الوقت- بعد أن حاولت أمريكا بشتى الوسائل اضعاف سوريا وهزيمتها من خلال الحرب التي أشعلت فتيلها في سوريا عام 2011، وفشلت في كل مخططاتها، من خلال صمود الشعب السوري و قدرته الهائلة على تحمل الصعاب، ومن ثم قامت بفرض عقوبات اقتصادية على سوريا وكانت البداية في 29 نيسان/أبريل 2011 عندما فرضت واشنطن عقوبات اقتصادية على العديد من المسؤولين السوريين ما أدى لجعل أوضاع هذا الشعب أصعب.
ولكن في نهاية الأمر أمريكا لم تجد جدوى من ذلك، وبدأت تسحب قواتها من سوريا في 19 كانون الأول/ديسمبرعندما أمر ترامب بسحب القوات الأمريكية المنتشرة في سوريا، معتبرا أنها هزمت الجهاديين. القرار المثير للجدل يدفع وزير الدفاع جيم ماتيس إلى الاستقالة. ترامب يوضح بعد بضعة أشهر أن نحو 400 من هؤلاء الجنود سيبقون في سوريا "لبعض الوقت".
كل هذا كان بسبب صمود الشعب السوري والدولة السورية اضافة الى مساندة بعض الدول لسوريا أولها ايران ومن ثم روسيا.
لكن أمريكا تسعى سعيها حتى الآن، فجشعها وطمعها بموقع سوريا الاستراتيجي والثروات الطبيعية الموجودة في سوريا يدفعها الى الاستمرار بمحاولة نهب الاراضي السورية بأي طريقة كانت.
روسيا: أمريكا تنهب الثروات الطبيعية في سوريا
قالت هيئة الاستخبارات الروسية في بيان لها: "لا يزال نهب الثروات الطبيعية السورية من قبل الشركات الأمريكية مستمرا، ولا تزال واشنطن متورطة بنشاط في التجارة غير المشروعة بالنفط المنتج في الأراضي شمال شرق سوريا، حيث يتم استخراج ما يصل إلى ثلاثة ملايين برميل نفط كل شهر من الحقول في محافظات الحسكة. وفي الرقة ودير الزور .. يباع نحو ثلث النفط المسروق بوساطة أمريكيين لأكراد في العراق بسعر 35-40 دولارا للبرميل ".
وأضاف البيان:"وقد تم التأكيد على أن النفط يصل إلى كردستان العراق بواسطة شاحنات "تحت حراسة عسكريين أمريكيين.. إضافة إلى ذلك، فإن الوحدة العسكرية الأمريكية وموظفي الشركات العسكرية الخاصة ينظمون نظاما أمنيا للبنية التحتية ".
ولفتت الهيئة إلى نية أجهزة المخابرات الأمريكية توجيه المتطرفين في دمشق واللاذقية لاستهداف عمليات ضد قوات الأمن السورية والإيرانية والروسية:
"لتحقيق أهدافهم في سوريا، يستخدم الأمريكيون اتصالاتهم الوثيقة مع ما تسمى المعارضة المسلحة ، وفي الواقع مع الجماعات الإسلامية المتطرفة. إجراءات ضد أعضاء وكالات إنفاذ القانون السورية، وكذلك أفراد عسكريين من روسيا وإيران".
ايران: وجود أمريكا غير شرعي في سوريا
أكد سفير ومندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة "مجيد تخت روانجي" أن الوجود غير الشرعي للقوات الأجنبية في مناطق من سوريا وفر ظروفاً ملائمة للأنشطة الإرهابية.
وأشار إلى أن الشعب السوري يواجه تحديات عديدة ومواجهتها تتطلب القيام بجهود حثيثة في مجالات مختلفة.. مضيفاً: "ليس ثمة أمر أكثر أهمية وفوريا من انهاء الاجراءات القسرية الاحادية التي أضرت بالشعب السوري بحيث سلبت حقوقه الانسانية الابتدائية ومنها حق الدواء والصحة والغذاء والمياه والكهرباء والاتصالات".
وأضاف: إن سيادة ووحدة الاراضي السورية مازالت تُنتهك بصورة ملحوظة في ظل وجود قوات اجنبية منها قوات الولايات المتحدة.. نحن ندين سرقة الموارد الطبيعية للشعب السوري في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الاجنبية وخاصة النفط والمحاصيل الزراعية ونعترف رسميا بالحق المشروع للحكومة السورية لمواجهة هذه الاعمال الاجرامية".
وقال تخت روانجي: "على الجميع احترام السيادة الوطنية والاستقلال السياسي ووحدة الأراضي السورية بصورة كاملة".
وأعرب عن "معارضته لأي إجراءات انفصالية ومبادرات غير مشروعة للإدارة الذاتية في سوريا". وقال: "جميع القوات الأجنبية التي تتواجد في سوريا من دون موافقة الحكومة السورية يجب أن تغادر هذا البلد".
وتابع قائلاً: إن تحرك المجموعات الارهابية ومنها داعش في الاراضي السورية الخاضعة لسيطرة القوات الاجنبية الموجودة بصورة غير شرعية وكذلك نقلهم الى دول أخرى، إنما يعرض الامن والسلام الاقليمي والدولي للخطر.
وأكد السفير الإيراني أنه لا يمكن استخدام مكافحة الإرهاب ذريعة لإضعاف سيادة ووحدة الاراضي السورية.. مشدداً على أن الوجود غير الشرعي للقوات الأجنبية في مناطق من سوريا والذي وفر ظروفا ملائمة للأنشطة الارهابية يجب أن ينتهي فورا.