الوقت- تعاود الأمم المتحدة فتح ملف الكيمیاوي التي تزعم أن الحكومة السورية استخدمته قبل أعوام، بهدف الضغط على الحكومة السورية واعادة الشعب السوري للمربع الأول من الحرب ، وهذا بعد المساعي العديدة التي تبديها الدولة السورية لإعادة الإقلاع والانطلاق من جديد، حول عواقب هذا الأمر ونتائجه أجری موقع الوقت الإخباري التحليلي مقابلة مع اللواء محمد عباس تناولت فيها الجوانب التالية.
الوقت: في البداية ما تعليقكم على هذا الادعاء الذي يتهم الحكومة السورية باستخدام السلاح الكيماوي في مدينة دوما؟
عباس: في البداية الحكومة السورية قالت موقفها من تسييس استخدام السلاح الكيماوي ودور منظمة حظر استخدام السلاح الكيماوي السلبي وغير المسؤول والبعيد عن المهنية في تعاملها مع هذا الملف ... ودور منظمة حظر استخدام السلاح الكيماوي في تقديم بيانات ومعلومات تم الحصول عليها من الافراد الذين هم في المقلب الآخر أقصد عناصر ما يسمى ( جيش الاسلام ) و (جبهة النصرة) و(الخوذ البيضاء) وغيرها من المجموعات الارهابية والاعتماد عليها من اجل صياغة التقارير لإدانة الدولة السورية. هذه المؤشرات تدل على سوء النوايا التي تخفيها منظمة حظر استخدام السلاح الكيماوي وايضا تخفيها المنظمات الأممية التي تحصل على تمويلها بكل أسف من الولايات المتحدة الأمريكية ومن الدول الغربية وهي التي تقود الحرب على سورية .
من اجل ذلك التعليق الأولي على هذا الإجراء الأممي، هو أن منظمة الأمم المتحدة الآن تشكل او تمثل مطية للامريكيين والدول الغربية من اجل الاستمرار في استهداف وشيطنة الدولة السورية وبالتالي هذه التقارير بعيدة كل البعد عن المهنية وبعيدة عن المنطق والعقلانية سواء كان في الصياغة او في المضمون او في النتائج او في توجيه التهم علما بأن هذه المنظمة لا يحق لها ان توجه التهم لأحد وهي بالوقت نفسه تتغافل عن امتلاك المجموعات الارهابية للسلاح الكيماوي وتتبنى الهوية والسلوك الذي تمارسه هذه المجموعات المسلحة ضد الدولة السورية.
الوقت: لماذا لم يلتفتوا في الامم المتحدة إلى الوثائق المنطقية لسوريا في رفض هذا الاتهام؟
عباس: من المؤسف ان الأمم المتحدة كانت تعيش حالة اللامنطقية في نظرتها وفي دراستها وفي تدقيقها وفي تعاملها مع الحرب على سورية وكانت دائما ما تفترض ان المجموعات الإرهابية المسلحة على صواب وان الطرف الاخر المعتدي على الهوية السورية وعلى المجتمع السوري هو دائما على صواب وبالتالي دائما تتبنى المصطلحات والمواقف والمعلومات التي تقدمها الخوذ البيضاء، والخوذ البيضاء هي منتج جهاز المخابرات البريطانية وهو الذي كان يدير الفبركات ويصنع المسرحيات والافلام التي تشوه وتشيطن وتسيء للدولة السورية وخاصة ما يرتبط بالملف الكيماوي وبالتالي عندما ننظر الى مواقف المنظمات الأممية نجد أنها تشكل امتدادا للمجموعات الارهابية المسلحة حيال مواقفها من الدولة السورية حيث انها كانت دائما ترفض الوثائق والأدلة والبيانات والمعلومات التي كانت تقدمها الدولة السورية ومثال ذلك ما يرتبط بما سمي حينها استخدام السلاح الكيماوي في مدينة دوما والدولة السورية قدمت الأدلة من الضحايا المفترضين في دوما وهم الذين تحدثوا عن ان الفبركة كانت قائمة وان الدور كان محضرا لاستهداف الدولة السورية بأفلام كاذبة يتم من خلالها نشر وتعميم واستثمار هذه المسرحية في السوشال ميديا وتحريض الرأي العام العالمي ضد سورية وبذلك تكون هذه الأدوات سواء كانت جيش الاسلام ام غيرها او كانت الخوذ البيضاء مصادر تستمد منها المنظمات الأممية الداتا والمعلومات وتدير ظهرها لما تقدمه الحكومة السورية وهذه حقيقة تجسد تنفيد هذه المنظمات للأجندة والمشروع الامريكي الأسرائيلي ضد الدولة السورية .
الوقت: في عام 2018 كانت سوريا تتفوق بالعتاد العسكري ولم تكن بحاجة إلى استخدام أسلحة كيماوية ، لماذا هذا الدليل لم يرَ في تصويتهم؟
عباس: في العلم العسكري الدولة أو الجيش الذي يتقدم بنجاح و تتلاشى امام تقدمه الدفاعات المعادية لا يفكر في استخدام السلاح الكيماوي ومن الخطر عليه استخدام السلاح الكيماوي والدولة السورية كانت في موقع متقدم وكانت تتجاوز الدفاعات الارهابية وتقتحمها وكانت تحقق نجاحات ولم تكن تحتاج او تتطلب استخدام السلاح الكيماوي الذي يشيطن الجيش والدولة ويسيء لسمعة القوات المسلحة السورية وبالتالي اذا كنت ناجحا باستخدام العصا او استخدام الادوات البسيطة فما الداعي لاستخدام قوة مفرطة او بشكل اوضح اذا كان السلاح التقليدي كافيا في تحقيق المهمة فلماذا تلجأ القوات المسلحة السورية لاستخدام السلاح غير التقليدي وهذه اشارة استفهام تضع هؤلاء الآخرين امام سؤال هم لن يجيبوا عليه لانهم مارسوا هذا الدور بكل المواقع والمواقف التي اريد لها ان تشيطن وتشوه وان يساء من خلالها للدولة السورية .
الوقت: ما هي النتائج السلبية لهذا التقرير التعسفي على سوريا؟
عباس: في الحقيقة النتائج السلبية لهذا التقرير هي جرح ينكأ في كل وقت وفي كل فترة وفي كل زمان تسعى من خلالها امريكا واسرائيل والدول المعتدية على سورية من اجل نكء هذا الجرح وصب الزيت على النار في كل وقت تسعى فيه الدولة السورية الى تحقيق الاستقرار واغلاق ملف الحرب الارهابية لكن دائما ما يحاولون قوننت مواقفهم باستخدام المنظمات الأممية وبالتالي الاساءة الى سورية لا شك ان النتائج السلبية تأتي من عملية الشيطنة والتشويه واستخدام الاجراءات القسرية واستخدام هذا الملف الكيماوي وغيره كذريعة ومبرر للعدوان على الدولة السورية من اجل تنفيذ اجراءات قسرية خانقة واحادية الجانب ضد الشعب السوري.
ودعونا نذكر السادة القراء بأن هذا التقرير ربما يتماهى مع عدوان جديد على الدولة السورية، عدوان يستهدف المستشفيات والمرضى والاطباء و الحالة الصحية التي تحاول حتى اليوم ان تستعيد نشاطها وعافيتها لكن جاء ما يسمى قانون الكبتاغون الأمريكي وهو قانون باطل و تعسفي ولا قيمة لقانونيته على الاطلاق انما جاء هذا القانون ايضا ليضع الصناعة الدوائية السورية امام الاستهداف الامريكي الاسرائيلي وايضا من اجل ان يستمر في تشويه دور سورية التي تبحث عن الاستقرار وتبحث عن اطفاء بؤر الحرائق والحرب وتسعى من اجل ان تضع نهاية لهذا الواقع الأليم الذي يعيشه الشعب السوري منذ حوالي ١٢ عاما وبالتالي النتائج السلبية الكريهة لهذا التقرير هو أنه يعيدنا دائما للمربع الأول الذي فيه الكثير من الألم وادوات العدوان على الشعب السوري.
الوقت: كيف يمكن للدول الصديقة لسورية أن تساعد سورية في هذا الصدد؟
عباس: في الواقع موضوع الدول الصديقة كيف يمكنها ان تساعد سورية في هذا الصدد ... المساعدة في طبيعة التلاحم والوقوف مع الشعب السوري من خلال توفير المساعدات التي تعزز من قدرة الشعب السوري في المواجهة والوقوف وخاصة فيما يتعلق بالطاقة.
الطاقة سواء كانت للتدفئة ام للمحركات ام للصناعة ام للاستخدامات المتنوعة في حياة الشعب السوري لأن فقدان الطاقة يعني شلل الحياة في مكان ما وفي زمان ما هذا من ناحية ومن ناحية اخرى دور الاعلام المقاوم دور الاعلام الصديق والحليف للدولة السورية في كشف وفضح دور منظمة حظر استخدام السلاح الكيماوي ودور الدول التي تحتضنها وأيضا في تعرية هذا الموقف الغربي الذي يسعى إلى ابقاء الحرب مفتوحة في سورية وايضا تعرية ما تسمى الخوذ البيضاء حتى مسألة التسييس الذي تمارسه المنظمات الأممية والدولية ودور هذه المنظمات في الاساءة الى الدول المستهدفة ومنها سورية وبالتالي يأتي دور الدول الصديقة بالمساعدة في السعي لتعزيز دور سورية على المقاومة والثبات وتعزيز قدرة الشعب السوري على المواجهة وايضا في توفير الامدادات ولاسيما ان معظم الصناعات وادوات الانتاج هي في حالة تعطل الشلل الاقتصادي الذي يواجهه الشعب السوري هو شلل خطير وكبير ويتطلب وقفة ايجابية صادقة وقوية بمستوى التضحية الذي قدمها الشعب السوري لمواجهة الارهاب وهنا اذكر بان الشعب السوري لم يكن يدافع عن نفسه فحسب انما كان يدافع عن الانسانية ويواجه الارهاب العالمي وكان يتصدى ويواجه الارهاب العالمي الذي كان يريد ان يستبيح العالم انطلاقا من محاولة تدمير الدولة السورية لكنه فشل ولم يستطع ان يحقق اهدافه انما الحرب مستمرة والمواجهة مستمرة والعدوان الامريكي يحاول الا يتوقف بل يظهر في اشكال متعددة وأحد اشكال هذا الظهور الامريكي هو استخدام الامم المتحدة والمنصات الأممية والمنظمات الأممية من اجل تسييس الحرب على سورية وتشويه وشيطنة سورية والاساءة الى جيشها وقيادتها وشعبها ولكن بكل تأكيد نحن ندرك تماما اننا قادرون على الاستمرار في الثبات وقادرون على الاستمرار في مواجهة هذا العدوان الصهيو امريكي ضد الدولة السورية.