الوقت- بين الحين والآخر تتحدث "إسرائيل" عن وجود أسباب لخوض معركة قريبة ضدّ حزب الله، أو المقاومة اللبنانية، حيث كثف الإعلام العبريّ التابع للكيان الإسرائيلي من تغطياته الإخباريّة حول احتماليّة وقوع حربٍ بين الكيان الصهيونيّ والمقاومة اللبنانيّة، وقد أطلقت سلطات العدو العنان لوسائل الإعلام الإسرائيليّة بالحديث عن هذا الموضوع، في وقت تحوّل فيه حزب الله اللبنانيّ إلى قوّة تملك من الجهوزية والحنكة السياسية، والقدرات العسكرية ما لم تمتلكه بعض الدول، وقد عمد الإعلام الإسرائيليّ مؤخراً إلى الحديث عن تصعيدٍ جديد مع المقاومة اللبنانيّة والمقاومة الفلسطينيّة، مع الحديث أن نصرالله هو الأكثر سعادةً بالمنطقة، وأن الحرب معه باتت حتميّة ولا مفرّ منها، ناهيك عن رفع التأهّب بالشمال ونصب أجهزة القبّة الحديديّة.
تصريحات صهيونية.. المواجهة باتت وشيكة
قال موقع "والا" الإسرائيلي، إن مواجهة عسكرية مع "حزب الله" اللبناني باتت أقرب من أي وقت مضى، في ظل الأحداث السياسية في "إسرائيل" التي ينظر إليها حسن نصر الله، على أنها "ضعف".
وأضاف المحلل العسكري للموقع، أمير بوحبوت: "على مدى السنوات التي تلت حرب لبنان الثانية، أوضح مسؤولون أمنيون كبار أنه إذا كانت الحكومة الإسرائيلية لا تريد الحرب، فلن تندلع، وأوضح المسؤولون أن الاستفزازات من الشمال والجنوب يمكن أن تؤدي على الأكثر إلى بضعة أيام من المعركة، إذ لا يوجد دافع لحماس أو حزب الله للدخول في صراع واسع النطاق من شأنه أن يؤدي إلى الحرب، بسبب الدمار الذي تجلبه"، إلا أنه استدرك، بالقول: "لكن المؤسسة الأمنية (الإسرائيلية) تقدر الآن أن الوضع يتغير بسبب الواقع السياسي في "إسرائيل" والانقسام في المجتمع. بالنسبة لزعيم حزب الله، حسن نصر الله، فإن الوضع في "إسرائيل" مرتبط بخطاب "خيوط العنكبوت" الذي ألقاه عام 2000، عندما ادّعى أن المجتمع الإسرائيلي ضعيف.
يرى نصر الله هذه الفترة كنقطة ضعف للجيش الإسرائيلي ووقتا مناسبا لاستفزاز "إسرائيل"، وخاصة على خلفية احتجاجات جنود الاحتياط".
ومضى بوحبوت، الذي اعتبر أن المواجهة باتت أقرب من أي وقت مضى، بالقول: "يتمتع نصر الله بثقة عالية بالنفس فيما يتعلق بالطريقة التي يعتقد أنه يقرأ بها التحركات الإسرائيلية، وأراد رئيس الموساد، ديدي برنيع، كسر هذا التصور.
في المباحثات التي دارت بعد دخول إرهابي من لبنان إلى مفرق مجدو، اقترح برنيع الرد بقوة على حزب الله، لكن رئيس الأركان هرنسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن القومي أهارون حاليفا، اعترضا".
وأشار بوحبوت إلى أن قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، أوري غوردين، أراد هو الآخر أخيرا، الرد على إقامة "حزب الله" خياماً في منطقة جبل دوف (مزارع شبعا)، لكنه هو الآخر قوبل برفض من قيادة الجيش والقيادة السياسية، حسب قوله.
قلق صهيوني
طالما صرح قادة في كيان الاحتلال الصهيوني أن صواريخ حزب الله تثير قلقاً لدى كيان الاحتلال الصهيوني من أن قوات الاحتلال ليست مستعدة للمواجهة على جبهات متعددة، حيث يخشى الكيان من الصواريخ، فـ"إسرائيل" تفقد رؤيتها الاستراتيجية، ونتيجة لذلك، ستجد نفسها على حين غرة وغير مستعدة لذلك، فالحزب اليوم أصبحت في الواقع قوة إقليمية كبيرة، حيث إن حزب الله هو الشغل الشاغل لكيان الاحتلال الإسرائيلي، حيث يكثر الحديث في "إسرائيل"، عن صواريخ حزب الله والقلق الإسرائيلي العارم منها على المستوى الرسميّ والأمني والعسكريّ، وفي هذا السياق يعلم الكيان الصهيوني أن المواجهة القادمة ستكون مؤلمة ومختلفة، حيث سبق وأن بثت القناة الثانية في تلفزيون الاحتلال الإسرائيليّ تقريراً جاء فيه أنّه في أيّ مواجهة مع حزب الله ستكون مختلفة بالمرّة عن العدوان الأخير ضدّ قطاع غزّة، وأكدّ مُراسل الشؤون العسكريّة، روني دانئيل، الذي أعدّ التقرير على أنّ حجم النيران والدمار وإطلاق القذائف الصاروخيّة، سيكون قويا جداً.
حزب الله القوة الأكثر تنظيماً وتسليحاً وخبرةً قتالية
يُنظر إلى حزب الله في" إسرائيل "على أنه أكبر خطر على أمنها القومي من بين كل أعدائها القريبين، وتصنّفه دوائر الاستخبارات الإسرائيلية بأنه القوة الأكثر تنظيماً وتسليحاً وخبرةً قتالية، وخصوصاً أن الحزب سبق أن خاض معارك عسكرية عديدة ضد العدو الإسرائيلي وخرج منها منتصراً، على غرار حرب تموز 2006، وقد راكم الحزب، حسب المصادر الإسرائيلية، خبرات هائلة في السنوات الأخيرة نتيجة مشاركته في التصدي للحرب على سوريا، إلى جانب تطوير وتحديث ترسانته العسكرية، ولا سيما الصاروخية، التي يقدرها بعض الخبراء العسكريين بـ200 ألف صاروخ، عدد كبير منها يُصنّف بأنه من الصواريخ الدقيقة، إضافةً إلى الطائرات المسيّرة التي يملكها، والتي تعد من أهم التهديدات التي تواجه المؤسسة العسكرية في الكيان الصهيوني، وتشكّل له معضلة حقيقية فشل حتى الآن في إيجاد الحلول المناسبة لها.
في الختام يمكن القول إن الكيان الصهيوني يدرك جيداً أن أي عدوان على لبنان سيواجه بالردّ المناسب وأنّ حزب الله جاهز بمقاومته التي تملك عشرات الآلاف من الصواريخ القادرة على الوصول إلى كلّ نقطة وهدف في فلسطين المحتلة سواء أكان هدفاً نفطياً أم مساحياً، هدفاً بسيطاً أم هدفاً محصّناً، هدفاً برياً أم هدفاً بحرياً، فالمقاومة تملك القوة الصاروخية النارية دقيقة الإصابة وتملك القدرات القتالية البرية محترفة الأداء وأنّ المقاومة مع محورها مستعدّان لأيّ حرب تفرض عليها، مستعدّان لخوضها والاستمرار في الميدان إلى أن يتحقق ما وصفه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بـأنه «سيغيّر وجه المنطقة».