الوقت – تبدأ الجولة التالية من المحادثات النووية في فيينا بعد عطلة رأس السنة المسيحية، ويواصل الكيان الصهيوني أعماله التخريبية فيما يتعلق بهذه المحادثات.
وفي هذا السياق، أدلى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت بتصريحات دعا فيها الولايات المتحدة والدول الأوروبية لتحدي إيران لانتهاكها حظر انتشار الأسلحة النووية. في الوقت نفسه، دعا وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس القوى العالمية إلى الوقوف في وجه إيران.
على مدى السنوات الماضية، كان الکيان الإسرائيلي هو المصدر الرئيسي لنشر إيران فوبيا، وانتشرت في الإعلام الصهيوني آلاف الأكاذيب ضد إيران.
واليوم أيضاً، فإن الخوف من المفاوضات يعود إلى حقيقة أن الکيان الصهيوني خائف من رفع العقوبات وصعود قوة إيران في المنطقة وعلى الساحة العالمية، ويحاول بكل الطرق الممكنة، بما في ذلك عبر القنوات الرسمية وغير الرسمية، وبمساعدة القدرات الإعلامية والدعائية، عرقلة المفاوضات.
استعراض قوة إيران... لينظر قادة الکيان إلى الماضي
وفقًا لموقع تايمز أوف إسرائيل، اقترح رئيس الوزراء الإسرائيلي على الولايات المتحدة والأوروبيين تحدي إيران لانتهاكها حظر انتشار الأسلحة النووية.
وقال إن "إيران لا تفهم سوى القوة، وعلى الولايات المتحدة وحلفائها رفع الأمر إلى مجلس الأمن الدولي ومطالبتهم بالتحرك. كما دعا إلى مضاعفة العقوبات الاقتصادية ضد إيران.
وزعم بينيت أن "إيران تريد تدمير المنطقة بشكل غير مسؤول، لكنني هنا لأخبرهم أنه تحت قيادتي، ستعارض إسرائيل بكل قوتها تصرفات إيران. إيران أضعف بكثير مما تبدو، واستعراض القوة له تأثير كبير عليها!
تأتي هذه التصريحات والمواقف في البيئة السياسية والإعلامية بينما شهد العالم قوة إيران في السنوات الأخيرة، والأفضل لبينيت أن ينظر إلى مصير نتنياهو الذي لم يتخل عن أي عمل في عداء إيران ونشر إيران فوبيا.
نتنياهو، وفي ظل عدم وجود فهم سياسي للرئيس الأمريكي السابق، تولى عملياً قيادة القدرات السياسية والاقتصادية والعسكرية والدعاية للولايات المتحدة، وحوَّل الولايات المتحدة عملياً إلى عميل للصهاينة، وخاصةً في الشرق الأوسط وإيران.
انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي ونفذت سياسة الضغط الأقصى وأشد العقوبات غير المسبوقة على الشعب الإيراني في السنوات الأخيرة، وحاول معارضو إيران، المعروفين باسم الفريق B، جاهدين إقناع أمريكا دونالد ترامب بخوض حرب مع إيران، متخيلين أن إيران تتراجع أمام التهديد والترهيب، ولا تستطيع الدفاع عن مصالحها.
لكن الجميع رأى إسقاط الطائرة المسيرة الأمريكية المعتدية في مياه الخليج الفارسي، والهجوم الصاروخي على عين الأسد، ومن غير المرجح أن يكون أحد قد نسي أو يشك في عزم طهران على الدفاع عن مصالحها.
يبدو أن رئيس وزراء کيان الاحتلال قلق من تحسين علاقات إيران مع دول المنطقة. لأن الدبلوماسية النشطة للحكومة الإيرانية الثالثة عشرة في تعزيز العلاقات وتوسيع التعاون الاقتصادي والتجاري مع جيرانها، قد خلقت مناخًا آمنًا في المنطقة غير مؤات للکيان، ولأن التقارب والتقارب بين الدول الإسلامية عملياً لا يترك مجالاً للدور الصهيوني الهدام.
في الأيام الأخيرة، نقلت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية عن وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس قوله إن إيران ليست جادةً بشأن محادثات فيينا، وإذا وضعت القوى العالمية سياسةً واضحةً في هذا الصدد، فيمكنها وقف أنشطة إيران النووية والإقليمية.
وزعم غانتس أن إيران دخلت محادثات فيينا خاوية الوفاض ودون عرض كبير. إنهم يريدون كسب الوقت لإقناع الغرب بالموافقة على قيود نووية أقل وعقوبات أقل.
تأتي هذه المزاعم بينما لا مكان للکيان الإسرائيلي في المفاوضات، وهي تهدف للتأثير السلبي والمدمر على عملية التفاوض.
المجلس الأطلسي يحذر الكيان الصهيوني... مهاجمة إيران مقامرة خطيرة
تأتي تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير حربه حول ضعف إيران، حيث كتب مركز الأبحاث الأمريكي التابع للمجلس الأطلسي في تحليل، أن التخريب المحتمل للکيان الإسرائيلي للمنشآت النووية الإيرانية ليس له تأثير يذكر على وقف برنامج إيران النووي.
وجاء في التحليل: "في الأسابيع الأخيرة، شدد مسؤولون إسرائيليون حاليون وسابقون على الحاجة للاستعداد لضربة عسكرية على المنشآت النووية الإيرانية. من الواضح أن إسرائيل من منطلق سياستها تنوي مواجهة إيران ووقف تقدمها النووي، وتوجيه رسالة إلى بايدن حول أهمية اتخاذ خطوات عملية ضد برنامج إيران النووي. لكن هناك العديد من المشاكل في إجراء مثل هذه العمليات العسكرية، خاصةً وأن إيران لديها دفاع أرض-جو قوي".
وتابع مركز الأبحاث الأمريكي: "على عكس العراق وسوريا، اللذين كان برنامجهما النووي قائمًا على مفاعل دمرته إسرائيل في عامي 1981 و 2007، تمتلك إيران برنامجًا نوويًا يعتمد على منشأتين نوويتين تخضعان لحراسة مشددة. إضافة إلى ذلك، على مر السنين الماضية، تمكنت إيران من بناء برنامج بمساعدة علماء نوويين محليين، وحتى إذا تم تدمير المواقع النووية الإيرانية، يعمل العلماء الإيرانيون على إعادة الإعمار الفوري. وعلى عكس سوريا والعراق، اللذين لم يردّا على الهجمات الإسرائيلية، سترد إيران على الهجمات على أراضيها. وبعبارة أخرى، فإن تخصيص 1.5 مليار دولار للجيش الإسرائيلي للتحضير للهجوم علی إيران سيكون مجرد بداية التكلفة، والهجوم على محور المقاومة سيكون له عواقب وخيمة على إسرائيل".
وحذر المجلس الأطلسي في تحليله السياسيين الإسرائيليين من أنهم سيقامرون بتوجيه ضربة عسكرية لإيران، الأمر الذي سيكون شديد الخطورة عليهم، ولن يؤدي إلا إلى تأخير برنامج إيران النووي وترك الکيان الصهيوني في حرب قاسية على الجبهة الشمالية.
هذا في حين أن مسؤولي استخبارات الجيش الصهيوني والمدير العام لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز، قالوا إن إيران لا تتبع حاليًا سيناريو تطوير الأسلحة النووية.
في السياق ذاته، حاول المسؤولون الإسرائيليون اليائسون للغاية إقناع واشنطن في اجتماعات هذا الأسبوع بعدم اتخاذ خطوات للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي، بل تشديد العقوبات ضد إيران.
بعد ثلاث سنوات من انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، أصبح برنامج إيران النووي بكل المقاييس في أكثر مراحله تقدمًا، حيث وصفت مجموعة من المسؤولين الإسرائيليين السابقين استراتيجية نتنياهو وترامب بأنها كارثية.
ومع ذلك، فإن الحكومة الإسرائيلية الجديدة غير قادرة على فهم ذلك، وتكرر الإجراءات نفسها التي اتخذتها حكومة نتنياهو في عام 2015.
وعلى الرغم من أن الحكومة الصهيونية الجديدة وعدت في البداية بالعمل بحذر ومع واشنطن بشأن إيران، خلافًا لسياسات نتنياهو العدائية، لکن ذکرت صحيفة النيويورك تايمز في تقرير خاص أن الخلافات بين الکيان الإسرائيلي والولايات المتحدة قد زادت حول استمرار المفاوضات مع إيران.