الوقت- وفقاً لصحيفة الغارديان البريطانية، تم سحب مالايقل عن 20 عرضاُ ثقافياً من مهرجان سيدني2022 في أستراليا، و الذي من المزمع أنْ تبدأ فعالياته هذا الأسبوع، و عللت العروض المنسحبة مقاطعتها للمهرجان أنه جاء تعبيراً عن احتجاجها على قبول منظمي المهرجان تمويل من السفارة الإسرائيلية في البلاد لبعض الفقرات و الأعمال الفنية في المهرجان الآمر الذي أشعل غضب شرائح واسعة من الفنانين و الناشطين المؤيدين للقضية الفلسطينية.وبحسب المصادر فقد قدّمت سفارة الكيان الاسرائيلي 20 ألف دولار لعرض “ديكادانس”، وهو عرض يستند إلى عمل لمصمم الرقصات الإسرائيلي أوهاد ناهرين وشركة “باتشيفا” للرقص في تل أبيب، كجزء من مهرجان سيدني 2022.ومن المقرر أنْ تؤديه فرقة سيدني للرقص. وتمّ إدراج السفارة على موقع المهرجان على أنها “نجمة شريكة”كراعية للمهرجان، الأمر المثير للاهتمام أن المبلغ الذي دفعه الكيان الاسرائيلي يعتبر رقم صغير جدًا بالنسبة للميزانية الهائلة المرصودة للمهرجان، ما يطرح علامات استفهام حول قبول إدارة المهرجان باتفاقية تمويل Decadance، وإشهار العداء لعشرات الفنانين المحليين والعالميين المؤيدين للقضية الفلسطينية، والمناهضين لآلة القتل الإسرائيلية. بهذا الصدد نظم نشطاء في مجال دعم الحقوق الفلسطينية، الخميس، فعالية فنية تضامنية لرفض الدعم الإسرائيلي لمهرجان سيدني بالتزامن مع افتتاح فعاليات المهرجان.
مقاطعو المهرجان
يعدّ كل من الكوميدي "توم بالاراد"، ومسرح "بيلفوار سينت" المنتج لمسرحية النحاس الأسود، والسياسية السابقة عن نيوساوث ويلز، ميرديث بيرغمان، وفرقة الرقص ماروغيكو والمعلق يومي ستاينسهم أبرز من أعلن مقاطعته للمهرجان، بالإضافة إلى عدد آخر من الفنانين والفرق الفنية والموسيقية، الذين استجابوا للحملة الداعية لمقاطعة المهرجان، والتي أطلقها ناشطون وجمعيات عربية في أستراليا مؤيدة للقضية الفلسطينية ورافضة لسياسات الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته بحق الشعب الفلسطيني.
وفي الوقت ذاته، انسحبت جماعات فنية من المهرجان، وقررت المضي في نشاطاتها بصفة مستقلة، مثل حفلة "مارغيكو جورنغة نغا- غا"، ومعرض للفنانة كارلا ديكينز "العودة للمرسل"، كما سيتم عرض مسرحية "النحاس الأسود" التي أنتجتها شركة المسرح بيلفوار سينت، لكنها قررت عدم الحصول على الدعم المتفق عليه مسبقا من المهرجان.
وفي بيان نشر على منصات التواصل الاجتماعي، قال مسرح "بيلفوار سنيت" إنه "التزاماً منّا بسلامة الثقافة، التي تعطي الفنانين الحرية للعمل دون خوف أو تنازل، واعترافا بانقسام المجتمع، وبسبب عدم قدرة الفنانين الفلسطينيين على المشاركة هذا العام بمهرجان سيدني، فقد اخترنا عدم قبول الدعم المالي المباشر من المهرجان".
وفي بيان مفتوح نُشر قبل أيام على موقع Meanjin الإلكتروني، وصف ائتلاف من الفنانين والكتّاب، شراكة «مهرجان سيدني» المستمرة مع السفارة الإسرائيلية بـ «المخزية»، متهمين المهرجان بخلق "بيئة غير آمنة ثقافياً للفنانين العرب والجماهير التي تريد أن تكون جزءاً من المهرجان". كما جاء في البيان أنّ "مناصري فلسطين يدعون جميع معارضي الفصل العنصري إلى مقاطعة مهرجان سيدني 2022"، مضيفاً: من خلال الشراكة مع إسرائيل، سوف يسهم مهرجان سيدني في تطبيع دولة الفصل العنصري". وسأل البيان أيضاً: «كيف يمكن للمهرجان أن يوفّق بين التزامه بالتضامن مع السكان الأصليين هنا (كندا) وبين تطبيع العلاقات مع دولة الفصل العنصري الاستيطاني التي تحافظ على نظام العنصرية والقهر وسرقة الأراضي ضد الفلسطينيين؟.
وفي السياق ذاته، نظم نشطاء في مجال دعم الحقوق الفلسطينية، الخميس الماضي، فعالية فنية تضامنية لرفض الدعم الإسرائيلي لمهرجان سيدني، وذلك بالتزامن مع افتتاح فعالياته التي بدأت في 6 يناير وتنتهي في 30 من الشهر الجاري.
وشارك العشرات في الفعالية التي نظمتها مجموعة “فنانون مناهضون للفصل العنصري” وهي جماعة تنشط في مجال دعم حقوق الشعوب الأصلية و مقرها أستراليا، تأسست عام 1984. واجتمع المشاركون في الفعاليات أمام مقر إقامة المهرجان الفني الذي أعلن عشرات الفنانين العالميين مقاطعتهم له بسبب تلقيه الدعم من قبل إسرائيل.
وقام المشاركون برسم رموز تعبيرية على الأرض تدل على سياسية الفصل العنصري التي يمارسها الكيان الاسرائيلي يومياً بحق الشعب الفلسطيني، فيما قام آخرون بإزالتها بالماء وهم يرتدون القمصان التي كتب عليها شعار الجهة المنظمة. والهدف بحسب تصريحات صحافية لهم هو “إعلام المارة بمن تكون إسرائيل ولماذا يجب مقاطعة المهرجان"
وأضاف الفنانون المشاركون في العريضة: "بصفتنا فنانين نعمل ونبدع على أرض غير مقيدة، نحن ملتزمون بتحقيق العدالة للشعوب الأصلية في كل مكان، من ما يسمى بأستراليا إلى فلسطين. على هذا النحو، نحث مهرجان سيدني على التخلي عن شراكته مع السفارة الإسرائيلية"
وأشارت العريضة إلى أن إسرائيل تتعمد على الدوام استخدام الثقافة والفنون لإخفاء فظائعها ضد الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجودهم، إذ تمارس عليهم سياسية تكميم الأفواه وحرية الرأي والتعبير بشكل يومي، مستخدمة آليتها العسكرية.
وتابعت: "في الوقت الذي تدعي فيه الاهتمام بالفنون والترويج للثقافة من خلال شراكات كهذه، تواصل إسرائيل سلب واضطهاد ومعاقبة فنانين فلسطينيين قرروا التحدث علانية عن العنف الممارس ضد أبناء شعبهم، تماماً مثلما حدث مع الشاعرين دارين طاطور ومحمد الكرد ورسام الكاريكاتير حافظ عمر"
وفيما تدعي إسرائيل اهتمامها بالفنون والترويج للثقافة، تواصل سلب واضطهاد ومعاقبة فنانين فلسطينيين قرروا التحدث علانية عن العنف الممارس ضد أبناء شعبهم.
وبحسب الموقعين على العريضة، فإن قرار مقاطعة المهرجان والدعوة لذلك جاء رداً على سياسة سيدني الداعمة لإسرائيل، مؤكدين أنها لم تترك مجالاً سوى الانسحاب، قائلين: لا يمكننا أن نكون متواطئين في اضطهاد الفلسطينيين أو أي شعب آخر في هذا الشأن، لن نحضر أي مهرجان يستخدم فيه شعار النظام الإسرائيلي بألوان قوس قزح لتبييض أعمال العنف والتظهير العرقي والجرائم التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني. وأوضحت العريضة الأوجه المتعددة لسلسلة الانتهاكات الإسرائيلية التي يتعرض لها الفلسطينيون بما في ذلك سرقة الأراضي ومصادرة الممتلكات وهدم المنازل وفرض القيود على حرية الحركة والتنقل، فضلاً عن التطهير العرقي لأحياء بأكملها، وكذلك القمع العنيف وغير المبرر للاحتجاجات التي تستخدم فيه إسرائيل القوة غير القانونية. بالإضافة إلى ذلك، غالبا ما تهاجم القوات الإسرائيلية المؤسسات الثقافية وتعطل الأحداث وتدمر المحفوظات وتمنع الفلسطينيين من ممارسة حقهم في التعبير الفني والثقافي، وتعرض شعبا كاملا لأشكال العنف المادية والرمزية.
وبالتزامن مع الفعاليات التي نظمت أمام أرض المهرجان، أطلقت “مجموعة فنانون مناهضون للفصل العنصري” عريضة عبر موقعها الرسمي على الإنترنت، طالبت فيها بمقاطعة المهرجان، معربة عن قلقها البالغ إزاء رفض مهرجان سيدني قطع علاقاته بنظام الفصل العنصري في إسرائيل رغم الدعوات الكبيرة التي وجهت للمنظمين له من قبل عدد من الفنانين والمنظمات الأهلية الفلسطينية والعالمية.
ورداً على البيان الذي أطلقته إدارة مهرجان سيدني وقالت فيه إنها منظمة غير سياسية ولا علاقة لها بما يتعلق بسياسية إسرائيل، اعتبرت المجموعة المناهضة للفصل العنصري أن البيان مخادع، قائلة إن "الوجود على الأرض المسروقة أمر سياسي، صنع الفن هو سياسة"
وأثارت المجموعة تساؤلاً عن المبلغ الذي قدمته السفارة الإسرائيلية والمقدر بـ20 ألف دولار كرعاية للمهرجان، وحث القائمين عليه بإنتاج عروض راقصة لفنانين إسرائيليين كأوهاد ناهرين، قائلة: "هل يستحق هذا المبلغ الصمت على اضطهاد إسرائيل للفلسطينيين".