لم يدخل قرار وقف اطلاق النار في اليمن حيّز التنفيذ حيث من المقرّر أن يبدأ يوم الاثنين 14 ديسمبر/ كانون الأول، إلا أن الـ24 ساعة الأخيرة سجّلت خروقات نوعية تمُثّلت بإستهداف قاعدة خميس مشيط السعودية بصاروخ"قاهر واحد" البالستي، إضافةً إلى دخول منظومة صواريخ جديدة من جيل "الصرخة 3" المعركة.
سياسياً، أعلن محمد عبد السلام الناطق باسم جماعة "أنصار الله" في مؤتمر صحفي، "أنه بناء على ما تم الاتفاق عليه، سيكون هناك وقف للعدوان يوم 14 من الشهر الجاري"، من جانبه أكد وزير الخارجية اليمني المعين حديثا من قبل الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي، عبد الملك المخلافي، أن الاتفاق سيدخ حيز التنفيذ يوم الاثنين . وقال المخلافي لوكالة رويترز للأنباء "نذهب إلى المحادثات بنوايا جادة ونأمل أن يلتزم الطرف الآخر بهذا ".
ونقلت وكالة اسوشيتد برس للأنباء عن مسؤولين في مكتب الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي قولهم "إن الرئيس سيأمر القادة العسكريين بوقف شامل لإطلاق النار بداية من منتصف ليل الاثنين"، تمهيداً لمفاوضات سويسرا بين الأطراف اليمنية.
وأما على الصعيد العسكري، فقد أكّد مصدر ميداني سقوط 12 شهيداً و20 جريحاً بينهم أطفال ونساء في غارات للتحالف السعودي على الحجاورة بمديرية حرض، كما سقط ستة شهداء وجريحان بغارة للتحالف السعودي على منطقة الحيدين بمديرية القبيّطة شمال لحج .
وفي منطقة ضحيان بصعدة أدت غارة لطائرات التحالف السعودي إلى استشهاد ثلاثة مواطنين بعدما تم استهداف منزلهم. هذا وهزت انفجارات عنيفة أرجاء العاصمة اليمنية إثر سلسلة غارات لطائرات التحالف السعودي على جبال عطان والنهدين جنوب المدينة .
في غضون ذلك أفيد عن إسقاط طائرات استطلاع بمنطقة جحانة في مديرية خولان شمال العاصمة صنعاء .
وفي الضالع قال مصدر ميداني للميادين إن أكثر من 15 قتيلاً ونحو 20 جريحاً من قوات هادي والتحالف السعودي سقطوا في صد الجيش واللجان الشعبية محاولة زحف على منطقتي يعيس وحجلان بمنطقة مُريْس في مديرية قَعْطَبةَ شمال محافظة الضالع جنوب اليمن .
وفي تعز أعلن مصدر عسكري يمني عن مقتل نحو 19 عنصراً من قوات هادي والتحالف السعودي بينهم قيادي بارز بنيران الجيش واللجان في مديرية ذباب الساحلية على البحر الأحمر غرب تعز .
وفي محافظة لحج أعلن مصدر عسكري يمني عن مقتل وجرح 16 مقاتلاً في صفوف قوات هادي وتدمير عدد من آلياتهم في استهداف الجيش واللجان لتجمعاتهم بمنطقة الشاطري في مديرية كَرِش شمال محافظة لحج .
صاروخ "قاهر 1" البالستي
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع اليمنية أن القوة الصاروخية للجيش قصفت اليوم قاعدة خالد بن عبدالعزيز بمنطقة خميس مشيط السعودية بصاروخ بالستي من نوع "قاهر1 " .
وقالت الوزارة أن الصاروخ الذي يدخل الخدمة للمرة الأولى في القوة الصاروخية للجيش أصاب الهدف بدقة عالية محدثا أضراراً كبيرة في القاعدة .
وأشار المصدر إلى أن "قاهر1" هو صاروخ روسي من طراز "سام 2" تم تطويره وتعديله محلياً ليصبح صاروخ أرض أرض حيث يعمل على مرحلتين، بالوقود الصلب والسائل، ويبلغ طوله 11 مترا ويزن طنين كما يبلغ مداه الحالي بعد التطوير والتعديل 250 كيلومتر .
منظومة الصرخة 3" الصاروخية
في السياق ذاته، كشفت القوة الصاروخية للجيش اليمني واللجان، مساء السبت، عن منظومة صواريخ جديدة من جيل "الصرخة 3"، القادرة على إصابة أهدافها بدقة عالية، محلية الصنع للرد على العدوان السعودي .
وقد أوضح تلفزيون المسيرة، إن صاروخ "الصرخة 3"، يبلغ مداه 17 كم، ويحمل رأساً وزنه 15 كغم، وطوله 2,4 م، ويحمل صاعقا أماميا، وآخر خلفيا يمكن تفجيره عن بُعد .
وكانت القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية، قد أعلنت سابقاً، عن تصنيع صواريخ "الصرخة 1" ومنظومة "الزلازل" 1و2، و"النجم الثاقب"، وهي تختلف من حيث القدرة التدميرية والمدى والسرعة .
وذكرت القناة، أن المنظومات الصاروخية التي صنّعها الجيش واللجان الشعبية، تمتلك قدرات على المناورة والاختراق، بالإضافة إلى السرعة وقوة الانفجار الشديدة، وتم تصنيعها بحسب طبيعة الأهداف العسكرية .
اذاً، يكشف المشهد اليمني قبل ساعات على دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، أن اليد العليا للجيش واللجان الشعبية، إضافة إلى جهوزية هذه القوات لمرحلة ما بعد المفاوضات في حال أردات السعودية المماطلة والإستمرار بعدوانها، بخلاف ما تروّج له وسائل الإعلام التابعة لها عن القضاء على المنطومة الصاروخية للجيش اليمني.