الوقت – أظهرت معطيات شعبة القوى العاملة التابعة للجيش الصهيوني، مؤخراً مقتل 44 جندياً في جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال عام 2022، بينهم 3 سقطوا في مواجهات مع مقاومين فلسطينيين في الضفة الغربية، و14 ماتوا منتحرين.
وأظهرت المعطيات، ارتفاعا في عدد قتلى الاحتلال خلال العام الماضي مقارنة بعام 2021، إذ إن المعطيات الرسمية الإسرائيلية تشير إلى مقتل 31 جنديا إسرائيليا خلال عام 2021، و28 في عام 2020.
وأوضح جيش الاحتلال أن "3 قتلى سقطوا في مواجهات بالضفة الغربية و17 في حوادث أخرى، بينهم 3 في حوادث عملياتية (قتلوا عن طريق الخطأ بنيران زملائهم)، و2 في حوادث جوية، وجندي واحد في حادثة تدريب، و6 في حوادث طرق مدنية، وجندي واحد في حادثة طرق عسكرية، و4 في حوادث أخرى".
وأشارت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية إلى أن عدد جنود الاحتلال الإسرائيلي القتلى خلال 2022 هو الأعلى منذ عام 2017، مشيرة إلى أنه في ذلك العام سجل الجيش الإسرائيلي مقتل 55 جنديا، كما قتل 43 جنديا عام 2018، و27 في 2019.
كما أظهرت معطيات الجيش الإسرائيلي أن 14 جنديا إسرائيليا أقدموا على الانتحار خلال العام 2022، وهو المعدل الأعلى في حالات الانتحار التي تسجل في صفوف الجنود الذكور منذ 5 سنوات.
وأظهرت المعطيات الصادرة عن وحدة القوى البشرية في جيش الاحتلال أن 95% من حالات الانتحار تعود للذكور، ولا يتركون وراءهم أي خطابات أو رسائل تشرح الأسباب التي تدفعهم إلى الإقدام على الانتحار.
ورغم اتساع ظاهرة الانتحار خلال الخدمة العسكرية فإن الصحيفة أوضحت أن رصد وأبحاث جيش الاحتلال لم تتوصل حتى الآن إلى نتيجة واضحة تفسر وتشرح أسباب زيادة حالات الانتحار في صفوف الجنود، وخاصة الذكور منهم.
كما وجهت المقاومة ضربات مؤلمة للإسرائيليين خلال معركة "سيف القدس" بدءًا من شارة إعلانها في السادسة مساء يوم 10 مايو بالضربة الصاروخية الأولى التي استهدفت بها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" مدينة القدس المحتلة، وحتى دخول اتفاق التهدئة حيز التنفيذ فجر الـ 21 من الشهر نفسه.
وأدرك الفلسطينيون والإسرائيليون والعالم أنّ القضية الفلسطينية دخلت منعطفًا غير مسبوق في تاريخها، بعد أن نجحت المقاومة في إدخال قضية الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى ضمن معادلتها.
ورغم الحصار المفروض على قطاع غزة، استلّت المقاومة سيفها وانتصرت للقدس المحتلّة؛ فأجبرت الاحتلال على وقف مخطط تهجير سكان حي الشيخ جراح من منازلهم، كما منعت "مسيرة الأعلام" الإسرائيلية من اقتحام المسجد الأقصى المبارك كما كان مخططًا لها، في معركة فاصلة أسمتها "سيف القدس".
ومنذ اللحظة الأولى لبدء معركة سيف القدس في مايو 2022 أدركت "إسرائيل" أنّها خسرت جهدًا بذلته على مدار سنوات طويلة لعزل المناطق الفلسطينية (قطاع غزة، الضفة الغربية، القدس، الداخل المحتل) عن بعضها، وإشغال كل منطقة بمشاكلها وهمومها الخاصة، فبدّدت المقاومة في القطاع هذه الأوهام وفرضت معادلة "القدس-غزة".
كما انفجرت مدن الداخل في وجه الإسرائيليين وتبدّد "وهم التعايش" وانتفض الفلسطينيون فيها وفي الضفة نصرة لقدسهم وأقصاهم وأهلهم في غزة.
وخسر جيش الاحتلال الإسرائيلي عنصر المبادرة الذي كان أهمّ ما يميّز جميع اعتداءاته السابقة على قطاع غزة على مدار الـ15 عامًا الماضية.
وكانت الترجيحات لديه أنّ المقاومة ستدخل المعركة لكنّه كان يتوقع أن يقتصر الردّ على "غلاف غزة"، لكنّ المفاجأة كانت بعدما وجّهت المقاومة رشقتها الصاروخية الأولى صوب القدس المحتلّة؛ فدخل المعركة خاسرًا منذ بدايتها.
أمّا على الأرض، فقد نجحت المقاومة في إيقاع أذى كبير في صفوف الإسرائيليين؛ إذ أفادت بيانات رسمية إسرائيلية بسقوط 14 قتيلًا و335 مصابًا خلال معركة "سيف القدس".
وإلى جانب ذلك، نجحت المقاومة الفلسطينية في إلحاق خسائر بالاقتصاد الإسرائيلي على مدار المعركة، بعدما أوقف الاحتلال حركة المطارات لفترات طويلة، وعلّق الموسم السياحي.
وقدّرت وزارة المالية الإسرائيلية الخسائر الأولية بنحو 7 مليارات شيكل (2.51 مليار دولار).
وخلال معركة وحدة الساحات أيضاً تجندت أجهزة الإعلام الإسرائيلية التابعة لوزارتي الخارجية والجيش ومكتب رئاسة الحكومة للعمل على إخفاء المعلومات حول الخسائر و اعتمدت هذه الاجهزة في نشر الأخبار على مصادر خارجية كأساس للمادة الإعلامية وهذه المصادر تتبع لمؤسسات إعلامية غربية مملوكة من قبل شخصيات يهودية داعمة للجيش الإسرائيلي وتتبنى الرواية الإسرائيلية بأبعادها الامنية و العسكرية بهدف إخفاء الفشل ورفع الروح المعنوية ومنع حدوث انهيارات في صفوف الجيش والمستوطنين.
ورغم كل التعتيم على الخسائر في الحرب التي أطلقت فيها حركة الجهاد الإسلامي أكثر من ألف صاروخ باتجاه 58 مستوطنة وعدة مدن أبرزها القدس و تل أبيب وبئر السبع ما أوقع الحكومة الإسرائيلية بإرباك شديد وخاصة على صعيد الإخلاء ولم يعرف عدد كبير من المستوطنين أين يذهبون حيث لم يحالفهم الحظ بركوب الباصات حين طلب منهم الإخلاء الكامل من المستوطنات الواقعة على بعد سبعة كيلومترات عن قطاع غزة، كشفت المعلومات عن بعض الخسائر وخاصة على صعيد القتلى الذين أعلن عن أسمائهم دون ذكر الأسباب الحقيقية لمقتلهم ونسبت وسائل الإعلام الإسرائيلية أسباب الوفاة لحوادث السير أو أسباب أخرى كما حصل حين الإعلان عن مقتل المستوطن اشلومو أرئيف حيث قيل إنه مات جراء صدمة قلبية سببتها له صافرات الإنذار.
وقالت طاليا ليفانون المديرة العامة للإئتلاف الإسرائيلي للصدمات النفسية إن 800 مستوطن خضعوا للعلاج النفسي بعد ثلاثة أيام من الحرب، وكذلك أظهر إحصاء لصندوق التعويضات الإسرائيلي إن الدمار جراء الصواريخ طال 155 مبنى خاصا في عسقلان وسديروت ودمرت 69 سيارة في 15 بلدة إضافة لخسائر في الزراعة والصناعة واكتفى صندوق التعويضات بالحديث وفق ما سمحت به الرقابة العسكرية عن سقوط 47 جريحا ثلاثة منهم بحالة خطرة دون الحديث عن سقوط قتلى.
ختاماً يمكن القول إن الإسرائيليين اعتادوا على إخفاء الحقائق والمعلومات حول الخسائر خلال أي حرب وعادة ما يختصر الإعلام الإسرائيلي حجم الخسائر والأضرار بعبارة إصابات طفيفة بغض النظر عن حقيقة وحجم الخسائر وخاصة البشرية منها، لأن هذا يؤدي إلى نشر الرعب والانهيار النفسي في صفوف الجنود والمستوطنين.