الوقت- يعاني الكيان الصهيوني من مشاكل داخلية كبيرة فالوضع داخل كيان الاحتلال غير مستقر ، فمن المعروف أن موقف الاحتلال الإسرائيلي يتأثّر بعدد من المحدّدات الداخلية والخارجية والبيئة العامة والمعطيات التي يبني عليها قراراته وتوجهاته، وأهمها أن لديه حكومة انتقالية تستعدّ لانتخابات خامسة في غضون أقل من 5 أعوام. وفي ظل التخبط الصهيوني يسعى كيان الاحتلال لتحقيق انتصار هنا او هناك وهذا يدل على مدى الضعف داخل الكيان الصهيوني، فخلال الثلاث سنوات الماضية اقترف العدو الصهيوني جريمة اغتيال جديدة لأحد قادة المقاومة في قطاع غزة، الشهيد المجاهد تيسير الجعبري، قائد المنطقة الشمالية في قطاع غزة، في سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الأمر الذي دفع سرايا القدس والمقاومة الفلسطينية إلى الرد على الجريمة بقصف المدن الفلسطينية المحتلة بالصورايخ وقذائف الهاون، بعد ذلك عاد الكيان الصهيوني لإستهداف المدنيين والأطفال داخل قطاع غزة حيث سقط العديد من الشهداء نتيجة للقصف الوحشي والعشوائي على المدنيين داخل قطاع غزة.
اهداف العدوان الأخير على غزة
مع تواصل العدوان العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر، تطرح العديد من التساؤلات، حول جدوى هذا العدوان وإمكانية تحقيق الاحتلال الإسرائيلي لأهدافه؟وفي سياق الأهداف التي يسعى الكيان الصهيوني لتحقيقها من العدوان على غزة يمكن القول إن "إسرائيل" التي تعاني من أزمات داخلية متفاقمة، تسعى من خلال العملية العدوانية العسكرية الاحتلالية الاخيرة على غزة لتوجية ضربات ضد حركة الجهاد دون غيرها من القوى والفصائل وذلك امتدادا لسياسة التفتيت والتجزئة وامعانا في سياسة فرق تسد.كما تريد أن ترسل رسالة لمحور المقاومة انها قوية وانها ستعمل علي تحجيم قوة محور المقاومة بالمنطقة.من جهةٍ اخرى تريد "اسرائيل" أن تثبت للبلدان بالاقليم ذلك اي انها الاقوى بما يساهم في تعزيز مسار التطبيع والتحضير لتشكيل ناتو شرق اوسطي تكون إسرائيل بالقلب منة.وهنا لابد من الإشارة أن العدوان القائم على غزة لا يخلو أيضا من محاولات كي الوعي المستمرة والتي تمارسها دولة الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني عبر استخدام العنف المفرط بما يشمل كل أفراد الشعب الفلسطيني وبما يشمل الأطفال والمدنييين هذا العنف المنافي لقواعد القانون الدولي والذي يستند الي ارهاب الدولة المنظم .
اضافة إلى ما تم ذكره فإن الكيان الصهيوني يسعى من خلال العدوان على غزة إلى استهداف قادة حركات المقاومة، فاستهداف تيسير الجعبري (50 عامًا) القيادي في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، والذي كان مسؤولًا عن أنشطة الحركة في قطاع غزة خلال حرب 2021. يأتي ضمن الأهداف التي يسعى اليها كيان الاحتلال الصهيوني باستمرار، كذالك الأزمة السياسية وحالة الاقتتال الداخلي التي تغرق فيها إسرائيل حاليًّا في ظل أزمة سياسية مطولة ترسل الناخبين إلى صناديق الاقتراع للمرة الخامسة في أقل من أربع سنوات. كانت إحدى الأسباب التي دفعت بالكيان الغاصب للقيام بعدوان على قطاع غزة خلال هذه الأيام وفي هذا التوقيت
غزة تقاوم والاحتلال يستدعي قوات الاحتياط
منذ بدأ العدوان الصهيوني على غزة صرحت حركات المقاومة أنها لن تقف مكتوفة الأيدي امام الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني حيث أعلنت حركة الجهاد الإسلامي إطلاق أكثر من 100 صاروخ باتجاه مدن وبلدات إسرائيلية، ردا على اغتيال القيادي بالحركة تيسير الجعبري ، بينما تتواصل الغارات الإسرائيلية متسببة باستشهاد وإصابة العشرات في قطاع غزة.وفي وقت مبكر من فجر السبت، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي "اعترضنا نحو 40 صاروخا من أصل 100 أطلقتها حركة الجهاد الإسلامي من غزة نحو المناطق المتاخمة للقطاع"، معلنا نشر بطاريات منظومة "القبة الحديدية" في المنطقة الوسطى. وقال مراسلون القنوات الاخبارية إن الصواريخ الفلسطينية اجتازت منظومة القبة الحديدية، حيث دوت صفارات الإنذار في مستوطنات غلاف غزة.
سلطات الاحتلال الصهيوني تعيش حالة من القلق والخوف حيث كما أمرت سلطات الاحتلال المستوطنيين في المناطق المتاخمة للقطاع في شريط بعمق 40 كيلومترا الالتزام بتوجيهات الجيش الصهيوني والبقاء على مقربة من الملاجئ والغرف المحصنة، تحسبا من تعرض مناطقهم لإطلاق نار وصواريخ من القطاع.ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إلغاء جميع الأنشطة التعليمية على مسافة 80 كيلومترا من غزة.
حركة الجهاد الإسلامي "لا تهدئة في ظل التصعيد الإسرائيلي"
قالت حركة الجهاد الإسلامي، لا يوجد أي حديث عن تهدئة في الوقت الحالي، وذلك وفقا لتصريحات المسؤول في الحركة داوود شهاب، معلنا الاستعداد لاستمرار المعركة، وخلق حالة استنزاف حقيقية داخل صفوف إسرائيل: سنواصل العمل في الضفة الغربية، رغم الاعتقالات التي شنتها «إسرائيل» ضد القيادات.
وأدانت حركة «حماس»، المسيطرة على قطاع غزة، العدوان الإسرائيلي على القطاع، حيث ذكرت على لسان كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أن دماء الشهداء لن تذهب هدرا. وفي السياق نفسه قال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” الفلسطينية إسماعيل هنية، إن إسرائيل تتحمل المسؤولية عن “جريمة” قصف غزة واغتيال عدد من الفلسطينيين بينهم القائد في “سرايا القدس” الجناح العسكري لـ”حركة الجهاد الإسلامي” تيسير الجعبري، مشددا على أن الأمور باتت مفتوحة على كل الاتجاهات.
وقال هنية في بيان صادر عن مكتبه، إن “الاحتلال الصهيوني يتحمل المسؤولية عن هذه الجريمة التي ارتكبها عصر اليوم وتداعيات عدوانه على شعبنا”، ”.وحسب البيان، تلقى هنية “العديد من الاتصالات على المستوى الأممي والإقليمي لبحث كيفية التعامل مع هذا العدوان الجائر”.
إدانات عربية ودولية لقصف غزة
تتوالى الإدانات العربية والدولية للقصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وفي حين وصفت مسؤولة أممية القصف بالعمل العدواني، أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا دعمهما لما وصفتاه بحق تل أبيب في الدفاع عن النفس. فقد أعربت الكثير من الدول عن إدانتها واستنكارها الشديدين للعدوان الإسرائيلي الجديد على قطاع غزة الذي أدى إلى سقوط شهداء وجرحى، كما شددت على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لوقف اعتداءات الاحتلال المتكررة بحق المدنيين، ولا سيما النساء والأطفال ،وفي هذا السياق حملت إيران الكيان الصهيوني المسؤولية عن تبعات "الهجوم الوحشي" على قطاع غزة، ودان المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني في بيان "الهجوم الوحشي لنظام الفصل العنصري الصهيوني على غزة واغتيال قادة في المقاومة ومجموعة من الفلسطينيين العزل".واعتبر أن "المسؤولية عن الجريمة وتبعات عدوان هذا النظام وهجومه على فلسطين وغزة تقع بالكامل على عاتق نظام الفصل العنصري الإسرائيلي".
في الختام يدرك العدو أن المقاومة تتّبع استراتيجية الاقتصاد في القوة في المواجهة الحالية، استعداداً لطُول أمدها، الأمر الذي تركه في حالة تردد. فبينما يسعى لتقصير مدة المواجهة، يخشى أن يقع في مصيدة الاستنزاف. وإذا ما سعى لضربات عسكرية كبيرة ورفع كثافة النيران، فإنه يخشى أن يؤدي ارتفاع عدد الشهداء والخسائر إلى مستوى نيران أكبر من المقاومة، وقد يجد العدو نفسه في أتون معركة طويلة وعنيفة لم يستعدّ لها.
إن إطالة أمد المواجهة العسكرية وعدوان الاحتلال على غزة، ستفتح أمام العدو عدداً من المهدّدات، الداخلية والخارجية. فعلى الصعيد الخارجي، يخشى أن تتطور المعركة، وترفع المقاومة مستوى النار، الأمر الذي قد يؤدي إلى حرب متعددة الجبهات، تشارك فيها كل مكونات محور المقاومة. ويخشى أن تتحرك ساحات فلسطين المحتلة كافةً، كما حدث إبّان معركة "سيف القدس" في أيار/مايو 2021، ولا سيما فلسطينيو الداخل المحتل. وبعد أن كان العدو يهدف إلى إنجاز موضوعي، ويُزيل تهديداً محدَّداً، ينجرّ إلى حرب إقليمية طويلة وشاملة، في وقت يعاني مجتمعه انقسامات غير مسبوقة، وتشكو قيادةُ جيشه ضعفَ الإرادة القتالية لجنودها.