لوقت- الكل معرض للإعتقال والإضطهاد وسلب الحرية بجميع أنواعها في كيان الإحتلال الاسرائيلي، فإن كنت يهودياً إسرائيلياً فهذا الأمر لن يشفع لك عند سلطات الإحتلال إذا إنتقدتها وفضحت فظائعها.. المحامي الإسرائيلي البارز والذي يعمل في مجال حقوق الإنسان، ميخائيل سفارد، أعلن أنه تلقى تهديداً من وزارة حرب الإحتلال بسبب عمله مع منظمة غير حكومية فلسطينية تصنفها إسرائيل على أنها منظمة إرهابية. حيث يمثل سفارد مؤسسة الحق، إحدى المنظمات الفلسطينية الست التي تم يصنيفها الاحتلال على أنها إرهابية وهي مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، والحركة العالمية للدفاع عن الأطفال – فلسطين، والحق، وإتحاد لجان العمل الزراعي، وإتحاد لجان المرأة العربية، ومركز بيسان للبحوث والإنماء.
وزارة حرب الإحتلال إدعت أنها تتهم سفارد، بأنه يتلقى أموالاً مصدرها إرهابيين في إشارة إلى ألاتعاب التي يأخذها من منظمة حق التي تتهم تل أبيب بأنها على صلة بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي يصنفها الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بأنها منظمة إرهابية، ولم ينشر الإحتلال أي دليل يبرر قراره أو يدعمه. فيما قالت تسع حكومات أوروبية، أنها ستواصل التعاون مع المنظمات الست غير الحكومية لعدم تسلمها معلومات جوهرية من إسرائيل تدعم تصنيفها.
سفارد له باع طويل في إنتقاد كيان الإحتلال الإسرائيلي، حيث اعتبر في مقال سابق له أن المستوطنين بحاجة لثلاث جلسات اسبوعية مع الأطباء النفسيين، وان المستوطن لو جلس مع الطبيب فسوف يستنتج الأخير بأول دقيقة بأنه يعاني من أسوء انواع التطرف وعدم الوعي للذات. وتسائل كيف يحق للاسرائيليين انتقاد روسيا على ما تفعله في أوكرانيا، والإسرائيليين نفسهم يمثلون أحد الاحتلالات الأكثر وحشية والأكثر استمرارية في العصر الحديث على ملايين الفلسطينيين.
كيان الإحتلال بني بشكل أساسي على إنتهاك حقوق الإنسان، وتفنن على مدى العقود الماضية في ابتكار طرق مختلفة لتعزيز هذا الإنتهاك بداية من مجازره بحق أبناء الشعب الفلسطيني التي بدأت أوائل القرن الماضي وتحديداً في عام 1909 عندما تأسست عصابة هاشومير، وكان يرأسها إسحاق بن تسفي وهو ثاني رؤوساء كيان الإحتلال الإسرائيلي وكانت هذه العصابة النواة الاولى لعصابة الهاجاناه، التي ارتكبت مئات المجازر بحق أبناء الشعب الفلسطيني وتدمير قراهم وذلك بدعم مباشر من بريطانيا، والهاجاناه كان يرأسها إسحاق رابين وأرئيل شارون والأخير تحديداً ارتكب الفظائع بحق الفلسطينيين والعرب والمسلمين، حيث كان مسؤولاً عن المجازر في الضفة الغربية وقطاع غزة، وصبرا وشاتيلا في لبنان، وقتل الجنود المصريين ودهسهم بالدبابات في سيناء اثناء نكسة حزيران لعام 1967، ثم المجازر أبان الانتفاضة الأولى إنتفاضة الجحارة أو الثانية إنتفاضة الأقصى عندما دنس المسجد المبارك بدخوله اليه.
العنصرية والاضطهاد امتدت إلى داخل المجتمع الاستيطاني أو الذي يسمى زورا المجتمع الاسرائيلي، حيث أنه يتكون من عدة قوميات على رأسها اليهود الأشكناز الذين قدموا من أوروبا الشرقية وسيطروا على الكيان بشكل كامل وتولوا مقاليد الحكم، وتم تمثيلهم لاحقاً بحزب العمل، والنوع الاخر من اليهود وهم درجة ثانية في كيان الإحتلال وهم اليهود الشرقيين والذين يسمون بالسفارديم، والنوع الثالث هم الدرجة الاخيرة في كيان الإحتلال وهم يهود الفالاشا القادمين من افريقيا وعلى رأسها أثيوبيا، وهؤولاء يمارس بحقهم جميع أنواع الإضطهاد في كيان الإحتلال.
العنصرية والاضطهاد أمور تكاد تكون السمة الحقيقية والواضحة لكيان الإحتلال والصراع بين أطراف المثلث هذا (الاشكناز، السفارديم، الفالاشا) ستؤدي في النهاية إلى تدمير الكيان ذاتيا خصوصاً في ظل وجود فوارق كبيرة وكثيرة بينهم، وهذه الأمور لو استمرت لأقل من عقد سيقوم الإحتلال بإنهاء نفسه بنفسه، وهذا أمر أعترف به قادته بنفسهم وعلى رأسهم رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، الذي أكد أن كيانه يقف أمام اختبار حقيقي، ويشهد حالة غير مسبوقة يقترب فيها من الإنهيار. وأضاف أن الدولة العبرية تاريخياً تفككت مرتين بسبب الصراعات الداخلية الأولى عندما كان عمرها ثمانينَ عاماً، والثانية في عمر السابعة والسبعين، والآن هي الحقبة الثالثة للدولة العبرية التي تقترب من العقد الثامن على حد تعبيره. بينيت أشار إلى أن دولة الإحتلال وصلت قبل عام إلى واحدة من أصعب لحظات الإنحطاط التي عرفتها على الإطلاق، حيث دخلت في فوضى ودوامة الانتخابات التي لا تنتهي وذلك وسط شللٌ حكوميٌ، واحتراق مدن اللد وعكا وذلك في ظل وجود حكومة عاجزة ومتنازعة، تقدس الرجل الواحد في اشارة إلى رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو.
تصريحات الإنهيار والزوال لم تكن جديدة على الشارع الاسرائيلي، فقبل عدة أشهر خرج وزير حرب الإحتلال بيني غانتس، ليعبر عن مخاوفه الوجودية على مستقبل الكيان. ويضيف أن هناك مخاوف من سيطرة الفلسطينيين على إسرائيل في المستقبل القريب. تصريحات غانتس تتقاطع مع مقال لرئيس حكومة الإحتلال الأسبق إيهود باراك، الذي شغل أيضاً مناصب عليا بينها رئاسة الأركان في جيش الاحتلال، يثير فيه قلقاً كبيراً مما سماها لعنة العقد الثامن التي عاشتها الممالك اليهودية السابقة، وقد تطيح بدولة الإحتلال خلال السنوات القريبة.