الوقت -أثارت الزيارة الأخيرة التي قام بها احمد بن مبارك منتحل صفة وزير الخارجية في حكومة الفنادق والمرتزقة إلى إثيوبيا عاصفة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي. إذ ذهب الكثير في اعتبارها موقفا مؤيدا لإديس أبابا في قضية سد النهضة ضد مصر، مطالبين إما بإقالته أو زيارته لمصر وتوضيح طبيعة موقف الجمهورية اليمنية، وما صدر عنه من تصريحات خلال زيارته لأديس أبابا في 20-22 مارس.
الغالبية اليمنية استنكرت الزيارة التي قام بها بن مبارك مؤكدة أنها ستؤثر حتما على العلاقات مع مصر، وسيدفع ثمنها اليمنيون المقيمون في مصر.
اللافت كان في استنكار عدد كبير من النشطاء اليمنيين للزيارة التي وصفوها بـ “المريبة”. وآخرون وصفوا الزيارة بأنها غير موفقة، وستؤثر سلبا على العلاقات مع مصر.
في ذات السياق تداول بعض النشطاء اليمنيين لمنشور مفاده بأن مصر عاقبت اليمنيين وألغت الميزات والتسهيلات التي اقرتها قبل سنوات بسبب أحمد عوض بن مبارك الذي قام بزيارة اثيوبيا في استفزاز واضح لمصر.
ودخل قرار السلطات المصرية -الذي يُلزِم اليمنيين القادمين من اليمن إلى مصر للعلاج بحيازة تقارير طبية من مستشفيات حكومية مصرية- حيز التنفيذ ابتداءً من مطلع أبريل/ نيسان الجاري.
وتداول ناشطون مقاطع فيديو، تُظهر منع السلطات المصرية لعائلات يمنية من الدخول إلى أراضيها، بسبب عدم استيفاء الشروط وفق الإجراءات الجديدة، التي اتخذتها السلطات.
وبينت المشاهد المصورة، عودة كثير من العائلات إلى الطائرة في طريق عودتهم للبلاد، في حين لا يزال العشرات من المسافرين عالقين في المطار، منذ الساعة العاشرة من مساء السبت.
وفي الوقت الذي تجاهلت سفارة حكومة المرتزِقة في مصر، معاناة المسافرين اليمنيين في مطار القاهرة؛ جراء منع دخولهم وإعادتهم على متن الطائرة القادمين على متنها إلى مطار عدن، أمس الأحد، شن المرتزِق محمد مارم، السفير الموالي للعدوان، حملةَ اعتقالات واسعة طالت العشرات من الناشطين وأبناء الجالية اليمنية في مصر، وذلك عقب حملة إلكترونية طالبت بإقالة “السفير” و”وزير الخارجية” في حكومة الفنادق على خلفية تصريحاته المستفزة التي تسببت في حدوث أزمة دبلوماسية مع القاهرة.
وحسب مصادر في الجالية اليمنية بمصر، فقد تمت الاعتقالات، الأحد، خلال تواجد الناشطين في السفارة لتجديد أوراقهم، مشيرة إلى أنه تم نقل المحتجزين وتفتيش تلفوناتهم إلى سجون مصرية في الجيزة والدقي بتوجيهات من قيادة السفارة اليمنية.
وأشَارَت المصادر إلى أن الاعتقالات جاءت على خلفية حملة إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي، شارك فيها المئات من اليمنيين المقيمين في مصر، تطالب بالاعتذار للقاهرة على خلفية فضيحة وزير الخارجية المرتزِق أحمد بن مبارك في أثيوبيا، والتي تسبب بأزمة مع مصر وصلت حَــدَّ منع دخول اليمنيين للعلاج.
ونشر الصحفي اليمني فتحي بن لزرق، مقطع فيديو على حسابه في فيسبوك، وعلق قائلا: “نداء عاجل إلى قيادة المجلس الرئاسي، إلى كل مسؤولي الدولة، تدخلكم العاجل والسريع لدى القيادة المصرية لحثها على ضرورة التراجع عن الإجراءات الأخيرة التي عرقلت دخول اليمنيين إلى مصر، خطوة يجب أن تتخذ على وجه السرعة”.
وأضاف “وصول وفد رفيع المستوى ولقاء القيادة المصرية والتوضيح لها بخصوص بعض المواقف الصبيانية لبعض الوزراء أمر يجب أن يتخذ فورا، مصر هي آخر متنفس لليمنيين الباحثين عن العلاج والدراسة وغيرها، وجميل هذا البلد قيادة وشعبا لن ينساه اليمنيون أبدا”.
وقالت الخطوط الجوية اليمنية في بيان نشرته عبر حسابها في فيسبوك، إن مدير إدارة خدمات الركاب في الخطوط الجوية، وضاح الذهب، أكد أن التعميم الصادر عن السلطات المصرية وصل إلى الشركة بعد أن أقلعت الرحلة 601 من مطار عدن إلى مطار القاهرة.
وأوضح الذهب أن التعميم المصري الجديد، ينص على أن التقرير الطبي يجب أن يكون صادرا من مستشفيات مصر، بخلاف التعميم السابق، وأنه تم إشعار الشركة بالسماح للركاب في هذه الرحلة بالدخول بصورة استثنائية.
وأضاف البيان “تفاجأت الشركة عند وصول الطائرة إلى مطار القاهرة بمنع الركاب من الدخول بحجة وصول توجيهات صارمة بمنع دخول الركاب إلا بتقارير صادرة من مستشفيات مصر”.
من جهته قال عباس الضالعي إن اثيوبيا ليس لها أي موقف في الشأن اليمني وليس لها أي تأثير ، لافتا إلى أن زيارتها من قبل أي مسؤول هي لجني بدل السفر فقط.
وأضاف إن هذه الزيارة ستؤثر على اليمنيين المقيمين في مصر ،لأن علاقة مصر بأثيوبيا متوترة بسبب سد النهضة. وأردف قائلا: هؤلاء هم سبب نكبة اليمن.
الكاتب اليمني أنيس منصور لفت إلى حملة يمنية اعلامية على وسم اقالة وزير الخارجية اليمنية، دعت السلطات المصرية تسهيل اجراءات دخول المواطنين اليمنيين والغاء الاجراءات المعقدة الاخيرة، مؤكدة أن تصرفات وزير خارجية اليمن وزيارة اثيوبيا لا تمثل توجهات الشعب اليمني المرتبط روحاً ووجدان وتاريخاً بجمهورية مصر العربية.
اللافت كان في نشر الحساب الرسمي لخارجية المرتزقة خبرا عن زيارة بن مبارك لإثيوبيا ، وهو ما زاد الطين بلة حسب وصف البعض.
وعقب موجة من التفاعلات رد بن مبارك عبر حسابه على تويتر، بقوله “تابعت خلال اليومين الماضيين حملة إعلامية منظمة استهدفتنا شخصيا إثر قيامنا بخطوات إصلاحية لمعالجة وضع الملحقيات الفنية في سفاراتنا وهو أمر اعتدناه، ولكن ما لا يمكن قبوله أبدا أن يستخدم الاستهداف الشخصي للإساءة لعلاقتنا المتينة والتاريخية مع مصر من خلال فبركات لا أساس من الصحة”.
وأضاف “مصر أولا أكبر من ذلك، ونحن لا يمكن إلا أن نكون معها دوما وأن نبادلها الوفاء بالوفاء في كل المواقف والمنابر، خالص التهاني في ذكرى نصر العاشر من رمضان لمصر وشعبها وقياداته الحكيمة”.
وفي السياق، نشر وزير خارجية حكومة المرتزقة، أحمد بن مبارك، صوراً له، أمس الأحد، تظهر تواجده في رحلة استجمام وصيد يقضيها في إحدى الدول الأوروبية.
وتداول ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي، أمس، صوراً للمرتزق “بن مبارك” في الدنمارك التي وصل إليها لقضاء إجازة خاصة، بعد أن صرف لنفسه 300 ألف ريال سعودي بدل سفر.
وأفاد الناشطون بأن الزيارة الخاصة لوزير خارجية حكومة الفنادق وانشغاله بالصيد في هذا الوقت بالتحديد، تؤكد على عدم اكتراثه بمعاناة الشعب اليمني، التي تسبب في مفاقمتها بتصريحاته المستفزة للحكومة المصرية خلال زيارته إلى إثيوبيا، والتي ردت عليها القاهرة بفرض قيود جديدة على دخول اليمنيين أراضيها.
وقال رئيس مجلس وكالة الأنباء اليمنية سبأ نصر الدين عامر في تغريدة له على تويتر "بتوجيهات سعودية ذهب العميل بن مبارك المنتحل صفة وزير الخارجية الى اثيوبيا لاستفزاز الاخوة في جمهورية مصر العربية في اطار الخلافات السعودية المصرية .
وأضاف بن عامر " ليس لليمن ولا لشعبه اي علاقة بالموضوع وبن مبارك استخدمته السعودية كمرتزق فقط ونتائج هذا التصرف هي جزء من جرائمهم بحق شعبنا".
لا يخفى على أحد الأزمة السياسية القائمة بين مصر وإثيوبيا المعروفة بأزمة "سد النهضة"، والذي تعتبره مصر يمس أمنها الوطني والمعيشي، فالأزمة القائمة بين مصر والسودان من جهة وإثيوبيا من جهة أخرى تكفي ليفهم تعقيداتها الجاهل قبل المسؤول، وتكفي لجعل حكومة المرتزقة تكف شرها وأذاها وتصرفات مسؤوليها الحمقى عن الآخرين، لكن أحمد عوض بن مبارك ذهب إلى أديس أبابا لإعداد الوجبة المسمومة وتناولها على مائدة سياسية معقدة.
وأكثر ما يبعث على السخرية في هذه الزيارة تأكيد الوزير الانتهازي دعم حكومته لكل الخطوات التي تقوم بها الحكومة الإثيوبية. أي تأييد ووقوف حكومته إلى جانب إثيوبيا في حربها مع مصر والسودان.
فالمتابع للتطورات الأخيرة يجد أن حماقة بن مبارك لم تأت عفوية أو نتيجة سوء فهم سياسي، بل كانت ضمن سياسة مرسومة بدقة تدفع بها وتحركها أطراف إقليمية ودولية، وجدت في "بن مبارك" أداة رخيصة لتنفيذ سياستها الاستفزازية تجاه المصريين والسودانيين.