الوقت- إن هزيمة الكيانات الإرهابية لا تحتاج إلى استخدام الأسلحة النووية أو تحريك كافة جيوش العالم بأسلحتها الثقيلة والعابرة للقارات، لكنها تحتاج للإرادة الحقيقية لإبادة تلك الكيانات، وكما يقولون بالعامية "اللي حضر العفريت يصرفه"، ومعروف للعالم أجمع أن من يقف وراء تلك الكيانات الإرهابية هي الولايات المتحدة الأمريكية والصهاينة، مهما كان حديث واشنطن، أو حربها المسرحية على التنظيم في العراق وسوريا، والتي تجاوزت العام دون أن تحقق خسائر ملموسة في صفوف التنظيم.
والخطوة الأولى لهزيمة "داعش" وكافة الكيانات الإرهابية التي انتشرت في المنطقة، هي صدق النوايا في هزيمة الإرهاب، والجدية في الحرب عليه لاقتلاعه من جذوره، وليعلم الجميع أن الحرب على الإرهاب باتت واجب مقدس على الجميع الاشتراك فيه، دون النظر للديانات ولا اختلاف الأعراق والجنسيات، فالإرهاب لا يمكن هزيمته إلا باتحاد الجميع، والتعاون الدولي الاستخباراتي، ومحاصرة الإرهاب اقتصاديًا ووقف كافة أشكال التمويل المقدمة لتلك التنظيمات الإرهابية، كأسس أولى للمواجهة المخططة للإرهاب.
وإذا ما أردت التأكد من علاقة الكيانات الإرهابية بالماسونية والكيان الصهيوني، عليك أن تبحث عن المستفيد من قيام تلك الجماعات حتى الآن، والجهات التي ساعدتها حتى وصلت لما فيه الآن، والأهداف التي تسعى تلك الجماعات لتنفيذها في المنطقة، وقتها ستدرك أن من يقف وراء تلك التنظيمات ويدعمها هي الغرب والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، فهم المستفيدون مما تتعرض له المنطقة العربية، ومن الاضطرابات التي خلقها الإرهاب في أمتنا، والخسائر التي منيت بها الجيوش العربية منذ ظهور تلك التنظيمات.
لقد دعم الصهاينة تلك التنظيمات الإرهابية ضمن سياسة وإطار محدد، لتخرج بهذا الشكل الذي يهيء للعالم أنها خرجت من تحت عباءة الدين الإسلامي، لتوجه عددًا من الرسائل، أولها للغرب لتعلن له عداء الأمة الإسلامية على غير الحقيقة التي تقول أن المسلمين يعيشون في الكثير من بلاد الغرب سالمين ومسالمين، كما أن الصهيونية العالمية تسعى من خلال دعمها لتلك المنظمات إيصال رسالة أخرى للكثير من الشباب المحبط، الذي وقع فريسة لتلك الجماعات المتشددة، ومضمون تلك الرسالة أن الإرهاب يسعى لنصرة الدين الذي يواجه حملات من الغرب والأمريكان، لذا قرروا الأخذ بالثأر، لكنهم في ثأرهم المزعوم هذا لا يقتلون سوى المسلمين في بلاد العرب.
وقد قتل تنظيم "داعش" الإرهابي، آلاف المسلمين والمسيحيين في سوريا والعراق، دون أن يتحرك أي من مرتزقته المجرمون تجاه الصهاينة الذين يحتلون الأراضي الفلسطينية، ما يؤكد وجود ترابط بين الفكر الداعشي والصهاينة، والذين يستخدمون كل ما لديهم من إمكانيات لتقطيع الأمة وتفتيتها، خاصة أن الفكر الماسوني والصهيوني لا هدف لهم سوى تفكيك الأمة وزعزعة استقرارها وتقطيع أوصالها، وهو ما رأيناه من التنظيم الإرهابي خلال السنوات الماضية، والتي ظهر فيها وتزايدت قوته.
وقد نجح الإرهاب في جر العرب والمسلمون إلى قضايا داخلية، وأبعدهم عن القضية المركزية في فلسطين، ما يؤكد أن الصهاينة يقفون وراء نشأة ذلك التنظيم واستفحاله في المنطقة، بالإضافة لاستهداف أعضاءه من المرتزقة للجيوش العربية، والتي تمثل مصدر تهديد أو كانت كذلك بالنسبة للكيان الصهيوني المجرم، الذي استطاع أن يعيش في أمان بعد أن زرع الفتنة بيننا، ليعيث في أرضنا المحتلة فسادًا كما يحلو له، فليس هناك من العرب من يتفرغ لردعه أو منعه مما يفعل.