الوقت-"نبابتة" التي عانقت قبر ابنها كي تمنع نبشه خلال أعمال التجريف، قالت "إن مجندة إسرائيلية اعتدت عليها بالضرب، ومنعتها من دخول المقبرة لحماية قبر نجلها، مؤكدة أن "الأموات لم يسلموا من همجية الاحتلال الغاشم".
في المقابل، استأنفت بلدية القدس وما يسمى بـ "سلطة الطبيعة الإسرائيلية"، اليوم، عمليات التجريف وتغيير المعالم في المقبرة الإسلامية اليوسفية في القدس المحتلة، المتاخمة للسور الشرقي للبلدة القديمة بجانب باب الأسباط المؤدي الى المسجد الأقصى المبارك.
وتأتي هذه الخطوة بعد رفض محكمة الصلح الإسرائيلية، الأسبوع الماضي، طلب لجنة رعاية المقابر الإسلامية في القدس استصدار أمر يوقف أعمال الحفر والنبش في قبور الموتى في أرض ضريح الشهداء المجاورة للمقبرة اليوسفية، علماً أن اللجنة كانت قد تمكّنت في وقت سابق من استصدار أمر يمنع الانتهاكات التي حصلت في المقبرة في شهر كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي.
وباشرت آليات تابعة لسلطة الطبيعة الإسرائيلية ومجموعة من المستوطنين بعملية ردم أرض ضريح الشهداء بالأتربة، وتغطية عدد من القبور التي تمّت إعادة رفاتها ودفنها مجدداً من قبل المقدسيين قبل أسبوعين، حيث كانت جرافات الاحتلال قد قامت في 11 من الشهر الحالي بعملية نبش للقبور الأمر الذي أدى إلى ظهور رفات للموتى.
كذلك طوّقت طواقم العمل التابعة للاحتلال التي تنوي بلدية القدس تحويلها إلى حديقة ترتبط مع مشروع "الحدائق التوراتية" المحيطة بالبلدة القديمة. ووضعت عوازل حديدية تفصل بين قطعة الأرض حيث يقع ضريح الشهداء الفلسطينيين والعرب من العام 67 بمساحة تبلغ نحو 4 دونمات، وبين باقي أنحاء المقبرة اليوسفية التي تمتد على أكثر من25 دونما.
وتتعرض المقبرة اليوسفية إلى هجمة إسرائيلية ممنهجة ومستمرة، وعمليات حفر وتجريف، وصلت إلى مداميك أثرية قريبة من عتبة باب الأسباط، وذلك تمهيداً لإقامة "حديقة توراتية".
وتعد المقبرة إحدى أشهر المقابر الإسلامية في المدينة المقدسة، وتقع على ربوةٍ مرتفعةٍ تمتد من الزاوية الشمالية لباب الأسباط، ومنها إلى ناحية الشرق بحوالي 35-40 متراً.