الوقت - بينما أدت تهديدات المقاومة ضد الكيان الصهيوني إلى ثني الصهاينة بشدة عن تنفيذ هذه التهديدات، في الوقت نفسه يستعد الجيش الصهيوني لصراع محتمل.
وقد واجه الصهاينة تحديات في هذا الطريق، وهم يعلمون الآن أنه بالنسبة لأي صراع محتمل في المستقبل، سيتعين عليهم اللجوء إلى خطط جديدة حتى لا تقودهم تلك التحديات إلى طريق مسدود.
تحديات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة
أصبح قطاع غزة تحديًا للکيان الصهيوني، مع وجود العشرات من فصائل المقاومة الفلسطينية، وهذا يخلق الأزمات للصهاينة في مختلف المجالات.
هجمات المقاومة وعملياتها غير المحددة
التحدي الأول للجيش الصهيوني في حال نشوب صراع في قطاع غزة، هو عدد العمليات والهجمات التي ستقوم بها فصائل المقاومة ضد الكيان الصهيوني، فالعدو لا يعرف حجم هذه الهجمات.
يعلم المحللون العسكريون في الکيان الصهيوني أن إجراءات المقاومة ستتخذ في المجالين العسكري والدفاعي، لكنهم قلقون للغاية بشأن نطاق وكثافة هذه الإجراءات.
أنفاق المقاومة
في هذه الأثناء، فإن أكبر مشكلة للجيش الصهيوني هي أنفاق حماس وفصائل المقاومة.
يدخل مقاتلو المقاومة إلى أنفاق المقاومة في أقل من 20 دقيقة بعد بدء أي صراع، لكن العدو ليست لديه معلومات عن المعدات والذخائر في الأنفاق، وعدد القوات الموجودة فيها والمفاجآت التي تصنعها المقاومة بهذه الأنفاق. لذلك، لا توجد حسابات دقيقة في هذا المجال، وهذا ما يجعلهم قلقين من المفاجآت التي تأتي من أنفاق المقاومة.
وأقصی جهد يمکن أن يركز عليه الکيان الإسرائيلي في هذا الجزء، هو توجيه ضربات كبيرة للقوات والأنفاق بضربات جوية قبل أن تتجه قوات المقاومة إلى الأنفاق.
لكن هذا لا يبدو عمليًا من الناحية العملية کثيراً، لأن مداخل جميع الأنفاق غير معروفة، ولا أحد يعرف متى ستدخل القوات إلى الأنفاق؛ کما أنه قد تكون قوى المقاومة موجودةً في الأنفاق من قبل.
الصواريخ غير المتوقعة
في المجال الهجومي، التحدي الأهم للجيش الصهيوني هو صواريخ المقاومة.
خلال الحروب الأخيرة بين فصائل المقاومة والکيان الصهيوني، كان عدد هذه الصواريخ ومداها ودقتها في استهداف المناطق المحتلة عام 1948 يتطور باستمرار، وهذا ما يقلق الصهاينة من احتمال تكرار ذلك في أي حرب.
في عملية سيف القدس، اكتسبت صواريخ المقاومة أيضًا القدرة على اختراق الملاجئ في الأراضي المحتلة، وهذا يشکل مصدر قلق كبير للصهاينة حول القدرة الجديدة التي سيرونها في صواريخ المقاومة.
إمكانية حدوث مفاجآت جديدة
تشير المقارنة بين الحروب والصراعات التي دارت بين الكيان الصهيوني والمقاومة الفلسطينية، إلى تنامي قدرات المقاومة.
تدريجيًا، تحولت المقاومة من الضربات الصاروخية قصيرة المدى إلى النقطة التي استهدفت فيها الصواريخ بعيدة المدى تل أبيب وما وراءها.
إن استخدام الطائرات المسيرة، والحرب الإلكترونية، والعمليات الإلكترونية، واختراق الشبكات الإسرائيلية، وإرسال رسائل نصية تهديدية إلى سكان الأراضي المحتلة، والهجمات البحرية، كانت بعضًا من قدرات المقاومة التي برهنت على نفسها بمرور الوقت؛ والمفاجآت التي ستحدث في الصراع الجديد تقلق الصهاينة كثيراً.
الخوف من العمليات البرية
من بين كل التحديات التي يصفها الجيش الصهيوني، فإن أكثر ما يقلق الصهاينة هو العمليات البرية.
يدرك الصهاينة جيدًا أن العمليات البرية ستشكل تحديًا لهم يتمثل في أسر قواتهم، وهو تحدٍّ ظل أحدث مثال على ذلك دون حل منذ عام 2014، وسيجعلهم يقدمون تنازلات كبيرة. وعمليات أنفاق المقاومة تحوِّل الصهاينة إلى خصم مکتوف الأيدي في هذا المجال.
والآن، جيش الكيان الصهيوني ومن خلال دراسة الأساليب الهجومية المختلفة، يسعى لتجنب العمليات البرية باستخدام الروبوتات وأساليب الحرب الإلكترونية؛ لكن السؤال المهم الذي يطرح نفسه هنا هو، في حال تجنب العمليات البرية، هل سيصلون إلى نتيجة؟
يبحث الصهاينة عن خطة لبناء حاجز أمام أنفاق المقاومة على حدود قطاع غزة. في الوقت نفسه، فإن المجالات التي يسعى إليها الجيش الصهيوني تشمل السعي لتدمير أنفاق المقاومة، إصلاح الأضرار الناجمة عن الحرب الإلكترونية وبطاريات القبة الحديدية، التعويض عن الأضرار التي لحقت بالقدرات العسكرية والتكنولوجية، ودعم الجبهة الداخلية ضد صواريخ المقاومة.