الوقت - تعزز الصين مكانتها الدولية وتسرق الأضواء من الولايات المتحدة الأميركة بالتأكيد على موقفها الرافض للتعاون مع أي قطب من شأنه لوي ذراع سورية وضرب بنيتها التحتية وكان لهذا أبعاد دولية، وفي هذا الصدد أجرت مراسلة موقع الوقت الإخباري مقابلة مع الامين العام لحزب التضامن الوطني الديمقراطي الدكتور " سليم الخراط" .
الوقت: ما هي غاية الصين من خلق تقارب سياسي بينها وبين الدولة السورية؟
د. سليم الخراط: حول هذه الغاية نجد انفسنا أمام بحث وتحليل حول الدور الصيني القادم في سوريا وهو بمثابة رسائل متعددة لأميركا ودعم للجمهورية العربية السورية من أجل عدالة القضية السورية حين تضع الصين سوريا نصب أعينها هدفا لتحقيق مصالح إنسانية تسعى لتحقيقها عبر علاقاتها المتوسعة في العالم وتكون سورية محطة من أهم المحطات في التعاون وبناء هذه العلاقات ، فهنا يتضح أن للصين مواقف ومبادئ إنسانية وهي قادمة لتساعد ليس سورية فقط بل الكثير من البلدان التي تعاني من أزمات مفتعلة من قبل من يدعي أنه الشرطي العالمي والقطب الأوحد والذي هو يحكم أنظمة العالم ويفرض سياساته عليها ويحكمها من خلال أنظمة حليفة له تنتهج نهج الدكتاتورية في معاملة شعوبها .
الوقت - ما هو الهدف الأساسي من مساعدة الصين لسوريا وفي أي المجالات تبرز هذه المساعدة ؟
د. سليم الخراط: قبل أيام، استقبل وزير خارجية سورية، الاستاذ فيصل المقداد، نظيره الصيني، وانغ يي، لدى وصوله إلى مطار دمشق الدولي، حيث كانت الزيارة هادفة لبدء وضع اتفاقيات وبرامج وآليات تعاون ما بين الدولتين؟
الوزير الصيني ممثلا القيادة الصينية التقى قائد الوطن، السيد الرئيس بشار الأسد، مؤكداً دعم القيادة الصينية للسيادة السورية على كامل أراضيها واسترجاعها وقد أكد أن المحاولات التي تحاول النيل من سورية مفتعلة وممنهجة وعلى من يحاول النيل من السيادة السورية ومن شعب سورية التخلي عن وهم تغيير حكومة الدولة السورية التي انتصرت في جميع المواقع وتحملت وشعبها الحصار الجائر من دول تحالف محور الشر الذي تقوده الولايات المتحدة الاميركية وأعوانها .
فالزيارة تعتبر مهمة لأول مسؤول صيني رفيع المستوى يزور سورية منذ أكثر من عقد، على الرغم من الدعم الديبلوماسي الهائل الذي قدمته بكين للدولة الوطنية السورية وقيادتها خلال ما سمي ثورة شعب ضد قيادته والتي تحولت بحرفية ومنهجية مبرمجة بتخطيط الشيطان الأكبر وأعوانه لحرب طاحنة دمرت جزءاً كبيراً من البنى التحتية لسورية وشردت ملايين السوريين في الداخل والخارج .
الوقت : وفي أي المجالات تبرز المساعدة الصينة لسورية ؟
د. سليم الخراط: الصين لديها سياسة خارجية مبنية على وحدة شعبها وقوتها الاقتصادية والعسكرية عالمياً وهي إلى جانب روسيا الاتحادية تتوجهان معا نحو فرط عقد القطب الواحد نحو تعدد القوى والاقطاب في مواجهة القطب الواحد الذي يحاول فرض هيمنته على دول العالم، حيث إن الصين بلد اليوم في رحلة لدعم الانسانية ووجودها ويهتم كثيراً بسجل حقوق الإنسان في بلدان العالم الحليفة والصديقة وتساعدها بالارتقاء والاصلاح والاعمار والتطوير والتحديث وهي التي تمتلك اليوم التكنولوجيا المتنوعة على كل الأصعدة وفي كل المجالات التي تقدمها وتتعاون على نشرها بين أصدقائها وحلفائها في محلة متطورة من الانشطار العالمي والذي يحدد الاقطاب القادمة وتسمياتها.
الوقت: ما هو سبب قلق إسرائيل من هذا التقارب بين سورية والصين؟
د. سليم الخراط: أهمية سوريا بالنسبة للصين تنطلق وتكمن في موقعها العالمي المميز وما تمثله من عقدة رئيسة لطريق الحرير، وأيضا في ما تمثله سورية بين المنظمات الدولية التي تنتمي سوريا لعضويتها، إضافة إلى الثروات الطبيعية المتعددة، من النفط والغاز والفوسفات والقطن وو...إلخ ... والذي سيكون للصين تعاونها واتفاقاتها في شراء الكثير من المواد لدعم سورية بمشتر قوي ومباشر بعيدا عن أي احتكار لإخراج سورية من دوامة الحصار المطبق عليها حتى.
لذلك كانت ولاتزال الصين متهمة بشكل كبير في "جعل سوريا جزءا من مبادرة الحزام والطريق، وتأمين نوع من طرق النقل عبر العراق وإلى سوريا، والذي من شأنه أن يعلل بأن يعطي الصين الفرصة للوصول إلى منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، فالعلاقة مع دمشق ستمنح بكين "حليفاً في مواجهات متعددة عالمياً من خلال دورها وما تمثله سورية في منظمات دولية وانسانية متعددة، وسيكون الى جانبها حليف سوري يقف معها واصدقاؤه في محور المقاومة حين تتم محاولة انتقاد الصين ومحاولة الاشارة الى وجود سجل لها في حقوق الإنسان ومحاولة النيل منها من هذه البوابة، وبذلك تجد الصين بهؤلاء انهم هم الاصدقاء الحلفاء وفي طليعتهم سورية وهم من سيقف معها، فللصين الحق في تحقيق موقع دولي عالمي مميز هي اليوم تستحقه وبجدارة، وهي ستكون بين أحد الاقطاب الكبرى التي ستتحالف معها عالميا لتكون القوة والقطب الموازي بل الاقوى والبديل للولايات المتحدة في المحيط الهادئ والعالم، في الشرق الأوسط بشكل خاص .
ولكن تبقى المتضررة والاكثر قلقا من التقارب الصيني السوري الى هذا المستوى من العلاقات هي إسرائيل الكيان الصهيوني المؤقت والذي يسير في مرحلة الزوال وهي التي ستخسر الكثير في ظل هذا التعاون بعد ما خسرته في روسيا الاتحادية من خلال موقفها لجانب الرئيس الاوكراني زيلنسكي، وسنشهد تراجعا عربيا للمهرولين المطبعين .. .
الوقت: إلى أي مدى تساعد هذه المساعدات على تحسين الأوضاع المعيشية في سورية ؟
د. سليم الخراط: العلاقات السورية والدبلوماسية السورية التي توجت ببداية طيبة لعلاقات مع الصيني اليوم تتوازى مع الدور الروسي، فسورية تمتلك الكثير من الأصدقاء حول العالم رغم الحصار الجائر عليها ولكنها في الوقت ذاته تهتم جدا بالحصول على حليف قوي اقتصاديا وعسكريا إلى جانب الحليف والصديق الروسي، وتدرك سورية ضرورة موازنة الدور الروسي والصيني القادم معا في سورية، وهي في الوقت ذاته تتوجه من خلال جبهات متعددة ومنها انها تبحث عن مصدر قوي لمساعدات اقتصادية وعن العون فيما يتعلق بمواجهة فيروس كورونا ومتحوراته ، وعن المساعدة في الملف الاهم المتمحور حول الاعداد والبحث في آليات تنفيذ إعادة الإعمار، والصين ومعها روسيا معا اصدقاء وحلفاء سيحلون هذه المعادلة والتي هي المعضلة الأهم التي تواجهها سورية وتكريس انتصاراتها واستمرار أمنها وأمانها وتحقيق استقرارها، لذلك الصين بدأت السير على الطريق وستحقق الكثير في القادم من الآن.
وأعلنت الصين أنها ستستثمر ملياري دولار في سوريا، كما أن وزير الخارجية الصيني قال إن المجتمع الدولي يجب أن يدعم إعادة الإعمار في سوريا، لكن هذا لم يتحقق على أرض الواقع مبدئيا، فالمساعدات الصينية سابقا لسوريا لا تذكر مقارنة بالمساعدات الغربية، وهذا لأن أهمية الدولة السورية لبكين هي أهمية سياسية أكثر مما هي اقتصادية مبنية على علاقات تعاون وتفاهمات تاريخية.
البعض يروج لمخاطر الاستثمار الصيني، لكننا على ثقة من أن الاستثمارات الصينية غالبا ما يتم ربطها بتعاونات ومعاهدات شفافة تثبت حسن التعاون ونجاحه بين الصين وهذه الدول فالصين لديها الكثير من الموارد المالية والتكنولوجية والصناعية وهي دولة مقرضة ومستثمرة في آن معا.