الوقت- خطوة جديدة يقوم بها كيان الاحتلال الإسرائيلي، في محاولته لتكريس احتلاله للجولان السوري.. دمشق طلبت رسمياً من الأمم المتحدة التدخل بشكل واضح لوقف مشروع مولدات الرياح التي يشرع كيان الاحتلال في إنشاءها في الجولان السوري المحتل. وطالبت أيضاً من المجتمع الدولي التدخل لوقف الانتهاكات الاسرائيلية ووضع حد لها. كيان الاحتلال يزعم أن هذه التوربينات هي من أجل توليد الطاقة الكهربائية حيث تعتبر مرتفعات الجولان المحتلة ممراً رئيساً للرياح النشطة القادمة من الغرب، لهذا يعتبرها كيان الاحتلال منطقة مناسبة لنشر مولدات الرياح، هذا في الظاهر ولكن في الباطن هذه التوربينات لها أثار سلبية مضرة جداً سواء على مرتفعات الجولان المحتلة أو محافظة القنيطرة السورية، حيث ينوي كيان الاحتلال إنشاء 41 توربينة رياح، يبلغ ارتفاع الواحدة منها 220 متراً، وهي التوربينات الأكبر حجماً المستخدمة في العالم على اليابسة لغاية الآن.
المشروع في حال إقامته سيؤدي إلى آثار خطيرة ومدمرة على أهالي الجولان المحتل، وسيفضي لتدمير جزء مهم من الاقتصاد الزراعي التقليدي المتمثل بزراعة الأشجار المثمرة، بسبب تجريف الأراضي وخصوصاً أن السكان يعتمدون بشكل أساسي على الزراعة، وبالتالي خنقهم ومصادرة أراضيهم ووضعهم في وضع اقتصادي صعب، إضافة إلى أن هذه التوربينات ستؤثر على صحّة السكان الذين سيتعرضون للضجيج والموجات تحت الصوتيّة والوميض، الأمر الذي سيؤدي إلى اضطرابات سمعية وأمراض تؤدي إلى السرطان، حيث إن التروبينات حجمها وعددها كبير جداً وقريبة من المناطق السكنية وبالتالي هي ملاصقة للسكان بشكل مباشر.
قبل الحرب على سوريا كان عدد كبير من المزارعين الدروز في مرتفعات الجولان المحتلة يبيعون محاصيلهم إلى الحكومة السورية عبر معبر القنيطرة بواسطة الأمم المتحدة، وهو ما كان يؤمن لهم عوائد مالية جيدة ويقطع الطريق عن كيان الاحتلال في محاولته لإختراقهم، والآن وبعد أن عادة الأمور إلى نصابها في الجنوب السوري أُعيد افتتاح معبر القنيطرة، وبالتالي بات بإمكان المزارعين في الجولان بيع محاصيلهم للدولة السورية، فقام كيان الاحتلال بهذا المشروع بهدف إغراق الأهالي في البطالة والديون وأخذ أراضيهم وتجريفها.
هذا المشروع سيؤدي أيضاً إلى تقييد التوسع العمراني لثلاث قرى سورية محتلة من أصل خمس تبقت في الجولان بعد الاحتلال عام 1967، هي مجدل شمس ومسعدة وبقعاثا، ما سيفاقم أزمة السكن الخانقة التي يواجهها سكان هذه القرى، وتحرص سلطات الاحتلال على جعل التوربينات بعيدة عن المستوطنات، وذلك خوفاً على حياة مستوطنيها وحماية لهم من أضرار هذه التوربينات بينما لا تقيم الاعتبارات اللازمة لمصلحة وصحة السكان السوريين بوصفهم السكان الأصليين لهذه الأرض.
هذه التوربينات تخلق أزمة دينية أيضاً لأبناء الطائفة الدرزية التي تقيم في المنطقة، حيث إنها ستنتشر في أرضهم بدلاً من الشجر والزرع، وبالتالي ستشوه العلاقة ما بين الإنسان والأرض وهي علاقة مقدسة في معتقدات الطائفة الدرزية. ويؤكد الأهالي أن هذه التوربينات ستنال من الرابط المقدس الذي يشدّهم إلى أرضهم، هذا الرابط الذي يورَّث من جيل إلى جيل، حيث يعتبرون أن هذه المراوح العملاقة رمز لتكريس الاحتلال الإسرائيلي على هضبة الجولان المحتل. وهذا الأمر يُعتبر محاولة أُخرى من محاولات الاضطهاد الديني الذي تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي التي تحتلها فتفرض ما تريده ولا تراعي الحقوق الإنسانية والدينية لأهالي هذه المناطق وسكانها الأصليين.
بناء هذه التوربينات بعد مصادرة أراضي أصحابها ستكون له نتائج كارثية على المدى البعيد لأنها ستنزع الصفة الحقوقية لأصحابها وأنها ملكهم وتصبح الأراضي ملكاً لكيان الاحتلال الإسرائيلي، وبالتالي سلب الأهالي أراضيهم والأراضي المحيطة بالتوربينات وتكريس سيطرة كيان الاحتلال الإسرائيلي على الجولان السوري المحتل الذي اعترف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بأنه جزء من إسرائيل.