الوقت- بعد اشتداد الاحتجاجات الصهيونية ضد رئيس وزراء الكيان المحتل بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة بسبب قرار الموافقة على ما تسمى خطة "الإصلاحات القضائية"، أثيرت العديد من التحذيرات من قبل مراكز الأمن والدراسات التابعة للكيان حول تداعيات هذا الوضع على الهيكل العام للمجتمع الصهيوني، وخاصة الجيش.
الجيش الإسرائيلي على وشك الانهيار
وفي هذا السياق، حذر مركز دراسات الأمن الداخلي للكيان الصهيوني من أن "الجيش الإسرائيلي معرض لخطر التفكك"، وأكد أن "إسرائيل" في طريقها لإضعاف الجيش، وهذه الحقيقة تعرض معادلة الردع الخاصة بها للخطر في ظل التهديدات المتزايدة من جبهات مختلفة، لذا يجب وقف التغييرات أحادية الجانب في النظام القضائي فورًا.
وأضافت هذه المنظمة الصهيونية: لقد حذرنا قبل أشهر من نتائج خطة الإصلاح القضائي، لقد أصبح الضرر الذي يلحق بأمن "إسرائيل" الداخلي حقيقة واقعة، إضافة إلى أننا نشهد إضعاف أسس الجيش، وتآكل الردع ضد الأعداء، وزعزعة استقرار العلاقات الخاصة مع الولايات المتحدة، وإضعاف الاقتصاد، وتعميق الانقسامات في المجتمع الإسرائيلي، وإضعاف القوة الداخلية لـ"إسرائيل".
الصهاينة على شفا حرب أهلية
وحسب تقرير مركز دراسات الأمن الداخلي للكيان الصهيوني، فإن المخرج الوحيد هو التوقف الفوري والكامل للإصلاحات القضائية، ثم وقف الاحتجاجات وبدء القادة السياسيين القيام بأشياء يتفق عليها غالبية الإسرائيليين.
الأزمة التي تواجهها "إسرائيل" اليوم هي أسوأ أزمة منذ عام 1948، حيث عملت خطة الإصلاح القضائي كمحفز لتفجر أزمة متعددة الأبعاد غير مسبوقة تؤثر على "إسرائيل" و "هويتها" وسلوكها.
وتابع هذا المركز الصهيوني: على الرغم من أن شرطة الاحتلال حاولت إدارة الموقف حتى الآن، إلا أن هناك احتمالية لتفاقم الوضع، ولا يمكن اعتبار وقوع حوادث عنف ونزاعات شديدة وواسعة النطاق بعيدة المنال، حيث تشير الأدلة إلى احتمال نشوب حرب أهلية في "إسرائيل" (فلسطين المحتلة) ويجب علينا بذل كل ما في وسعنا لمنع حدوث هذا السيناريو.
إن الأزمة الداخلية الإسرائيلية الحالية هي تحد كبير لاستقرار "إسرائيل" وضربة خطيرة لأمنها الاجتماعي.
كان السؤال الأهم الذي طرحه مركز دراسات الأمن الداخلي للكيان الصهيوني في تقريره هو: هل تستطيع "إسرائيل" أن تجد طريقة لإنهاء هذه الأزمة، وحتى لو انتهت هذه الأزمة، هل ستتمكن "إسرائيل" من استعادة قوتها أم لا؟ الجواب على هذا السؤال أن أزمة "إسرائيل" الداخلية آخذة في الانتشار ولا يمكن السيطرة عليها، وهذه الأزمة وصلت إلى أبعاد كارثية ويجب عمل كل شيء لاحتوائها.
ضربة كبيرة لأداء الجيش الإسرائيلي
جزء كبير من التحذير العاجل لمركز دراسات الأمن الداخلي للكيان الصهيوني يتعلق بالعصيان العسكري في جيش هذا الكيان، ويقول التقرير ذو الصلة: في الأشهر الماضية، أصبحت الخدمة العسكرية العلامة الرئيسية للخلاف بين الإسرائيليين، وإذا تمت الموافقة على مشروع قانون إعفاء الحريديم من الخدمة في الأجهزة الأمنية، فسيكون الوضع أسوأ بكثير.
تسببت التحركات القضائية الحالية في انضمام آلاف من جنود الاحتياط إلى العصيان العسكري في مواقع رئيسية ووقف نشاطهم، وهذا الأمر يضر بشكل كبير بجهوزية الاحتياط وتجنيد الجنود بشكل عام، ويؤدي إلى أعمال تهدد وجود الجيش.
تزايد التهديدات الأمنية الخارجية ضد "إسرائيل"
في استمرار لهذا التقرير، من المتوقع أن تتأثر على المدى القصير القدرات الحيوية لسلاح الجو ووحدات المخابرات والعمليات الخاصة ووحدات النخبة، كل ذلك في الوقت الذي تتعرض فيه "إسرائيل" لخطر حرب متعددة الجبهات وهذا الخطر يتزايد يوما بعد يوم، لذلك يكتسب أعداء "إسرائيل" ثقة أكبر في ظل ضعفها الداخلي.
وقال هذا المركز الصهيوني: في الآونة الأخيرة، اشتدت التهديدات الأمنية ضد "إسرائيل"، وخاصة من إيران، كما أن هناك توترات شديدة في الجبهة الشمالية مع حزب الله، وهذا الحزب يتحدى "إسرائيل".
من ناحية أخرى، لا تزال العمليات المناوئة لـ"إسرائيل" في الضفة الغربية ووسط "إسرائيل" (فلسطين المحتلة) مستمرة، وهذا في وضع يتجاوز قدرة الجيش الإسرائيلي، وقواته البرية في أضعف حالاتها.
وفقًا لهذا التقرير، لا يقتصر تأثير الأزمة السياسية والاجتماعية في "إسرائيل" على الجيش فحسب، بل تتأثر أيضًا أجهزة الأمن والاستخبارات الأخرى مثل الشاباك والموساد وهيئة الطاقة الذرية بالنتائج السلبية لهذه الأزمة وتَعَطُّل أدائها.
عدم الاستقرار الاقتصادي في المجتمع الصهيوني
واصل مركز دراسات الأمن الداخلي لكيان الاحتلال تقريره المثير للقلق حول تأثير الأزمة السياسية والاجتماعية في "إسرائيل" على الوضع الاقتصادي لهذا الكيان، وذكر أن هناك علاقة وثيقة بين الأزمة السياسية والاجتماعية والوضع الاقتصادي الضعيف في "إسرائيل".
شهد مؤشر بورصة تل أبيب مؤخرًا الكثير من الركود، كما أن انخفاض قيمة الشيكل (عملة الكيان الصهيوني) يجعل الواردات إلى "إسرائيل" (فلسطين المحتلة) باهظة الثمن؛ قضية لها دور كبير في تدهور الظروف المعيشية للإسرائيليين.
وفقًا لهذا التقرير، فإن حالة عدم اليقين والأزمة الداخلية في "إسرائيل" تلحق الضرر بالتخطيط الاقتصادي بعيد المدى وكذلك بالاستثمارات الأجنبية.
تآكل ردع "إسرائيل" ضد حزب الله
في استكمال لتقريره، أشار مركز دراسات الأمن الداخلي للكيان الصهيوني إلى تآكل ردع هذا الكيان ضد حزب الله، وأعلن أن حزب الله قد قرأ جيدًا تداعيات الأزمة الداخلية الإسرائيلية الحادة وتصاعد التوتر بينها وبين الحكومة الأمريكية، فضلًا عن ضعف "إسرائيل" العسكري.
وأشار هذا المركز الإسرائيلي إلى خطاب السيد حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله في 12 تموز / يوليو، الذي قال إنه "في الوقت نفسه الذي تعززت فيه قوة ردع حزب الله ، تآكل ردع إسرائيل" ، ومن وجهة نظر حزب الله ، فإن ليس لـ "إسرائيل" مصلحة في العمل العسكري ضد هذا الحزب، والتطورات الأخيرة لها تأثير سلبي على الردع الإسرائيلي.
التطورات الإيرانية.. كابوس الصهاينة
كما أشار المركز الصهيوني المذكور إلى تهديدات إيران ضد الكيان الصهيوني ، وأعلن أن إيران حققت العديد من الإنجازات منذ زمن بعيد ، وأن هذه التطورات هي نتيجة سلسلة من التطورات التي أفادت هذا البلد، سواء في مجال التقدم في البرنامج النووي وإعادة العلاقات مع دول الخليج الفارسي ودول أخرى.
واستكمالا لهذا التقرير يذكر أن أزمات "إسرائيل" - سواء على مستوى إضعاف أداء الجيش أو على مستوى التوتر في علاقات تل أبيب مع واشنطن - تشجع إيران على مواصلة سياساتها وتقوية الثقة بالنفس لديها، وتوصل الإيرانيون إلى نتيجة مفادها بأنه لا يوجد تهديد حقيقي لتقدم هذا البلد في برنامجها النووي.
تآكل صفقات التطبيع الإسرائيلية مع الدول العربية
أعلن مركز دراسات الأمن الداخلي للكيان المحتل عن تأثير الأزمة الداخلية لهذا الكيان على العلاقات مع الدول العربية ، فالعالم العربي يتابع باهتمام التطورات الداخلية لـ"إسرائيل" وتداعياتها ، والصورة التي نراها في "إسرائيل" تلحق ضرراً كبيراً بقوتها العسكرية والاقتصادية ، وتدل على تراجع الدعم الدولي لـ"إسرائيل" ، وخاصة من الولايات المتحدة ، ولهذا السبب تشعر الدول العربية أن مصلحتها في العلاقات مع "إسرائيل" ضعيفة ، وذلك يؤثر سلباً على علاقات "إسرائيل".
وأكد هذا المعهد الصهيوني أن الأزمة الإسرائيلية قد توقف التقدم في عملية التطبيع مع الدول العربية ، ولا سيما أنها ستؤثر سلبًا على جهود توقيع اتفاقية المصالحة مع السعودية وتجعل من الصعب تحقيق ذلك.
الحقيقة أن علاقة أمريكا الخاصة بـ"إسرائيل" كانت تمنح تل أبيب القوة في المنطقة ، لكننا الآن نرى أن أمريكا لا تنوي زيادة دعمها لـ"إسرائيل" ، ويستمر الاتجاه السلبي في العلاقات بين الجانبين.
