الوقت-أصدرت وزيرة الأشغال العامة الكويتية رنا الفارس، أمس السبت، قراراً بـ"حظر مرور السفن التجارية المحمّلة ببضائع من إسرائيل وإليها عبر المياه الإقليمية الكويتية"، بحسب ما أفادت وسائل إعلامٍ كويتية.
وينص القرار الوزاري الكويتي على "منع الوكلاء البحريين المسجلين في قسم الوكالات البحرية في وزارة المواصلات، من تقديم طلبات تصريح دخول سفن أجنبية"، وذلك وفق مرسومٍ أميريٍّ سابقٍ صدر عام 1957 نصَّ على مقاطعة "إسرائيل".
ونَصَّ القرار كذلك على "شمول الحظر كافة السفن القادمة من موانئ أخرى لتفريغ جزءٍ من حمولتها في الموانئ الكويتية، متى كانت تحمل على ظهرها أياً من البضائع المنصوص بحظرها، وذلك بقصد شحنها من وإلى دولة فلسطين المحتلة، أو إلى موانئ أخرى بعد مغادرتها من الموانئ الكويتية".
رحّبت حركة "حماس" بقرار السلطات الكويتية حظر مرور السفن التجارية المحملة بالبضائع من "إسرائيل" وإليها عبر مياهها الإقليمية.
وقال رئيس الدائرة الإعلامية للحركة في الخارج، هشام قاسم، في بيانٍ، إنَّ القرار "يمثّل تطبيقاً للسياسة الكويتية القديمة الجديدة، التي تهدف دائماً إلى الانتصار لفلسطين وقضيتها العادلة".
وأضاف أنَّ هذا الموقف "تُحيّيه حماس وتُكبره وتُجلّه، لأنّه يتماشى مع قرار المقاطعة العربية للاحتلال، الذي تبنّته الجامعة العربية منذ خمسينيات القرن الماضي".
ورأى قاسم أن القرار "ينسجم مع التوجهات الرسمية للكويت، التي تنتصر لفلسطين في كل المحافل السياسية والدبلوماسية والبرلمانية والدولية".
وتابع: "الموقف يؤكّد رؤية حماس بأنَّ الأمة ما زال فيها خيرٌ كثيرٌ، رغم موجة التطبيع السيئة الصيت التي تحاول حرفها عن بوصلتها".
ودعا قاسم الدول العربية والإسلامية إلى "اتّباع نهج الكويت لمحاصرة الاحتلال والتضييق عليه ومنعه من استغلال موانئها البحرية في الاستيراد والتصدير، في وقتٍ يواصل فيه قتل الفلسطينيين وسرقة أرضهم وتدنيس مقدساتهم".
الجهاد الإسلامي: القرار يوجّه صفعةً قويةً لعرّابي التطبيع
بدوره، قال عضو المكتب السياسي في حركة "الجهاد الإسلامي"، يوسف الحسانية، إن "الكويت تؤكد من جديد حكومة وشعباً انحيازها لمظلومية شعبنا الفلسطيني الذي يتعرض على مدار الساعة لانتهاكات وجرائم العدو الصهيوني، وذلك عبر قرارها الأخير وغير المستغرب".
وأضاف الحسانية أن "هذا الموقف الكويتي الأصيل يعكس أصالة الشعب الكويتي، وأصالة انتمائه لأمتنا وقيمها وتاريخها ورسالتها، كما يعبّر عن الإحساس العالي بالمسؤولية تجاه قضايا الأمة، وفي مقدمتها قضية فلسطين بمركزيتها ومحوريتها".
وختم عضو المكتب السياسي في "الجهاد الإسلامي" تصريحه بالقول إنه "نهيب بكل شعوب المنطقة وحكوماتها إعادة التموضع والتخندق في خنادق الشرف والبطولة من خلال الانحياز مجدداً لقضية شعبنا المظلوم والمضطهد، وعدم الانجرار وراء مخططات التيه والخداع التي يقودها أعداء الأمة".
وتتّخذ الكويت موقفاً معارضاً للتطبيع، وأفاد بيان عن مجلس الأمة الكويتي في أيار/مايو الماضي بـ"الموافقة، من حيث المبدأ، على تعدیلات بشأن تشدید العقوبات وسدّ الثغرات، فيما يتعلق بقانون حظر التعامل أو التطبیع مع الكیان الصھیوني".