الوقت- في اطار دعم الصين لحقوق الانسان بما يتماشى مع مبادئ الانسانية والحياد والنزاهة جددت الصين مطالبتها برفع الاجراءات القسرية الغربية أحادية الجانب المفروضة على سورية بشكل فوري وكامل داعية مجلس الأمن الدولي إلى وضع أحكام واضحة لتحقيق هذا الغرض، موقف لافت وداعم وكان لا بد من الوقوف عنده ومناقشة أبعاده وأثاره على سورية والشعب السوري، وفي هذا الصدد أجری موقع الوقت الاخباري التحليلي مقابلة مع الباحث الإعلامي السياسي الاستاذ الدكتور " حسام الدين خلاصي" تناولت فيها الجوانب التالية:
الوقت : ما هو موقف الصين من العقوبات الأمريكية القاسية ضد سوريا؟
حسام الدين خلاصي: موقف الصين من العقوبات الامريكية على سورية الحقيقة هو مكمل لما بدأته الصين من مواقف منذ بداية الحرب على سورية لكن عندما وجدت أمريكا أن الإرهاب لم يجد نفعاً وأن هناك انتصارات تتقدم بها سورية مع حلفائها على الإرهاب بدأت أمريكا بتطبيقات قانون قيصر وطلبت من شركائها وحلفائها أن يدعموا هذا القانون ويضيقوا الخناق على سورية لذلك رفضت الصين هذه العقوبات اللإنسانية منذ البداية جهاراً وربطت ذلك بالسياسات الأمريكية التي اعتاد العالم عليها منذ نهايات القرن الماضي امتدادا لهذا القرن بأن امريكا باتت تحارب الناس بلقمة عيشهم وهو أسلوب لا يليق بحقوق الإنسان ولا بالمواقف الصينية الداعمة لكل دولة تدافع عن سيادتها الوطنية وبالتالي هو موقف مشرف ومهم جداً كونها أحد الدول الخمسة الأعضاء في مجلس الأمن.
الوقت: ما سبب اتخاذ الصين هذا الموقف في مثل هذا الوقت؟
حسام الدين خلاصي: توقيت مثل هذه المواقف في الحقيقة كانت بداية المواجهة بين الصين وأمريكا ....تلك المواجهة التي لم تكن واضحة بصورة عامة ولكن الآن تعتبر سورية أحد الساحات المهمة جدا لهذه المواجهة بين أمريكا وخصومها وفي طليعتهم على ما أعتقد والأكثر إخافة للاقتصاد الأمريكي هي الصين لذلك أعتبر أن ما تفعله الأن أمريكا يجب ان يواجه بكل حزم حيثما تستطيع الصين أن تنال من القرارات الامريكية الجائرة المتخذة بحق الشعوب وبالتحديد بالمسألة السورية اذ هي ساحة صراع حقيقة بين السياسات الأمريكية وسياسات الحلفاء وطبيعي أن نشير إلى أن الصين هي من الحلفاء المهمين جدا الذين سعوا من الحديقة الخلفية دائما لمؤازرة سورية في مواقفها واليوم هم يواجهون أمريكا حقيقة أيضا في سورية.
الوقت: ما أثر هذا الدعم في إنهاء العقوبات عن سوريا؟
حسام الدين خلاصي: موضوع أثر هذا الدعم لرفض العقوبات على سورية.... أعتقد سيدخل في مجال البازار الكلي يعني في حال انتهاء هذه الاضطرابات الدولية وخاصة بين أمريكا والصين لكن بالمدى القريب أنا لا اعتقد الا أنه تسجيل مواقف الحقيقة وهي مواقف قوية اذ إن الصين مستمرة في دعم الاقتصاد السوري بما تستطيع بشركاتها وبمساعداتها وفي هذا تحدٍ للحصار الأمريكي وتحدٍ للعقوبات وإن لم يكن بالصورة الكبيرة لكن فيه تحديا واضحا وحقيقة إن المساعدات الصينية والخطط الصينية من اجل إعادة البناء والإعمار في سورية هي خطط مهمة وواعدة مع الشركاء السوريين، لذلك اعتقد ان الصين لا تنظر الى هذه العقوبات وانما لديها مسار واضح نظراً لأهمية الجغرافيا السورية والقيادة في سورية والشعب السوري بالنسبة للصين ما يتقف مع العقيدة السياسية والقتالية للصين وبهذا يكمن دور الدعم المهم جدا في هذه الفترة .