الوقت- أفادت مصادر اخبارية، مساء يوم الخميس الماضي، بأن العرض العسكري للجيش اليمني في الحديدة، "وعد الآخرة"، شاركت فيه تشكيلات من المنطقة الخامسة وألوية النصر والقوات البحرية والدفاع الساحلي والقوات الجوية والدفاع الجوي. وأضافت المصادر إن عدد القوات المشاركة في هذا العرض العسكري بلغ 25 ألف مقاتل. وأكدت المصادر أن العرض بدأ باستعراض سرايا القوات، ثم عرض قوة كبيرة من المدرعات والدبابات والأسلحة البرية والبحرية، في أنواعها المتعددة. وقالت المصادر إن الجيش اليمني عرض "دفاعات جوية وأرضية، وقوة رمزية من الطيران المسيّر، الذي صنعته الخبرات المحلية الوطنية".
وأشارت إلى أن العرض العسكري، "وعد الآخرة"، كشفت فيه القوات المسلحة "صواريخ بحرية لم يتم الكشف عنها من قبلُ، وهي "مندب 2" و"مندب 1"، وهي يمنية الصنع، إضافة إلى صواريخ "روبيج"، الروسية الصنع". وألقى قائد ألوية النصر كلمة، أكد فيها "مضي كلّ المنتسبين إلى الجيش اليمني في معركة اليمن حتى تحريره من الاحتلال"، وفقاً للمصادر ذاتها. واحتفت القوات المسلحة اليمنية، اليوم، بتخرج دفعات عسكرية جديدة في محافظة الحديدة. وأقامت المنطقة العسكرية الخامسة، بمشاركة القوات البحرية والجوية التابعة لحكومة صنعاء، عرضاً عسكرياُ مهيباً، هو الأول من نوعه منذ بداية حرب التحالف السعودي على اليمن.
ولقد كشفت القوة البحرية اليمنية عن صاروخ جديد بر – بحر من طراز "فالق 1" خلال العرض العسكري الضخم "وعد الآخرة" للجيش اليمني واللجان الشعبية في مدينة الحديدة، وشاركت فيه تشكيلات من القوات البحرية والدفاع الساحلي والقوات الجوية والدفاع الجوي، حيث وصل عدد القوات المشاركة في العرض إلى 25 ألف مقاتل وخلال العرض المهيب، استعرضت القوة البحرية صواريخ بر - بحر من طراز "المندب 2"، ومن طراز "روبيج"، إضافة إلى ألغام بحرية تحمي المياه الإقليمية من الغزاة والمعتدين منها "كرار1، مجاهد، أويس، عاصف4".
وفي كلمة له خلال العرض العسكري، أكّد رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن، مهدي المشّاط، أنّ "المستوى العالي الذي وصل إليه جيشنا هو من مكاسب الصمود في مواجهة الغطرسة والعدوان". وأكد المشاط "الاستمرار في الوقوف أمام أيّة أخطار تحدّق بمنطقة الساحل الغربي" وأضاف متوجهًا إلى دول تحالف العدوان السعودي، إنّ "الذي يشكل خطرًا على الملاحة الدولية هو إجراءاتكم الوحشية والتلذذ بمعاناة شعبنا، والأساطيل التي حشدتموها وتحشدونها قرب سواحل بلدنا لحصاره وتدميره لا ترعب أصغر طفل في شعبنا". وشدّد المشاط، على أنه "بمقدور القوات المسلحة اليمنية الآن ضرب أي نقطة في البحر من أي مكان في اليمن وليس من السواحل فقط". وأوضح أنه تم "تطوير أسلحتنا الأرضيّة والبحريّة في الفترة الأخيرة وباستطاعتها برًا وبحرًا ضرب هدفها". وأشار المشاط إلى أن "التهرب من التزامات الهدنة والعودة لحجز السفن يعرّض الهدنة للخطر ويجعلها في مهب الريح".
فيما ألقى قائد ألوية النصر كلمة ترحيبية باسم المنطقة العسكرية الخامسة وألوية النصر والقوات البحرية والدفاع الساحلي والقوات الجوية والدفاع الجوي، رحب فيها بالحاضرين. وقال" من واقع الضَعف ومحدودية الإمكانات تجاوزنا كل تلك المراحل الماضية بكل صعوباتِها وتحدياتِها ومخاطِرها بثقتِنا بالله واعتمادِنا عليه، حتى وصَلنا إلى هذا المستوى والمكانة".. مشيرا إلى أن الجيش الذي كان يحمي الساحل الغربيَ محدودَ العددِ والعُدَّة، واليوم بعد سبعة أعوامٍ أصبح قوةً عسكريةً ضاربةً سلاحُها الإيمانُ والحديد.
سلاح الاصطياد
في عرض "وعد الآخرة" لفتت العديد من مسميات السلاح الجديد الذي جرى الكشف عن تصنيعه أو امتلاكه وخاصة في ما يخص الحماية البحرية والدفاع عن السيادة على المياه الإقليمية كان منها في منظومة الصواريخ، منظومة "روبيج"، روسية الصنع، الذي يصل مداه 80 كم، ووزن الرأس الحربي 513 كجم من إجمالي وزن الصاروخ البالغة 2523 كجم . وتصل سرعة الصاروخ الذي يبلغ طوله 6.57م ، وبقطر 0.78م، إلى 1100كم / الساعة / (ماخ 0.9)، وبعرض 2.5م. وتصنف منظومة «روبيج» ضمن فئة الصواريخ الساحلية التكتيكية التي جرى تصميمها لتدمير أي أهداف بحرية تحاول الاقتراب من المياه الإقليمية. ويمتلك الصاروخ الباليستي «روبيج» القدرة على أحداث تدمير وإغراق حاملات الطائرات بمختلف صنوفها، الذي يعتبر «روبيج» من الصواريخ المضادة للسفن العملاقة والفرقاطات الحربية المعادية.
قدرات مبكّرة
في الذكرى السادسة لبدء العدوان على اليمن أعلن متحدث القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع عن تنفيذ القوات البحرية والدفاع الساحلي أكثر من 34 عملية نوعية استهدفت سفنا وبوارج وفرقاطات وزوارق العدو إضافة إلى أرصفة موانئ ومنشآت معادية، وإفشال عمليات إنزال وإبرار لقوات العدو، واحتجاز عدد من السفن التي انتهكت المياه الإقليمية اليمنية، منها أكثر من 20 عملية استهداف لقطع بحرية معادية حصلت بين عامي 2015 و2018، كانت أولى العمليات بتاريخ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2015، باستهداف بارجة لتحالف العدوان قرب مضيق باب المندب، وبعدها بـ72 ساعة فقط، تم استهداف بارجة ثانية بالقرب من سواحل المخا، وفي الخامس عشر من الشهر نفسه استهدفت البحرية اليمنية بارجة «MT ينبع» السعودية، وهي من طراز «ميرال» فرنسية الصنع قبالة المخا.
ولا يزال ما تعرضه قوات صنعاء غيضاً من فيض قدراتها الدفاعية المذهلة التي تتنامى مع الظروف وتواكب مستجدات المعركة في مرحلتها الاستراتيجية، ففي عام ٢٠١٨ عُرض الفيلم الوثائقي «البحر المسجور» وفيه تم الكشف عن إدخال القوة البحرية لعدد من المنظومات الصاروخية البحرية المتطورة التي قامت بتصنيعها وتطويرها خبرات وكفاءات يمنية بحتة إلا أنه لم يكشف عن ماهيتها، واليوم يظهر شيء منها من خلال ما اشتمل عليه العرض العسكري «وعد الآخرة».
الرسالة المزعجة
كان الأبرز فيما اشتمل عليه عرض «وعد الآخرة» من أسلحة نوعية الرسالة العاجلة والساخنة التي أخرست العدو وحطمت كبرياءه بكون ذلك مؤشراً صريحاً بأن اليمنيين باتوا يمتلكون قرارهم بالتصنيع للسلاح وعرضه على العالم دون خوف أو حساب بردة فعل الآخرين ممن تعمدوا بقاء اليمن بعيدا عن هذا المجال. وعقب احتجاز السفينة الإماراتية «روابي» وصف المحلل السياسي العربي الشهير عبدالباري عطوان، في "رأي اليوم" اللندنية الحدث بأنه «تطور عسكري يُنبئ بأن العام الجديد 2022 سيكون حافلا بالتصعيد العسكري على جميع الجبهات في الحرب اليمنيّة».
وقال عطوان: "امتلاك أنصار الله لهذه الإمكانات العسكرية التي تؤهلها للسيطرة على سفن في مياه البحر الأحمر، تطور خطير في الحرب اليمنية المستمرة منذ سبع سنوات، وهذا يعني أن وحداتها الخاصة المزودة بزوارق سريعة، وقدرات عالية على الرصد والمتابعة، يمكن أن تتحكم بالملاحة البحرية في البحر الأحمر، ومضائقه، خاصة باب المندب". ويضيف الكاتب: "الرسالة العسكرية كانت واضحة في أن القوات البحرية جاهزة ولديها القدرة على مواجهة أي تحرك وتصعيد لقوى العدوان وعلى خوض معركة فاصلة وأن اليد العليا في المياه الإقليمية وفي الجزر هي لرجالنا وقواتنا".