الوقت - حظي انعقاد قمة الدول العربية بحضور الرئيس السوري وكذلك رئيس أوكرانيا باهتمام كبير من قبل الصحف العربية. والنقطة الجديرة بالملاحظة في هذه القمة هي عدم وجود فقرات تحدثت عن المقاومة وتصفها بالإرهاب وعدم وجود فقرات تشير إلى خطر إيران على الأمن الإقليمي.
حيث كتب عبد الباري عطوان، المحلل البارز في العالم العربي، في افتتاحيته في جريدة الرأي اليوم: لا نعتقد أن فرحة الثلاثي نِتنياهو وإيتمار بن غفير، وبتسلئيل سموتريتش ستطول، ولا بد أن كتائب المُقاومة “المُستقلّة” في الضفّة الغربيّة والقِطاع تعكف حاليًّا على إعداد الرّد الذي سيُفاجِئ هؤلاء، مثلما فعلوا في الأشهر الماضية.
الحرب جولات، ومثلما أجبرت عمليّات المُقاومة نِتنياهو على وقف جميع عمليّات اقتِحام المسجد الأقصى وباحاته طِوال شهر رمضان خوفًا ورُعبًا، سيأتي اليوم الذي سيُجبَر فيه على وقف هذه المسيرات كُلّيًّا، فَنَفَسُ الشّعب الفِلسطيني طويلٌ جدًّا، وإبداعاته في مُواجهة الاحتِلال بلا حُدود، ولنا في كتائب جنين، وعرين الأسود، والقسّام وشُهداء الأقصى، وسرايا القدس، وعمليّاتها في تل أبيب والخضيرة وبني باراك، والسّبع بعض الأدلّة.
وأشارت صحيفة القدس العربي الى قمة الدول العربية في جدة، وكتبت: تم التأكيد في هذه القمة، الذي تميزت بحضور الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على دعم القضية الفلسطينية. وحاول البيان الختامي لهذه القمة إرضاء الجميع.
كما أشارت صحيفة العربي الجديد إلى عقد قمة رؤساء الدول العربية، وكتبت: تم خلال هذه القمة التطرق إلى الأزمات الحالية في العالم العربي، ومنها الأزمة في سوريا والسودان والوضع الراهن في ليبيا ولبنان واليمن. أزمات ما زالت مستمرة ويبدو أن عقد مثل هذه الاجتماعات لن يساعد على إنهائها.
يستمر الوضع العنيف في السودان في التدهور، والوضع الحالي في ليبيا بعد عدة سنوات من الصراع والقتل لا يمكن وصفه. لا توجد آلية لتنفيذ قرارات الجامعة العربية في هذا البلد.
وأشارت صحيفة المسيرة اليمنية إلى عقد هذا الاجتماع وحضور الرئيس السوري بشار الأسد، وكتبت: ان "الجامعة العربية عادت إلى سوريا. كانت قمة جدة في الواقع قمة الأسد بعد 11 عاما من الغياب".
وأشارت صحيفة الثورة السورية إلى حضور هذا البلد في اجتماع القادة العرب، وكتبت: عودة سورية الميمونة وضع حجر الزاوية لقمة لا شك ستكون ناجحة، وأنجح ما فيها حتى هذه اللحظة لمّ شمل البيت العربي في عودة دمشق لمحيطها الطبيعي، وحضور السيد الرئيس بشار الأسد اجتماع قادة العرب في هذه القمة، والحدث الأبرز والعنوان الرئيس للقمة، سيكون حضور سورية، الحاضرة أبداً في وجدان العرب، ومن بوابة دمشق الكبيرة التي فتحت للعمل العربي المشترك ستشرق تباشير النجاح لأعمال القمة التي لا نبالغ إن قلنا فيها إنها قمة القمم العربية نظراً إلى الأجواء السياسية التي تشهدها منطقتنا العربية، وكذلك الملفات المتعددة والمهمة على طاولتها، والتحديات الكبيرة التي تفرض نفسها بقوة وترسم طريقاً وحيداً لتجاوزها فقط بالعمل العربي المشترك والتعاضد بقوة.
الكل متفائل بأن قمة جدة ستكون انطلاقة جديدة في شكل ومضمون وكثافة وسرعة العمل العربي المشترك، بما يحقق آمال الشعوب العربية للبدء بعهد جديد مدماكه التنسيق المشترك لإرساء الأمن والاستقرار، إضافة إلى العمل العربي الجماعي لتحقيق عناوين المرحلة التنموية التي ينشدها الجميع، وبما يضمن فرص التكامل العربي ويعزز القدرة على كسب رهانات الأمن الغذائي ومكافحة الإرهاب والتنمية المستدامة المستندة إلى ما يزخر به الوطن العربي من إمكانات مادية وبشرية.
وكتبت صحيفة البناء اللبنانية بهذا الصدد: عادت القمة العربية في جدة الى ثوابت قمة بيروت 2002، فحذفت الفقرات التي تتحدث عن المقاومة وتصفها بالإرهاب والفقرات التي تشير إلى خطر إيران على الأمن الإقليمي، ولم يرد ذكر للتطبيع والإبراهيمية، وتمّت العودة الى التمسك بالحقوق الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال والعدوان، واعتبار المبادرة العربية للسلام إطاراً وحيداً لمقاربة حل القضية الفلسطينية.
يمكن اعتبار قمة جدة هي قمة سورية بامتياز، سواء من حيث كونها قمة الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد الحاضر الأبرز فيها، أو لجهة ما شرحه وزير الخارجية السعودية في ختام القمة عن الرؤية السعودية لمقاربة الوضع في سورية عبر الانفتاح على الدولة السورية ودعم خياراتها بإنهاء الميليشيات والوجود العسكري الأجنبي غير المشروع.
كما كتبت صحيفة الأخبار اللبنانية تحت عنوان "عودة الشجاع": قد يكون «الأمل الممكن» الوحيد في قمّة جدة، وما سبقها من تحوّلات في العلاقات العربية والإقليمية، أنه سيرسي نوعاً من الاستقرار في المنطقة، بعد عقد كامل من الحروب التي أنهكت الدول والشعوب، وتسبّبت بدمار وموجات نزوح وتراجع غير مسبوق في مستويات المعيشة وتنامٍ للتطرّف.
يمكن القول إن لحظة سوريا/ الدولة قد حانت بالفعل... سوريا التي واجهت أزمة داخلية متوقّعة، لكن خصومها السياسيين أرادوها مدخلاً لتغيير قسري بالنار والحديد.
إن حسنة أخرى تُسجَّل للقمّة، وهي أنها ظهّرت مغادرة عدد لا يستهان به من الدول العربية، ولا سيما الخليجية منها، وبتحديدٍ أكثر السعودية، موقع «البصم» على الإرادة الأميركية.
من جهتها أعربت وسائل إعلام الكيان الصهيوني عن قلقها إزاء الصعود الكبير لسوريا إلى العالم، معلنة أن السلطات الصهيونية تتابع هذه العملية بعناية.
فقد كتب موقع يديعوت أحرونوت الإخباري في تقرير بهذا الصدد: السلطات في تل أبيب تتابع عودة سوريا إلى الجامعة العربية باهتمام ودقة خاصين.
وحسب هذا الموقع العبري، فإن جميع المؤسسات الأمنية الإسرائيلية تحقق حاليا في هذا الموضوع وتعقد اجتماعات في هذا الصدد.
وحسب أحرونوت: إن انضمام سوريا إلى جامعة الدول العربية يضيف قلقا آخر إلى التطورات المقلقة لإسرائيل في المنطقة ، وهي مخاوف تشمل استئناف العلاقات بين السعودية وإيران ، فضلا عن العلاقات الوثيقة بين تركيا وسوريا.
وحسب هذه الوسيلة الإعلامية الصهيونية فإن عودة دمشق إلى أحضان جامعة الدول العربية يمكن أن تسبب المزيد من المشاكل لمشاريع إسرائيل على المدى الطويل وحريتها في العمل في سوريا.
وأشارت يديعوت أحرونوت إلى تقييم الدوائر الأمنية لهذا الكيان، وأضافت: ان "الموضوع مرتبط بتطور سيء على المديين القصير والمتوسط ، لأن عودة الأسد إلى العالم العربي ستخرجه من عزلته وتجعل أي هجوم إسرائيلي على سوريا أمرا غير مقبول لدى الرأي العام".
ووفق وسيلة الإعلام العبرية هذه، فإن إسرائيل تفقد شرعية ممارساتها يوما بعد يوم أكثر مما كانت عليه في السابق، لأنه يمكن القول إن العالم العربي كله سيقف إلى جانب الأسد.