الوقت - قام المستشرق الصهيوني موتي كيدار بتحليل بعض الأحداث الأخيرة في المنطقة، وخاصةً مناورات حزب الله في جنوب لبنان، في حديث مع القناة السابعة في تلفزيون الکيان الصهيوني، وقال: "هذه المناورات لها علاقة مباشرة بالحرب الأخيرة في غزة، ولها رسالة ليس فقط لإسرائيل بل للأميركيين أيضًا".
وأعرب هذا الخبير الصهيوني البارز عن استيائه من عودة سوريا إلى الجامعة العربية، وقال: "ما شهدناه هو خضوع العالم العربي لقوة إيران، وقبل ذلك أيضًا استأنفت السعودية علاقاتها مع إيران. لإيران نفوذها في الإمارات ولديها علاقات سلمية مع هذا البلد، لأن الشرق الأوسط أدرك بالفعل ضعف إسرائيل، وقد ثبتت هذه القضية بوضوح في الممارسة العملية، وتجلت في مظاهرات حاشدة ضد الحکومة واحتجاجًا على الإصلاحات القضائية".
وأضاف كيدار: "توصلت الدول العربية إلى نتيجة مفادها بأنه من الأفضل لها أن تنضم إلى دول مثل إيران وروسيا والصين. ومن خلال القيام بذلك، أعلنوا أننا نشكل تحالفًا قويًا ضد الولايات المتحدة والغرب. في الوقت نفسه، واجهت أمريكا والغرب مشاكل حتى في الرد على روسيا في أوكرانيا، وغير قادرين على العمل ضد الصينيين في تايوان. والأهم من ذلك أن الولايات المتحدة لا تفعل شيئًا ضد نفوذ إيران المتزايد وتحول هذا البلد إلی قوة إقليمية تهدد إسرائيل".
وفي ختام تصريحاته قال للقناة السابعة للتلفزيون الصهيوني: عالم اليوم ثنائي القطب، ولكل قطب خططه واتفاقياته وأهدافه، لكن في هذه الأثناء لا أحد يعوِّل علی أمريكا، لأن اللاعبين الأساسيين هم الأطراف الأخرى.
وفي مقال نشر مساء الأحد الماضي على موقعه على الإنترنت، اعتبر يوني بن مناحيم، المحلل السياسي الإسرائيلي، حضور بشار الأسد في قمة الجامعة العربية في جدة على أنه حضور إيران.
واعترف بأن استمرار بقاء بشار الأسد يعرض مصالح "إسرائيل" للخطر، لأن سوريا رمز لمصالح إيران التي تعتبر نفسها قوة على أعتاب الطاقة النووية، ووسعت مظلة دعمها لتشمل محور المقاومة بأكمله.
هذا المحلل الصهيوني لم يستطع إخفاء غضبه من هذا الوجود، وادعى في جزء من مقاله: "الرئيس بشار الأسد هو في الواقع ممثل إيران في جامعة الدول العربية، وهو المنفذ لخطط إيران في الشرق الأوسط ... ومشاركته في قمة الجامعة العربية في جدة تظهر مستوى النفاق العربي ... وتتابع إسرائيل بقلق عملية عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وهذه خطوة أخرى لضعف السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط، وهو ما يظهر ضد تقوية المحور الروسي الصيني في هذه المنطقة".
ثم يعترف يوني بن مناحيم بوضوح: "ويمكن لهذه العملية أن تخلق توازنًا جديدًا للردع في الشرق الأوسط، ستفرضه إيران على إسرائيل ولن يتمكن الإسرائيليون من تغييره".
وحسبه، فإن محور المقاومة، الذي تقوده إيران، سوف يتم دعمه من الآن فصاعدًا تحت مظلة قوة على شفا الطاقة النووية، أي إيران، وسيعمل بحرية أكبر في العمل لتدمير "إسرائيل"، وهم ينفذون استراتيجية اللواء قاسم سليماني من خلال تشديد حلقة الحصار حول إسرائيل، بمئات الآلاف من الصواريخ والطائرات المسيرة.
کما يعترف هذا المحلل الصهيوني قائلاً: "ستؤثر عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية على جهود إسرائيل لإقامة تحالف عسكري عربي إسرائيلي ضد إيران. على أي حال، فإن السعودية والدول الخليجية الأخری تولي اهتمامًا بمصالحها أولاً وقبل كل شيء، وفي هذا الصدد فإنها تقبل الحقائق والوقائع الجديدة التي تشكلت في الشرق الأوسط".
وأضاف هذا المحلل: "لقد استعاد الرئيس بشار الأسد شرعيته في الجامعة العربية بينما لم يتخل عن اتفاقه الاستراتيجي مع إيران، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة مكانة إيران وتحقيق مصالحها بشكل أفضل".