الوقت- يوم الاربعاء الماضي ضرب زلزال ولايتين بجنوب شرق أفغانستان وسقط أكثر من 1000 قتيل و1500 جريح، فيما تواصل السلطات انتشال الجثث ونقل المصابين إلى المستشفيات عبر المروحيات وسيارات الإسعاف. وفي وقت سابق، أعلنت وكالة إدارة الكوارث بأفغانستان أن زلزالا ضرب شرق البلاد، وخلف عددا هائلا من القتلى والجرحى. وقال رئيس الوكالة محمد نسيم حقاني إن غالبية الوفيات المؤكدة كانت في إقليم بكتيكا. وأضاف إنه تم الإبلاغ عن وفيات أيضا في إقليمي ننغرهار وخوست، في الوقت الذي تتحقق فيه السلطات من سقوط مزيد من الضحايا.
وقال بلال كريمي مساعد المتحدث باسم الحكومة الأفغانية إن "الكثير من المنازل دُمرت، وإن سكانها لا يزالون تحت الأنقاض". وقال مركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي -في تغريدة على تويتر- إن الهزة شعر بها 119 مليون شخص في باكستان وأفغانستان والهند على امتداد 500 كيلومتر تقريبا. وشعر الناس بالزلزال في العاصمة الأفغانية كابل، وكذلك في العاصمة الباكستانية إسلام آباد، وفق روايات شهود نشرت على موقع "مركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي" ومغردين على تويتر.
وتسببت الأمطار الغزيرة في عدد من حوادث انزلاق للتربة، أدت إلى تباطؤ جهود الإغاثة وألحقت أضرارا بخطوط الهاتف والكهرباء. وصرح محمد امين حذيفة رئيس الاعلام والثقافة في ولاية بكتيكا لوكالة "فرانس برس" أنه من الصعب جدا الحصول على معلومات من الارض بسبب "الشبكة (الهاتف) السيئة". وأضاف: "من الصعب الوصول إلى المواقع المتضررة" وخصوصا أن "المنطقة شهدت الليلة الماضية فيضانات ناجمة عن هطول أمطار غزيرة"، مؤكدا أنه لا يوجد تقييم جديد حتى الآن.
بدوره، أعلن منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في أفغانستان رامز الأكبروف في مؤتمر صحفي أمس أن ما يقرب من ألفي منزل دمرت جراء الزلزال، مضيفاً إن نقص المعدات أدى إلى إبطاء عمليات الإغاثة. فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش المجتمع الدولي إلى "المساعدة في دعم مئات العائلات المتضررة من هذه الكارثة" في الوقت الذي تعاني فيه البلاد بالفعل "من آثار سنوات من النزاع والصعوبات الاقتصادية والجوع"، ونشر نشطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي مئات المقاطع المصورة من البلد المنكوب، كما أظهرت بعض الصور والفيديوهات أطفالاً فقدوا كامل أُسرهم تحت الأنقاض.
المساعدات الانسانية الدولية لافغانستان
بدأت الجمعة الماضية طلائع المساعدات الإنسانية الوصول إلى المناطق التي ضربها الزلزال في ولاية باكتيكا الأفغانية. ونظرا لصعوبة الوصول إلى القرى والبلدات المنكوبة برا، يتم ارسال المساعدات الدولية إلى العاصمة كابل والولايات المحيطة، ومنها إلى المناطق المتضررة من الزلزال. ويتم إيصال المساعدات عبر مروحيات إلى المناطق المتضررة مثل غيان وبارميل وقراهما في باكتيكا. وإضافة إلى المؤسسات التابعة للأمم المتحدة، تبرعت منظمات دولية مختلفة بمساعدات إنسانية للمتضررين شملت أغذية وأغطية ومستلزمات طبية.
ولقد ارسل الهلال الأحمر الايراني مساعدات انسانية إلى أفغانستان وقال رئيس جمعية الهلال الأحمر في مدينة باكدشت: بعد الزلزال الذي ضرب أفغانستان، تم إرسال مساعدات إنسانية من جمعية الهلال الأحمر لمحافظة طهران إلى هذا البلد من قاعدة ثامن الحجج (ع) في مدينة باكدشت. وقال صفر علي حسين أبادي يوم الجمعة الماضي: توجد في محافظة طهران أربع قواعد إلاغاثة واحدة من أكبرها تقع في مدينة باكدشت وفي حوادث مختلفة يتم ارسال المساعدات المخزونة في هذه القاعدة الى مناطق الحادث للمساعدة الإنسانية. واضاف: قام رجال جمعية الهلال الأحمر الباكستاني الليلة الماضية بعد الزلزال الذي ضرب أفغانستان بتحميل البضائع اللازمة في المناطق التي ضربها الزلزال في مناطق أفغانستان الصديقة والمجاورة وأرسلوا هذه المواد إلى هذه المناطق". وأشار حسين أبادي إلى أن هذه السلع شملت400 خيمة إغاثة و 800 لوح سجاد.
وقدم الهلال الأحمر التركي مساعدات غذائية إلى 500 أسرة، فيما وزعت هيئة الإغاثة الإنسانية التركية وجبات طعام ساخن على 500 شخص وقالت وزارة الخارجية الصينية يوم السبت إن الصين ستقدم مساعدات إنسانية بقيمة 50 مليون يوان (7.5 ملايين يوان لأفغانستان بعد تعرضها لزلزال أدى إلى مقتل أكثر من ألف شخص في الأسبوع الماضي. وذكرت الوزارة في بيان على موقعها على الإنترنت أن المساعدات ستشمل الخيام والمناشف والأسرة ومواد أخرى.
وقالت الهند إنها أرسلت فريقا فنيا إلى العاصمة الأفغانية كابول لتنسيق إيصال المساعدات الإنسانية وذلك في أعقاب الزلزال القوي الذي ضرب شرق أفغانستان وأسفر عن مقتل ألف شخص وفقا لما أفادت به وسائل إعلام رسمية. ونقلت وزارة الشئون الخارجية الهندية قولها في بيان إنه تم نشر الفريق إلى سفارتها في العاصمة الأفغانية، حيث إن السفارة كانت شاغرة منذ تولي حركة طالبان مقاليد الحكم في البلاد في أغسطس الماضي. وأضاف البيان إنه تم إرسال الفريق لمراقبة وتنسيق جهود الأطراف الفاعلة المتعددة عن كثب من أجل إيصال فعال للمساعدات الإنسانية في إطار مواصلة الانخراط مع الشعب الأفغاني.
كما صرحت الحكومة الكورية الجنوبية يوم الخميس الماضي بأنها ستقدم مساعدات إنسانية قدرها مليون دولار لدعم ضحايا الزلزال في أفغانستان. وقالت وزارة الخارجية بسيئول إنها تتطلع إلى أن يعين الدعم الشعب الأفغاني الذي يعاني بسبب الزلزال القوي الذي ضرب جنوب شرق بلاده في يوم 22 يونيو. وأوضح مصدر بالوزارة للصحفيين أن الحكومة تخطط لتقديم المساعدات عبر منظمات دولية في أقرب وقت ممكن. وأضاف إن منظمات دولية مثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، تعمل في أفغانستان، ويعتقد بأن الحكومة ستقدم عبر إحدى المنظمات المساعدات إلى أفغانستان.
وفي تصريحات لبعض وسائل الاعلام، أكد العديد من المنكوبين حاجتهم الملحة للأغذية والخيام. وقال أحدهم: "منزلنا مدمر ولا نمتلك خيمة، والطقس بارد في الليل، لقد بقينا في العراء في الأجواء الماطرة". وأضاف إنهم أرسلوا أطفالهم الصغار إلى أقربائهم في قرى أخرى.
افغانستان بحاجة إلى مساعدات مالية
شددت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على الحاجة إلى مزيد من الدعم للمجتمعات المتضررة من الزلزال الذي وقع يوم الأربعاء في الأجزاء الجنوبية الشرقية من أفغانستان "لتجنب كارثة إنسانية". وفي مؤتمر صحفي في جنيف يوم الجمعة الماضي، قالت المتحدثة باسم المفوضية شابية مانتو إن المفوضية أسرعت بإدخال أطنان من مواد الإغاثة والعديد من الموظفين الخبراء لدعم جهود الإغاثة في المنطقة. وقالت إنه تم تسليم إمدادات الإغاثة من مخازن المفوضية في كابول ونقلت على متن تسع شاحنات يوم الخميس.
وستدعم الإمدادات حوالي 4200 ناجٍ في مناطق جيان وبرمال وزيروك ونيكا بإقليم بكتيكا ومنطقة سبرا في إقليم خوست. وقد شهدت تلك الناطق مئات الضحايا، ودمرت أو تضررت فيها آلاف المنازل. ولفتت المتحدثة باسم المفوضية الانتباه إلى أن أربعة عقود من الصراع وعدم الاستقرار في أفغانستان تركت الملايين على شفا الجوع والمجاعة. وأشارت إلى أن حوالي 24 مليون أفغاني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، كما يوجد حالياً في أفغانستان أيضاً حوالي 3.5 ملايين نازح بسبب النزاع إضافة إلى 1.57 مليون نازح بسبب العوامل المناخية. وأشارت مانتو إلى أن المفوضية تدعم ملايين الأفغان داخل البلاد وفي باكستان وإيران ودول آسيا الوسطى.