الوقت_ ذكرت تقارير إعلامية أن الإمارات علقت شراء أنظمة دفاع إسرائيلية، بينما كشفت قناة 12 الإسرائيلية عن بوادر أزمة بين الإمارات و"إسرائيل"، على خلفية تصرفات الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة خلال الفترة الماضية، ما دفع الدولة الخليجية إلى تعليق شراء أنظمة الدفاع الإسرائيلية، وقد تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن تجميد الإمارات صفقة شراء منظومات أمنية إسرائيلية على خلفية الأزمة الداخلية التي تشهدها "إسرائيل"، وعدم سيطرة بنيامين نتنياهو على حكومته، وذكرت المذيعة في "القناة 12"، أنّ "هناك إشارات من المفترض أن تُقلق نتنياهو بكل ما هو متعلق بالعلاقات الدولية لإسرائيل"، مشيرةً إلى أنّ "الإمارات أعلنت نيتها وقف صفقة شراء منظومات أمنية إسرائيلية في أعقاب أفعال وتصريحات بن غفير"، حسب تقارير إعلاميّة.
يشير الإعلام العبريّ نقلاً عن مصادر مطلعة، إلى أن التصرفات التي أغضبت الإماراتيين كان في مقدمتها اقتحام وزير الأمن الوطني إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى، واعتداء المستوطنين على بلدة حوارة الفلسطينية، وتصريحات وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، ودعوته إلى "محو" البلدة، فيما قال معلق الشؤون العسكرية في "القناة 12" الإسرائيليّة، نير دفوري، إنّ ذلك "هو إشارة أولى يجب أن نتعامل معها بجدية"، مضيفاً إنّ "أبو ظبي جمّدت نيتها الاستمرار في صفقة أمنية مع تل أبيب، والحديث هنا عن منظومات مهمة تريدها منذ فترة طويلة وغالبيتها حساسة جداً وممنوع النشر عنها".
ويُذكر أنّ رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد قال للمسؤولين الإسرائيليين: "حتى نتأكد من أن رئيس الوزراء نتنياهو لديه حكومة يمكنه السيطرة عليها، لا يمكننا العمل معًا"، رغم حديث وسائل الإعلام الإسرائيليّة عن استمرار التعاون الاستخباراتي والأمني بين الاحتلال والإمارات، كما أشارت القناة 12 إلى أن قرار أبو ظبي بتعليق مشترياتها جاء بعد تأجيل زيارة رئيس الوزراء نتنياهو للإمارات، وعدم تحديد موعد جديد بعد، كما يأتي بعد إعلان السعودية هذا الأسبوع إعادة العلاقات مع إيران بعد سنوات من القطيعة.
وعلى هذا الأساس يؤكّد دفوري تلك المعلومات بقوله: "إنّ السبب في ما حدث هو أنّهم سمعوا مسؤولين إسرائيليين في الفترة الأخيرة وسلوك الحكومة في الشهر والنصف الأخيرين وصعود وزير الأمن القوميّ بن غفير إلى جبل الهيكل (الحرم القدسي)، وأحداث بلدة حوارة، وكذلك حديث سموتريتش عن محوها، وعملياً تأجيل زيارة نتنياهو التي لم يحدد لها موعد جديد حتى الآن، كما كشف أنّ "مسؤولين إسرائيليين اجتمعوا مع محمد بن زايد، وسمعوا منه رغبة إماراتيّة بسيطرة تامة للحكومة على الوضع.
وعلى الرغم من أنّ مكتب رئيس الوزراء أصدر نفيًا شديدًا لهذا الخبر، ووصف التقرير بأنه "لا أساس له"، وقال إن "إسرائيل" والإمارات تجريان باستمرار "اتصالات دبلوماسية مثمرة ... بما في ذلك مؤخراً"، هناك قلق يشوب الأوساط السياسيّة والإعلاميّة باعتبار أنّ التحدث عن تعليق التعاون بين تل أبيب وأبو ظبي مستقبلاً هو مقلق جداً ومن شأنه أن يتطور، وخصوصاً أنّ الرياض أعلنت عن استئناف علاقاتها مع طهران، وأيضاً هذه الخطوة ينظر اليها الإماراتيون بقلق، وربما يوجد هنا عملية ربط بين الأمور بدأت تحت الطاولة وبعيداً عن وسائل الإعلام.
بالمقابل، دعا رئيس حزب الوحدة الوطنية، عضو الكنيست بيني غانتس، نتنياهو إلى طرد بن غفير وسموتريتش، قائلاً: "لقد تسللت خيول طروادة إلى مقدسات أمن (إسرائيل)، والضرر محسوس بالفعل، وأنا أدعو نتنياهو ألا يدمر ما تم بناؤه بمفرده من خلال العمل الجاد، وأطلب منه كف يدي سموتريتش عن وزارة الدفاع، وطرد الشخص المصاب بهوس الحرائق المسؤول عن الأمن القومي، مصالح (إسرائيل) الاستراتيجية في المنطقة أهم من السياسة "، فينا أشارت محللة الشؤون الحزبية والسياسية في موقع "زمان إسرائيل"، تال شتايدر، مؤخراً، إلى أنّ ما نسمعه من دبلوماسيين من دول خليجية يزورون الأراضي الفلسطينية المحتلة، وربما يعبرون عن الأجواء في السعودية، هو قولهم بوضوح: "طالما أنّ الكيان في حالة اضطراب ومظاهرات في الشوارع، نحن في حالة من الانتظار جانباً".
وفي هذا الخصوص، تحدثت وسائل إعلام العدو عن تبادل الاتهامات بين المسؤولين الإسرائيليين على خلفية الاتفاق بين السعودية وإيران، ونقلت قناة "كان" الإسرائيلية عن مصدر سياسي كبير قوله، إنّ "يائير لابيد، زعيم المعارضة، مسؤول عن التقارب بين الرياض وطهران"، معتبراً أنّ "السعودية تشعر بوجود ضعف أميركي وضعف إسرائيلي، لذلك توجهت الى آفاق أخرى".
نهاية القول، تجري رياح السياسة بما لا تشتهي سفن الكيان الإسرائيليّ على كل الأصعدة في الداخل والخارج، والدليل أنّ الوضع الداخليّ على شفا حفرة من الصدام الداخليّ، وبالنسبة للخارجيّ فحديث رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت نتنياهو بشأن الاتفاق السعوديّ – الإيراني، وقوله إنّ "تجديد العلاقات بين طهران والرياض تطور خطير بالنسبة إلى الكيان، وانتصار سياسي لإيران، وفشل مدوٍّ وإهمال وضعف من حكومة نتنياهو"، هو خير برهان، وخاصة أنّ "دول العالم والمنطقة تراقب تل أبيب في صراع مع حكومة غارقة في تدمير ذاتي ممنهج، وفي هذا الوقت، تختار تلك الدول طرفاً فاعلاً للعمل معه"، على حد قوله، ناهيك عن تصريحات يائير لابيد، شريك بينيت في رئاسة الحكومة السابقة، والذي بيّن أنّ الاتفاق بين الدولتين الإقليميتين البارزتين هو فشل كامل وخطير بالنسبة إلى السياسة الخارجية للحكومة الإسرائيلية، وهذا انهيار لجدار الدفاع الإقليميّ الذي بدأ الصهاينة بناءه ضد إيران.