الوقت - كان الكشف عن برنامج بيغاسوس للتجسس أحد أهم الفضائح الأخيرة للکيان الصهيوني في العالم.
يتمتع هذا البرنامج، الذي يتم تثبيته على منصة الهاتف المحمول، بقدرات تجسس واسعة النطاق. ومع ذلك، فإن النقطة المهمة حول هذا البرنامج هي استخدامه على نطاق واسع في العالم، وخاصةً ضد الشخصيات السياسية رفيعة المستوى في مختلف البلدان.
حتى الآن، تسببت فضيحة التجسس علی بعض الرؤساء الأوروبيين والمسؤولين رفيعي المستوى، في الكثير من الجدل بسبب هذا البرنامج.
ووفقًا للتقارير المنشورة، تم تحديد 11 دولة كعملاء رئيسيين لبرنامج بيغاسوس. وتم الحصول على هذه الدول بالنظر إلی قائمة كبيرة من جهات الاتصال التجسسية لهذا البرنامج التي صنعه الکيان الصهيوني.
في الواقع، من خلال تحديد حوالي 50 ألف رقم للشخصيات التي تعرضت للتجسس، تشير التقديرات الأولية إلى أنه من المحتمل أن تكون 11 دولة من العملاء الرئيسيين للبرنامج، بما في ذلك المكسيك وأذربيجان وكازاخستان والمجر وتوغو ورواندا والمغرب والبحرين والسعودية والإمارات والهند.
بطبيعة الحال، إذا نشرت قوائم أخرى لضحايا برنامج التجسس هذا، فيمكن إضافة أسماء دول أخرى إلى هذه القائمة. ومع ذلك، حتى الآن من بين دول أوراسيا(منطقة الاتحاد السوفيتي السابق) نجد اسم بلدين، ومن المفارقة أنهما من أقرب حلفاء الكيان الصهيوني في هذه المنطقة.
جمهورية أذربيجان
من قائمة الأرقام المنشورة، يبدو أن أكثر من 1000 رقم تتعلق بأشخاص من جمهورية أذربيجان. وترتبط معظم هذه الأرقام بالصحفيين المحليين في هذا البلد.
ومن بين هذه الأرقام، تم تحديد 245 رقمًا حتى الآن يتعلق بنشطاء المجتمع المدني والمحامين والصحفيين. وتعدّ خديجة إسماعيلوفا، الرئيسة السابقة لمكتب إذاعة الحرية في باكو، واحدة من أبرز الصحفيين الذين وقعوا ضحية تجسس بيغاسوس.
وحسب قولها، فقد تم استخدام جميع الرسائل والصور والبيانات الخاصة في هاتفها المحمول في السنوات الأخيرة، وكذلك الوصول الصوتي والمرئي إلى هاتفها المحمول بسبب هذا البرنامج.
شورا أمير اصلانوا، والدة قياس إبراهيموف، هي ضحية أخرى لتجسس بيغاسوس. کذلك، ميرشاهين أقايف صحفي آخر ورد اسمه في قائمة الضحايا. إنه مؤسس قناة رئال تيوي، وهي وسيلة إعلامية مقربة من حكومة جمهورية أذربيجان. وكان قد سبق له أن اتخذ عدة مواقف في دعم إلهام علييف.
بالطبع، تجدر الإشارة إلى أنه حتى الآن لم يتم نشر أي دليل على استخدام برنامج التجسس هذا من قبل الحكومة الأذربيجانية. وقد أثيرت هذه التكهنات بسبب وجود أرقام متعددة من الشخصيات المرتبطة بهذا البلد فقط.
وفي هذا الصدد، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية لجمهورية أذربيجان الشاد حاجييف، رداً على هذه التكهنات، إنه لا أساس لها من الصحة، وذكر أن هذه الوزارة ستجري تحقيقات مفصلة في هذه الادعاءات.
كازاخستان
في كازاخستان، يبدو أن الوضع أكثر حدةً. هذا البلد، إلى جانب المغرب والمكسيك، واحدة من الدول التي تم استهداف كبار المسؤولين فيها من قبل برنامج التجسس هذا المصنوع في الکيان الإسرائيلي.
وحسب بعض المصادر، فإن رقم الهاتف الخاص بالرئيس الكازاخستاني "قاسم توكاييف" كان مدرجًا أيضًا على قائمة أهداف التجسس لبرنامج بيغاسوس.
کذلك، أدرجت بعض المصادر الكازاخستانية والغربية حتى الآن "أسكار مامين" و"باختيجان ساغينتباييف"، رئيس الوزراء الحالي والسابق لهذه الجمهورية، في قائمة ضحايا برنامج التجسس هذا.
ومن بين الأرقام المسربة، هناك بعض من أغنى وأقوى الشخصيات في كازاخستان وأقاربهم. "بولات عطا مرادوف" هو أحد هؤلاء الأشخاص، وأحد أغنى الشخصيات في كازاخستان، وحليف مقرب من الرئيس السابق.
في هذه الأثناء، هناك أيضًا أرقام شخصيات مقربة من تيمور كوليباييف، صهر رئيس كازاخستان. وكان من بين الضحايا ابن أخيه "أليبيك كوليباييف" واثنان من مساعديه أيضًا.
في غضون ذلك، أفادت بعض وسائل الإعلام الغربية بإقالة عدد من المسؤولين السياسيين والأمنيين الكازاخيين في الأسابيع الأخيرة، فيما يتعلق بالفضائح المتعلقة ببيغاسوس.
في السياق نفسه، فإن رئيس الأجهزة الأمنية في مكتب الرئيس هو أهم شخصية استقال في الأسابيع الأخيرة، الأمر الذي ربطته وسائل الإعلام ببرنامج بيغاسوس. لكن رسالة الرئيس الكازاخستاني بخصوص عزل هذا المسؤول الأمني، لم تذكر هذه القضية بل وشكرته على خدماته.
وكما هو الحال في بلدان أخرى، نفى المسؤولون الكازاخستانيون حتى الآن هذه المزاعم، بل وتحدثوا عن شكوك جدية حول صحتها. واعتبر مسؤول في المؤسسة الرئاسية لهذا البلد هذه المزاعم بأنها دون أي أدلة ووثائق موثوقة، ووصفها بأنها لا أساس لها من الصحة.
الأهداف السرية المحتملة
كشفت فضائح بيغاسوس عن الطبيعة غير الموثوقة للکيان الصهيوني للعديد من البلدان. ومع ذلك، يبدو أن مناورة وسائل الإعلام الواسعة على شخصيات وحكومات معينة، هي مشروع سياسي في سياق هذه الظروف.
حتى الآن، لم يتم نشر أي وثيقة حول صحة هذه الفضائح، ولم تتمكن التقارير الفنية والمكثفة لمنظمات مثل منظمة العفو الدولية من تأكيد أي من التكهنات المذكورة أعلاه، باستثناء مبدأ الطبيعة التجسسية لبرامج بيغاسوس وصلته بالكيان الصهيوني.
على أي حال، كازاخستان وأذربيجان من بين أقرب الشركاء للکيان الصهيوني، وعلى الرغم من وجود العديد من الاتهامات من قبل وسائل الإعلام لحكومات هذه الدول لاستخدامها هذا البرنامج، لكن وجود بعض القادة السياسيين ورؤساء الدول على قائمة ضحايا برنامج التجسس هذا، يخلق تناقضًا في هذا الادعاء.