الوقت- قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إسماعيل هنية، إن "الدماء التي سالت في (معركة الفرقان)، صنعت نصرًا وأسست لانتصاراتٍ لاحقة في معارك المواجهة مع العدو التي كان آخرها معركة (سيف القدس)".
وقال هنية خلال اتصالات أجراها مع عدد من عوائل شهداء "معركة الفرقان"، الأحد، بمناسبة الذكرى الثالثة عشر للحرب: "في هذا اليوم الأليم تعرضت غزة لعدوان غاشم ارتقى فيه مئات الشهداء، في ضربة غادرة من قبل العدو لمقر قيادة الشرطة والأمن الوطني الفلسطيني".
وأضاف: "نترحم على أرواح الشهداء الطاهرة، الذين قضوا في هذه المعركة وهذه الضربة، وأحيي عوائلهم وأبناءهم جميعًا".
وهاتف هنية، زوجة الشهيد اللواء توفيق جبر قائد الشرطة الفلسطينية، الذي ارتقى في مقر عمله وعلى رأس مهنته؛ "جراء الضربة وهو يمارس عمله ويتولى مسؤوليته تجاه شعبه"، بحسب بيان لـ"حماس".
كما تضمنت الاتصالات مهاتفة عائلة الشهيد إسماعيل الجعبري "أبو حمزة" قائد جهاز الأمن والحماية وترحم عليه، وأكد رئيس الحركة وقوفه إلى جانب هذه الدماء التي صنعت نصرًا في معركة الفرقان، وأسست لانتصاراتٍ لاحقة في معارك المواجهة مع العدو التي كان آخرها معركة (سيف القدس).
وقال "في هذا اليوم الأليم تعرضت غزة لعدوان غاشم ارتقى فيه مئات الشهداء في ضربة غادرة من قبل العدو لمقر قيادة الشرطة والأمن الوطني الفلسطيني، نترحم على أرواح الشهداء الطاهرة، الذين قضوا في هذه المعركة وهذه الضربة، وأحيي عوائلهم وأبناءهم جميعًا".
ووافق يوم الإثنين الذكرى السنوية الثالثة عشر لبدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وأطلق عليه من جانب حكومة الاحتلال اسم "الرصاص المصبوب"، بينما أسمته الحكومة الفلسطينية بالقطاع "معركة الفرقان".
وشهد يوم 27 كانون الأول/ ديسمبر 2008، عدوانا غادرا لأكثر من 80 طائرة حربية إسرائيلية، التي أمطرت الشريط الساحلي الضيق بمئات القنابل الكبيرة؛ حيث قضى فيه قرابة 350 فلسطينيًا في ضربة واحدة، وجلّهم من قوات الشرطة الفلسطينية، في عدوان استمر 22 يومًا.
وخلال 22 يوماً بعد بدء العدوان، صمد خلالها الشعب الفلسطيني، وبقي خلف مقاومته يأبى الاستسلام رغم هول المجازر وفجور الإجرام الإسرائيلي، فاندحر الاحتلال من أمامه مهزوما رغم الفرق الهائل في موازين القوى.
وأعلن الاحتلال عن "إيقاف إطلاق النار" من جانب واحد، ولاحقته الصواريخ أثناء انسحابه، وقبل لحظات من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، سقط هدف الحرب الأول بإيقاف إطلاق الصواريخ، وبقيت حماس رغم قسوة الهجمات "الإسرائيلية" تمسك بزمام الأمور في قطاع غزة، فسقط الهدف الثاني، وبقيت المقاومة محتفظة بالجندي الأسير جلعاد شاليط فسقط الهدف الثالث لحرب الاحتلال.
وأسفر العدوان على غزة عن استشهاد نحو 1436 منهم نحو 410 أطفال و104 نساء ونحو 100 مسنّ، وإصابة أكثر من 5400 آخرين نصفهم من الأطفال.
أما الاحتلال فاعترف بمقتل 13 إسرائيليًّا منهم 10 جنود وإصابة 300 آخرين، إلا أن المقاومة أكدت أنها قتلت أكثر من 100 جندي.
وأعلنت كتائب القسام أنها نفذت 980 هجمة صاروخية خلال أيام المعركة، شملت 345 صاروخ قسام و213 صاروخ غراد، و422 قذيفة هاون، وشمل بنك الأهداف: قواعد ومواقع عسكرية، ومغتصبات صهيونية، وبئر السبع، وعسقلان، وأسدود.
وقتل خلال المعركة -وفق القسام- 49 جندياً صهيونياً وأصيب 400 آخرون، بالإضافة إلى تضرر عدد كبير من المنازل الصهيونية، وتكبد اقتصاده 120 مليون شيكل.
وكان من أبرز شهداء العدوان الإسرائيلي وزير الداخلية آنذاك الشهيد سعيد صيام، والقيادي البارز في حركة حماس نزار ريان.
ونجحت المقاومة في صد الحرب البرية، التي بدأت في اليوم الثامن للحرب، كان أحد أهم عوامل فشلها إسرائيليًا، ومنع تقدم قوات الاحتلال تجاه قلب مدينة غزة من الناحية الجنوبية الغربية، حيث وصلت إلى حي تل الهوا، وكانت تتمركز أمام حديقة برشلونة التي تبعد أمتار عن منزل محمود الزهار القيادي في حركة حماس.
الهدف من عدم قصف منزل الزهار آنذاك، لرمزية الزهار، وعقد مؤتمر صحفي فيه، بحسب تخطيط رئيس الوزراء الإسرائيلي يهود أولمرت حينها، ولكن تلغيم شارع الصناعة المؤدي للمنزل أجبر الاحتلال على التراجع عن هذه الخطوة، لتأكده أنها ستكون مغامرة تلحق الهزيمة في جيشه.
وفشلت الأهداف التي وضعتها إسرائيل لهذه الحرب، وهي وقف إطلاق الصواريخ، وتقويض حكم حركة حماس في غزة، واستعادة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وإجبار حماس على الاعتراف بشروط الرباعية الدولية.
معركة الفرقان جعلت من غزة ومقاومتها رقما صعبا لا يمكن تجاوزه وبات العدو الصهيوني المجرم يحسب لها ألف حساب .وشكلت نقطة بارزة في تطور ومراكمة قوة المقاومة الفلسطينية حتى اصبحت سيفا مسلولا للحق الفلسطيني امام الباطل الصهيوني بكل جبروته وطغيانه .