٍ تراكمي قوة القنبلة الذرية التي دمّرت مدينة هيروشيما اليابانية في سنة 1945".
ودعا إلى وجوب التشكيك بمعلومات الاحتلال الاستخباراتية بشأن أماكن وجود صواريخ حزب الله، وذلك بسبب ما وصفه بالفشل الأمني الإسرائيلي الذريع في الإنذار من مهاجمة المقاومة الفلسطينية لمستوطنات غلاف قطاغ غزّة، في 7 تشرين أول/أكتوبر الجاري.
وتساءل بار يوسف في مقاله قائلاً: "إذا استغرق الأمر سنوات حتى يتمكن الجيش الإسرائيلي من تحديد أنفاق ضخمة على طول الحدود، بعضها قد توغّل بالفعل، فهل لديه القدرة على تحديد موقع العديد من المستودعات تحت الأرض التي يخفي فيها حزب الله أسلحته الرئيسية في جميع أنحاء لبنان؟".
وأبدى خشيةً كبيرة من اندلاع حربٍ شاملة بين الاحتلال وحزب الله، مُعتبراً أنّ "ترسانة الحزب من الصواريخ، هي التهديد الرئيسي لإسرائيل".
يُذكر أنّ المخاوف الإسرائيلية تعمّقت مؤخراً من احتمال دخول حزب الله في مواجهةٍ مباشرة مع الاحتلال، وذلك في ظلّ تزايد التصعيد على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة مع لبنان، حيث تؤمن مختلف المستويات في كيان الاحتلال بعدم القدرة على مواجهة إمكانية تفجّر الجبهة الشمالية.