الوقت- منذ منتصف شهر حزيران من العام الجاري، أدى انقطاع واسع النطاق في شبكة توزيع الكهرباء في الأراضي المحتلة إلى انقطاع التيار الكهربائي في المناطق السكنية والصناعية، وفي الوقت نفسه، زاد عدم الرضا الشعبي عن أداء مجلس وزراء "يائير لبيد"، رئيس الوزراء المؤقت للكيان الصهيوني.
أدت الحرائق المنتشرة في البنية التحتية لمحطة توليد الكهرباء، والاضطرابات المنتشرة في شبكة التوزيع، وانقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع، وخاصة خلال موسم الأمطار، إلى تكثيف الاحتجاجات الاجتماعية، ولا سيما بين مستخدمي الشبكات الاجتماعية في الأراضي المحتلة.
في السنوات الأخيرة، أطلق كبار المسؤولين في الكيان الصهيوني ادعاءات مبالغ فيها حول تحول هذا الكيان إلى قطب للطاقة خلال السنوات القليلة المقبلة. يتم التعبير عن هذا الموضوع بمزيد من الشدة والجدية وخاصة بعد توقيع اتفاقية ترسيم الحدود الساحلية بين لبنان والكيان الصهيوني، في وضع فشل فيه هذا الكيان حتى في توفير الاحتياجات الأساسية واليومية لسكان الأراضي المحتلة بمصادر طاقة مثل الكهرباء.
في الأشهر الأخيرة، تصدرت أسماء العديد من المدن المجهولة في الأراضي المحتلة عناوين وسائل الإعلام الدولية، حتى أن مدينة "ياونه" القريبة من مدينة "أشدود"، على سبيل المثال، حصلت على لقب "مدينة الأشباح"، بسبب زيادة انقطاع التيار الكهربائي.
لقد أثر انقطاع التيار الكهربائي في الأراضي المحتلة حتى على شبكة النقل، وخاصة حركة القطارات بين المدن والقطارات بين المدن. حيث تسبب انقطاع التيار الكهربائي قبل 4 أشهر في مدينة "لود" في تعطل حركة القطارات بين محطتي هذه المدينة وبئر السبع جنوبا. يشار إلى أن خط السكة الحديد هذا يقع في محيط 8 محطات كهرباء تابعة للكيان الصهيوني.
لكن في الأيام الأخيرة، رفعت سلسلة انقطاع التيار الكهربائي في مدن مختلفة صوت الاحتجاجات. وأفادت مصادر إخبارية بانقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل عن مدن ياونه وحيفا والكرمل ومحيطها.
نشرت شركة الكهرباء الصهيونية بيانا زعمت فيه حدوث انقطاع كبير في التيار الكهربائي في مدن ياونه وحيفا وتيرات والكرمل ومدينة مجديم نتيجة خلل في أنظمة التوليد ونقل الجهد العالي، ورفضت الشركة تقديم مزيد من التوضيحات حول أسباب الحادث.
على الرغم من المبررات المذكورة أعلاه، فإن تكرار انقطاع التيار الكهربائي جعل البعض يتحدث عن احتمال وقوع هجمات إلكترونية على البنية التحتية لتوزيع الكهرباء في الأراضي المحتلة. وعلى الرغم من أن الجهات المعنية تدعي بعد كل انقطاع للتيار الكهربائي أن هذه الحوادث كانت عرضية أو حتى ناجمة عن خطأ بشري، إلا أنه يبدو أن حجم انقطاع التيار الكهربائي وطول مدته تدحض أي شك في أن هذه الحوادث عشوائية.
ترجع أهمية هذا الموضوع إلى حقيقة أن جهاز الأمن الداخلي للكيان الصهيوني أعلن مؤخرًا عن اعتقال شبكة من الجواسيس المحسوبين على حركة حماس الإسلامية في مراكز وصناعات حساسة في البنية التحتية للكيان الصهيوني. تظهر نتائج التحقيق مع المعتقلين أن هؤلاء الأشخاص حاولوا حتى إجراء مناورات تجريبية تخريبية بهدف تعطيل صناعات البنية التحتية للكيان الصهيوني في حال وقوع أي حرب مستقبلية ضد قطاع غزة.
والواضح أن فشل المؤسسات ذات الصلة في تحديد أسباب سلسلة انقطاع التيار الكهربائي وعدم القدرة على حل هذه المشكلة، إضافة إلى إلحاق أضرار مادية بملايين الدولارات بالاقتصاد الداخلي لهذا الكيان، قد غذى حجم الاستياء بين سكان الأراضي المحتلة، وإذا كان تكرار هذه العملية قد يؤدي إلى ظهور حركات احتجاجية بين سكان الكيان الصهيوني.