الوقت - زمرة المنافقين، التي لم تظهر في العقود الأربعة الماضية إلا من خلال عقد اجتماع سنوي لإظهار أنها لا تزال حية وتتنفس، لكنها هذا العام، خلافاً لعادات السنوات الماضية، لم تتمكن من عقد اجتماعها السنوي، للإشارة إلى آخر أنفاس هذه المجموعة الإرهابية.
حيث كان من المفترض أن تعقد هذه المجموعة اجتماعها السنوي في اليوم الأول والثاني من أغسطس في ألبانيا، لكن هذا الاجتماع ألغي بحجج واهية.
في تبرير سبب عدم سماح الحكومة الألبانية بعقد هذا الاجتماع، صرح أحد أعضاء مجلس المنافقين، دون إبداء أي تفسير حول معارضة الحكومة الألبانية لعقد هذا الاجتماع، بأن مصدره هو تهديدات أمنية، وأكد أن اجتماعات هذه المجموعة تعرضت للتهديد من قبل، وحتى مكان اجتماع المنافقين كان من المفترض استهدافه بقذائف الهاون.
يدعي المنافقون التعرض لأعمال إرهابية، في حين أن هذه المجموعة خططت لآلاف الاغتيالات ضد قادة وشعب إيران منذ الثورة الإسلامية، وحسب التقديرات الرسمية، فقد استشهد 17 ألف شخص بسبب أفعال هذه المجموعة.
إن إلغاء اجتماع المنافقين بحجة التهديدات الأمنية ادعاء كاذب، ويبدو أن نصاب عدد الأشخاص الذين كان ينبغي أن يحضروا هذا الاجتماع السنوي لم يكتمل، ولهذا السبب اضطروا إلى إلغائه للحفاظ على ماء الوجه وعدم تشويه صورتهم.
كما أن أحد الأسباب التي ربما أدت إلى إلغاء هذا الاجتماع، هو أن اجتماع هذا العام ربما كان خالياً من الشخصيات الغربية البارزة التي حضرت هذا العرض في السنوات السابقة لتلميع صورة المنافقين، وبالتالي كان البعد الدولي للاجتماع في مستوى منخفض.
في السنوات الماضية، أنفق المنافقون أموالاً طائلةً على دعوة بعض كبار المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين إلى اجتماعهم السنوي، من أجل إعطاء الانطباع بأنهم يحظون بالدعم القوي من الغربيين. لكن الوثائق التي تم الكشف عنها في هذا السياق، تظهر أن أشخاصًا مثل جون بولتون حضروا هذا الاجتماع مقابل تلقي ملايين الدولارات، ولم يكونوا في الواقع ممثلين رسميين لبلدانهم.
الإفلاس الأيديولوجي
خلال الأربعين عامًا الماضية، فشلت مجموعة المنافقين، التي تسعی للاستيلاء على السلطة في إيران، فشلاً ذريعاً في أيديولوجيتها في جذب قوى جديدة من الشباب الإيراني في الخارج والداخل.
والصور والفيديوهات المنشورة لأعضاء هذه المجموعة، تُظهر كبار السن الذين تواجدوا في هذه المجموعة منذ بداية الثورة في إيران وما زالوا يحاولون تحقيق مشروعهم الفارغ، ولم تتم إضافة أشخاص جدد إلى هيکل المجموعة.
وعلى الرغم من أن قادة المنافقين حاولوا الاستفادة من حالة السخط والتجمعات الاحتجاجية في المدن الإيرانية في السنوات الأخيرة وإعلان أنفسهم أنهم يناصرون الشعب، إلا أن المنافقين لم يكتسبوا أي قاعدة شعبية داخل إيران، ودعمهم الظاهري للمتظاهرين لن يجدي نفعاً أيضاً.
من ناحية أخرى، اتخذ المنافقون، المدعومون مالياً من السعوديين والصهاينة، إجراءات ضد إيران في المحافل الدولية في العقد الماضي من أجل استفزاز الغربيين لمواصلة الضغط على طهران، لكن هذه التحركات التي كان هدفها إرضاء الرأي العام داخل إيران ، كان لها نتيجة معاكسة، لأن الكراهية الشعبية ضد هذه المجموعة قد ازدادت بسبب النظرة السلبية الموجودة ضد السعوديين في إيران.
کما أن الاجتماع السنوي للمنافقين، والذي كان يقام دائمًا في فرنسا لإظهار أن هذه المجموعة تمكنت من اختراق قلب أوروبا، هذا العام وعلى عكس السنوات السابقة، انتقل إلى ألبانيا التي لم تنجح حتى في إقامة الاجتماع، وبالتالي يبدو أن السلطات الغربية تشعر بخيبة أمل أيضًا من صعود المنافقين في إيران.
هذه الدول دعمت النظام البعثي العراقي في الحرب المفروضة علی إيران، ثم راهنت علی المنافقين حتى تتمكن من إيصالهم إلى السلطة، لكنها فشلت في دفع خططها.
حتى أن بعض الدول مثل السويد التي دعمت المنافقين، حكمت مؤخرًا على المواطن الإيراني "حميد نوري" بالسجن المؤبد بذريعة كاذبة، وتکون بهذا قد راهنت على حصان خاسر مسبقاً لا يستطيع العودة إلى إيران.
إن قادة المنافقين، إضافة إلى عدم قدرتهم على اختراق جسد المجتمع الإيراني، لديهم خلافات جوهرية حتى فيما بينهم. وكانت بعض المصادر قد أعلنت في الأيام الأخيرة أن الوفاة المشبوهة للشخص الثاني في المجلس المركزي للمنافقين في الأشهر الستة الماضية، عززت شبهات التطهير والانقلاب بين قيادة هذه المجموعة.
وبناءً على ذلك، تم الإعلان عن مقتل "فاطمه كوه كن" و"حميدة طاعتي" وهما من الأعضاء رفيعي المستوى في المنافقين. وحسب الخبراء، فإن هذا الإجراء تم بأمر من مريم رجوي، قائدة هذه المجموعة، لأن رجوي لا تنوي تقاسم السلطة مع أي شخص ولا تتسامح مع أي معارضة.
وفي العقدين الماضيين أيضًا، اختفى العديد من كبار المسؤولين في هذه المجموعة، مثل مسعود رجوي، لأسباب مختلفة لم يتم نشرها حتى في وسائل الإعلام، ما يدل علی صراع على السلطة داخل هذه المجموعة.
مع التنقل المتكرر للمنافقين بين الدول الأوروبية، أصبحت هذه المجموعة کأسرة لا تملك بيتاً ولا يوجد بلد على استعداد لتحملها لفترة طويلة، وقد وصل بها الأمر إلى عدم مشارکة أحد في مؤتمراتها، لأنه قد ثبت للجميع أن هذه المجموعة لا مصداقية لها ولا أمل في وصولها إلی السلطة في إيران.