الوقت- أعلن عدد من أفراد وحدات سلاح الاستخبارات ووحدات مكافحة الإرهاب بجيش الاحتلال الإسرائيلي أنهم لن يستمروا في الخدمة العسكرية بالجيش، على خلفية إصرار رئيس وزراء "إسرائيل" بنيامين نتنياهو على تنفيذ خطة التعديلات القضائية، يأتي ذلك في ظل حالة التخبط التي يعيشها جيش الاحتلال وسط تمرد أفراد القوات الجوية على مدار الأيام الماضية.
وحسب ما نشرته وسائل إعلام عبرية، فإن 1800 عنصر احتياط في الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية أعلنوا وقف خدمتهم العسكرية فورًا، احتجاجًا على التعديلات القضائية التي يريد تطبيقها نتنياهو في البلاد.
وفي السياق ذاته، أبلغ المئات من جنود الاحتياط من وحدات مكافحة الإرهاب اليوم الأحد، بوقف تطوعهم للخدمة الاحتياطية، طالما استمرت التشريعات الإصلاحية في النظام القضائي، وأوضحوا في رسالة موجهة لنتنياهو: نشعر هذه الأيام أن الأرض تسقط من تحت أقدامنا.
وأضاف الجنود في رسالتهم: إننا نشاهد بخيبة أمل عميقة تحركات الحكومة للترويج للانقلاب الذي يقوض الأسس الديمقراطية لبلدنا، ونرى بشدة كيف تواصل الحكومة فتح الهوة العميقة في قلب المجتمع الإسرائيلي وسنعود للخدمة عندما تتوقف الحكومة عن هذه الأفعال التي تقوض الديمقراطية، وفقا لصحيفة معاريف العبرية.
وعلى خلفية الاحتجاجات ضد الانقلاب القضائي وفي ظل التوتر القائم عند الحدود الشمالية تتجه أنظار قيادة الأركان العامة في جيش الاحتلال نحو قاعدة سلاح الجو في "رمات ديفيد" في أقصى شمال الأراضي المحتلة، وذلك خشية تضرر مرتقب (بعد حوالي شهرين) للكفاءة العملياتية للقاعدة بشكل يصعب على الجيش التعامل مع أي تصعيد محتمل عند الحدود الشمالية، وتمتلك قاعدة "رمات ديفيد" قدرات "دفاعية" متنوعة إذ من المتوقع أن تقدم الرد الأولي في سيناريوهات تسلل طائرات دون طيار من لبنان إلى الأراضي المحتلة، إضافة إلى الهجمات في سورية وتقديم المساعدة للقوات البرية في حال التسلل وأمور أخرى، وفق ما قال إعلام العدو.
وقد زادت الحساسية حول الاستجابة العملياتية لقاعدة "رمات ديفيد" على خلفية بيان جنود الأطقم الجوية في الاحتياط ومشغلي طائرات دون طيار المتعلق بوقف التطوع أو عدم الاستجابة للتدريبات ردًا على التشريع الأحادي الجانب.
وفي هذا السياق، ذكر موقع "والاه" العبري أن "القادة في سلاح الجو يطمئنون ويقولون في هذه المرحلة إن قاعدة "رمات ديفيد" رغم احتجاجات الطيارين الاحتياطيين هي على مستوى الكفاءة المرتفع المتوقع منها في كل المجالات"، وأضاف: "حتى اليوم، يدَّعي سلاح الجو أن القاعدة تدار كـ "محمية طبيعية" على الرغم من النقاشات العامة الدائرة".
وحسب الموقع "أكد القادة في سلاح الجو أن القاعدة تفي بالسقف العملياتي، ليس فقط لناحية النشاطات الأمنية الجارية والاستعدادات، بل أيضًا للحرب، وأوضحوا أنهم قلقون مما سيحصل بعد حوالي شهرين مع افتتاح الدورة الشتوية لـ"الكنيست" واستمرار التشريع لإضعاف النظام القضائي".
تحصين المستوطنات المحاذية للبنان
على وقع المخاوف الصهيونية من قوة واقتدار المقاومة في لبنان، بدأ برنامج "درع الشمال" التابع لشعبة الهندسة والبناء في وزارة الحرب "الإسرائيلية" بإنشاء غرف محصنة داخل المنازل الخاصة في مستوطنة "شلومي" على الحدود الشمالية.
وأشار موقع "إسرائيل دفينيس" إلى أنَّ عشرات الغرف المحصنة سيتم إنشاؤها خلال الأشهر المقبلة في المنازل التي بُنيت في سنوات السبعينيات من دون تحصين مناسب.
وتدير هذه الأعمال إدارة "درع الشمال" في شعبة الهندسة والبناء، سوية مع قيادة الجبهة الداخلية وبمساعدة شركة "عميغور"، في المقابل، تواصل شعبة الهندسة والبناء بتوسيع مشروع التحصين ونشرت في هذه الأيام مناقصة أخرى لإنشاء 110 غرف محصنة في مستوطنة "مسغاف عام"، ولاحقًا سيتم نشر مناقصات أخرى للتحصين في مستوطنة "مرغليوت" ومستوطنة "المنارة"،
إضافة إلى ذلك، بدأت إدارة "درع الشمال" بمرحلة التخطيط الهندسي في 12 مستوطنة أخرى (أي حوالي 1000 منزل) محاذية للسياج الحدودي مع لبنان.
وتحدّثت صحيفة "معاريف" العبرية عن اجتماع الأحد الذي ترأسه رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو حول سخونة الوضع عند الحدود مع لبنان وشارك فيه وزير الحرب يوآف غالانت، وزير الشؤون الاستراتيجية رون درمر، رئيس الأركان ورؤساء الموساد، الشاباك، هيئة الأمن القومي، شعبة العمليات، شعبة الاستخبارات والشعبة السياسية- الأمنية والسكرتير العسكري لرئيس الحكومة.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ نتنياهو وافق على توصيات وأساليب العمل التي اقترحها الجيش والمؤسسة الأمنية وانتهت الجلسة برسالة ضبابية وبكلام لنتنياهو قال فيه "بشأن تهديدات المخبأ الصادرة عن نصر الله (سماحة السيد حسن نصر الله) لا تؤثر علينا بتاتًا، ففي يوم الاختبار سيجدنا واقفين مع بعضنا بعضًا كتفًا لكتف، ويدرك نصر الله أيضًا أنه من المستحسن بالنسبة له وللبنان عدم اختبارنا" وفق زعمه.
مراسل موقع "واللا" باراك رابيد كشف أمس أن مسؤولين كبار في المؤسسة الأمنية الصهيونية قالوا خلال الجلسة :"إنه يجب الفصل بين استفزازات ينفذها حزب الله عند الحدود مثل الخيام، وبين أنشطة فعلية لحزب الله مثل العملية عند مفترق مجيدو" وفق قولهم.
وأشار مصدر مطّلع على تفاصيل الجلسة إلى أن مسؤولي المؤسسة الأمنية قالوا: "إنه بينما يجب الرد على أنشطة فعلية لحزب الله، فإن الرد على استفزازات قد يدهور الوضع خلافًا للمصلحة الإسرائيلية"، وحسب المصدر فإنه "كان يجب عدم السير في مواجهة مبادَرة مع حزب الله"، وفي أعقاب الجلسة، قال رئيس ما يسمّى "المجلس الإقليمي الجليل الأعلى" غيورا زلتس "مرة أخرى يجرون تقدير وضع ومرة أخرى لا يشاوروننا، هذا خطأ، قد ندفع ثمنه غاليًا.. مع كل الاحترام والتقدير للأجهزة الأمنية المختلفة، لا يمكن القبول باستمرار الوضع، دون تعاون حقيقي مع رؤساء السلطات.. في حال حصول حادثة حقيقية، نحن رؤساء السلطات سندير عمليًا المجال المدني وهذا خطأ كبير في عدم مشاركتنا في مراحل التفكير بالموضوع".
وأضاف "أدعو رئيس الحكومة، رئيس الأركان وقائد المنطقة الشمالية لمشاركتنا في التفكير والتخطيط وتخصيص الموارد لكل سيناريو عند الحدود الشمالية.. إن عدم إشراكنا حتى الآن أدّى وسيؤدي إلى بلورة خطط غير قابلة للتطبيق، وهدر الموارد وبالأخص تضرر جهوزية الجبهة الداخلية للحادثة المقبلة من أيام القتال وخاصة إن كانت حادثة عسكرية طويلة"، بالمقابل، أوعز وزير الحرب يوآف غالانت مؤخرًا لقائد المنطقة الشمالية اللواء أوري غوردين بتعزيز قوات الجيش في الشمال والاستعداد لعدة أساليب عمل محتملة "ردًا على إزالة الخيمة التي نصبها حزب الله في الأراضي الإسرائيلية"، حسب زعمه، بما في ذلك ردّ واسع لوضع تتدهور فيه المنطقة إلى قتال، بالموازاة مع ذلك، أمر وزير الحرب برفع مستوى الجهوزية لسيناريوهات مختلفة على طول الحدود مع لبنان.
مصدر أمني رفيع أضاف: إنه "منذ فترة سماحة السيد حسن نصر الله يُخاطر عند الحدود، لأنه لا يقدّر بشكل صحيح درجة الجهوزية العملانية للجيش الإسرائيلي لمختلف السيناريوهات" حسب زعمه.
وحسب كلام المصدر الرفيع، فإن "الاحتجاجات في "إسرائيل" وتأثيرها على الجيش أصبحت جزءًا من تقدير الوضع لدى حزب الله، ولذلك في الفترة الأخيرة ازداد الحوار بين حماس وبين الحزب حول ما يحصل في إسرائيل"، وأضاف المصدر "لا يمكن استبعاد إمكانية أن يحاولا المبادرة إلى أحداث بشكل مشترك، هذا سيكون خطأ، لذلك نحن نتابع ونجري تقديرات وضع مشتركة بين الجيش، الشاباك والموساد".
بدوره، رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" وعضو الكنيست أفيغدور ليبرمان بعث بالأمس رسالة إلى رئيس لجنة الخارجية والأمن عضو الكنيست يولي أدلشتاين طلب فيها عقد اجتماع طارئ للجنة في أعقاب التهديدات المتزايدة عند الحدود الشمالية والاقتطاع من خطة تحصين الشمال، وقال "شهدنا في الأشهر الأخيرة توترًا أمنيًا متزايدًا عند الحدود الشمالية لـ فلسطين المحتلة.
وتطرح هذه الأحداث تساؤلات جديّة حول توزيع موارد الحكومة وحقيقة أنها في الميزانية الحالية قرّرت الاقتطاع من خطة تحصين الشمال التي تهدف إلى تحصين آلاف المنازل في المستوطنات المحاذية للسياج الحدودي، ولخّص ليبرمان كلامه بالقول "أطلب دعوة جميع الجهات ذات الصلة لمناقشة التداعيات الخطيرة للاقتطاع".