الوقت- ادت حادثة سان برناردينو في محافظة كاليفورنيا الأمريكية الى مقتل 14 شخصاً وجرح 21 اخرين وذلك بعد قيام المدعو تاشفين مالك وزوجته رضوان فاروق بإطلاق النار على المدنيين والذي استمر مع حضور قوات الأمن إلى حين اعتقالهما. الحادث فتح موجة من الجدال والتحليل الإعلامي حول الزوجين اللذين نفذا عملية اطلاق النار، فهما من اصل باكستاني عاشا لسنوات على الأراضي السعودية، وذهب الحديث الى المدة التي قضوها هناك وماذا فعلوا. فقد تحدثت جريدة بالتيكو الأمريكية عن الحادث كأمر يستدعي النظر مجدداً الى علاقة الحكومة الأمريكية مع النظام السعودي الحاكم، وهي وضعت هذه العلاقات في دائرة الشراكة في أي عمل ارهابي يرتكب سواء على الأراضي الأمريكية أو خارجها.
السعودية تاريخ حافل بالترويج للفكر الإرهابي
تحدث الإعلام الأمريكي عن أنه ليس من المعلوم أي دور للنظام السعودي وراء حادثة سان باردينو، اما الشيء الذي ليس بجديد هو التعاون الأمريكي مع النظام السعودي الذي له سوابق تاريخية كثيرة في دعم الإرهاب والترويج له وتصديره للخارج، وقد اشار تقرير نشرته رويرتز بأن تاشفين مالك وزوجته وخلال السنوات الأخيرة التي قضوها على الأراضي السعودية أصبحا أكثر تحجراً في تفكيرهما وظهرت عليهما ميول نحو العمل الإرهابي. وقد اضاف التقرير أن ما يقارب 2500 سعودي متواجدين داخل الجماعات الإرهابية التي دخلت العراق وسوريا وأرجع السبب في ذلك إلى الفكر والإيديولوجيا الوهابية للنظام السعودي المتوافق والفكر الإرهابي.
مال النفط السعودي لتغذية الإرهاب، والعلاقات الأمريكية نحو التزايد
كتبت صحيفة بالتيكو في هذا الخصوص أن النفط السعودي وبالرغم من سياسة تغذية الإرهاب المتبعة إلا أن نفطها لا زال يحوذ على اهتمام بالغ الأهمية لدى الدول الغربية وبالخصوص امريكا، مال النفط هذا والذي تجنيه العائلة الحاكمة في السعودية توظفه في قمع شعبها من جهة وتغذية الفكر الإرهابي والأعمال التخريبية خارجها. وقد تابعت الصحيفة حديثها معتبرة أن هناك مسألتين مهمتين: الأولى أن دعم النظام السعودي الحاكم للفكر الإرهابي نحو التزايد وفي المقابل تعاون الغرب وبالخصوص امريكا نحو تزايد اكبر، في مقابل هذا التعاون فإن وتيرة الأعمال الإرهابية نحو تزايد أيضاً. وقد شهد الإعلام الأمريكي حملة لإعادة التفكير بهذه العلاقات والكف عن ترجيح مصلحة المنافع الإقتصادية والشخصية والنفطية على مصلحة الشعوب والإنسانية.
دور السعودية في الأعمال الإرهابية
وقد تطرقت الصحيفة في حديثها إلى دور السعودية في توليد جماعات الإرهاب في افغانستان والتي رشح عنهم فيما بعد جماعة طالبان، الى العمل الإرهابي سنة 2001 والتي بدل أن تقوم الحكومة الأمريكية بمعاقبة النظام السعودي على ذلك وقطع العلاقة معه، ذهبت إلى تعزيز العلاقات معه لأجل احتلال افغانستان ومن بعده العراق، كما وأشارت إلى ما كشف عام 2011 عن العلاقات القوية التي كانت تجمع سفير السعودية في باكستان وجماعة حقاني التي تبنّت التفجير الذي طال السفارة الأمريكية في العاصمة كابول. وقد حذرت وزيرة خارجية امريكا السابقة هيلاري كلينتون عام 2009 من أن الخطر الأكبر ليس الجماعات الإرهابية نفسها أكثر من المال السعودي الذي يدعم هذه الجماعات والتي يصلها سنوياً ملايين الدولارات منهم.
امريكا شريكة الفكر السعودي الوهابي
وقد اشارت الصحيفة الى دور امريكا في دعم النظام السعودي الحاكم والذي يجعلها شريكة بهذه الأعمال الإرهابية بالدرجة الأولى، فوفقاً للتحقيق الذي أجرته مؤسسة التحقيق للسلام الدولي في استوكهلم، كتب أنه بين العام 2005 إلى 2009 فقد صدرت أمريكا إلى السعودية من السلاح ما قيمته 934 مليون دولار، وبين العام 2010 إلى العام 2014 بأكثر من 2.4 مليار دولار، وخلال الشهر الميلادي من العام القادم فإنه من المقرر إرسال محمولة من السلاح تبلغ قيمتها مليار دولار. كما أن هناك تعاوناً بينهما في مجال نقل المعلومات الإستخباراتية، ويقوم الجيش الأمريكي بتدريب جيش النظام السعودي وحمايته لوجستياً، كما وقام أوباما في بداية العام 2015 للميلاد بزيارة السعودية للمشاركة بمراسم العائلة الحاكمة في تعيين سلمان حاكماً عليها. وعليه يذهب الإعلام الأمريكي للحديث عن أن منافع أمريكا مع النظام السعودي الحاكم بسبب نفط تلك البلاد هي التي تجعلها تتماشى بل وتؤيّد دعم الإرهاب بل وصناعته.
قانون لفرض عقوبات على النظام السعودي ووضعها على لائحة الإرهاب
وقد دعا الإعلام الأمريكي وركزت صحيفة بالتيكو على ذلك بضرورة العمل على سن قانون لفرض عقوبات على النظام السعودي الحاكم في قبال سياسته الداعمة للإرهاب. وكما تعمل أمريكا على فرض عقوبات على بعض الدول، لا بد لهذه العقوبات أن يكون لها سراية أيضا على النظام السعودي، كما لا بد من فرض عقوبات على افراد العائلة الحاكمة حتى من سفرهم وتنقلهم الى امريكا والتي يتواجد لهم فيها اعمال تجارية واقتصادية ضخمة. كما أن الضرورة تقتضي بحسب الصحيفة بأن يعمل على وضع النظام السعودي على لائحة الإرهاب الدولية كجماعة خارجة عن دائرة وهيكلية الدول.