الوقت- بعد فترة من الانتظار، وبينما كان التركيز في الأشهر الأخيرة على إنجازات الجيش الإيراني في مجال الطائرات من دون طيار، فإن الذراع الدفاعي الآخر في جمهورية إيران الإسلامية، أي الحرس الثوري، ومع الكشف عن طائرته المسيرة الجديدة، أظهر أن صناعة الدفاع الإيرانية في هذا المجال قادرة على التفوُّق علی منافسيها الإقليميين بشکل جيد، والتحوُّل إلی لاعب كبير في هذا المجال على المستوى العالمي.
خلال إزاحة الستار عن طائرة "غزة" من دون طيار، والتي جرت في حفل حضره القائد العام للحرس الثوري الإيراني وقائد القوات الجوية للحرس الثوري الإيراني، تم الكشف عن معلومات مهمة حول هذه الطائرة من دون طيار، ما يشير إلى أننا أمام لاعب جديد وقوي في السماء.
يمكن أن تحلق هذه الطائرة من دون طيار على ارتفاع 35 ألف قدم، أو بعبارة أخرى 10/668 كم، ويبلغ طول الفوهة 21 مترًا، والمدى التشغيلي 2000 كم، ولديها القدرة على حمل 13 قنبلة في مهمة قتالية أو 500 كجم من معدات الاستطلاع، وجمع المعلومات الاستخبارية والحرب الكترونية، ومدة تحليقها 35 ساعة.
النقطة المهمة حول هذه الطائرة من دون طيار هي أنه على الأرجح، ونظرًا للزيادة الكبيرة جدًا في مسألة ارتفاع الطيران والقدرة الاستيعابية لطائرة "غزة" من دون طيار، نرى استخدام محرك توربيني في هذه الطائرة؛ وهذه هي نقطة النهاية في هذه الفئة من الطائرات من دون طيار، وبعبارة أخرى ذروة التكنولوجيا.
في الوقت نفسه، فإن ارتفاع الطيران فوق 10 كم يبعد بسهولة هذه الطائرة من دون طيار من رصد جميع أنظمة الدفاع الجوي قصيرة المدى؛ وخصوصًا في ظروف المعارك التي تشهدها المنطقة، مثل سوريا والعراق، يمكن أن تكون خيارًا مهمًا.
ذلك أن قوات العدو، حتى القوى عبر الإقليمية حول إيران، حتى لو كانت مجهزةً بأنظمة دفاع قصيرة المدى الأكثر تقدمًا، وحتى بعد تحديد ورصد هذه الطائرة من دون طيار، فلا يمكنها الوصول إلى ارتفاع طيرانها.
وللمقارنة، من الجيد معرفة أن طائرة "شاهد 129" من دون طيار لديها قدرة طيران معلنة تصل إلى ارتفاع 7600 متر. والآن في طائرة "غزة" من دون طيار، زاد هذا العدد بمقدار 3 آلاف متر.
وفي مجال الذخيرة، عادةً ما تكون سلسلة "شاهد 129" مجهزةً بـ 4 قنابل من طراز "قائم" أو "سديد"، والتي يتراوح وزنها بين 15 و 25 كيلوغرامًا، اعتمادًا على النوع والخصائص من حيث الرؤوس الحربية والحجم.
وإذا اعتبرنا متوسط الوزن حوالي 20 كيلوغراماً، فهذا يعني أن طائرةً مسيرةً مثل "شاهد 129" يمكنها حمل 80 كيلوغراماً من الأسلحة، بينما هذه الكمية في طائرة "غزة" من دون طيار، بافتراض 13 قنبلة يزن کل منها 20 كيلوغراماً، هي حوالي 260 كيلوغراماً.
وفي عمليات الاستطلاع والحرب الإلكترونية بشكل عام، هذه الطائرة من دون طيار قادرة على حمل نصف طن من المعدات، ويمكنها مسح وتحديد مساحة تصل إلى 500 كيلومتر.
في الوقت نفسه، يوضح تصميم قسم القبة، مثل مقدمة الطائرة من دون طيار، أن مسألة التوجيه عبر الأقمار الصناعية، والتي تمت مناقشتها سابقًا في النموذج المحدث لطائرة شاهد 129 من دون طيار، موجودة أيضًا طائرة "غزة" من دون طيار، وربما تطورت أيضًا. وبحسب المعلومات المعلنة، فإن طائرة "غزة" من دون طيار ستدخل في خدمة سلاح الجو للحرس الثوري الإيراني عام 2022.
ماذا يمتلك الأتراك والصهاينة في هذه الفئة؟
لمقارنة إنجاز إيران الجديد في مجال الطائرات من دون طيار بشكل أفضل وتفوُّقها علی المنافسين الإقليميين في هذا المجال، وخاصةً الصناعة العسكرية التركية والصهيونية، الذين يقدمون العديد من الادعاءات والدعاية حول منتجاتهم، وفقًا للنوع المحدد لتصميم الطائرات من دون طيار، وخاصةً على شكل V وذات محرك واحد، نقوم بتحليل طائرتين من دون طيار من هذه الفئة، وهما سلسلة "ANKA" من تركيا و"هرمس 900" من الكيان الصهيوني.
فيما يتعلق بالطائرة التركية من دون طيار ANKA، يجب القول إن طول جناحي هذه الطائرة من دون طيار يبلغ 17.3 مترًا، وتستخدم محركًا بقوة 170 حصانًا، ويمكن أن يصل مداها إلى 1448 كم وارتفاع الطيران إلی 9144 متراً، ويستغرق تحليقها 30 ساعة وبحمولة 350 كيلوغراماً.
کما تستخدم طائرة Anka المسيرة الترکية أيضًا التوجيه عبر الأقمار الصناعية في طراز S، تمامًا مثل النموذج الإيراني المعني؛ وإضافة إلى معدات الاستطلاع، فإنها تحمل مزيجًا من الذخائر المصنوعة في هذا البلد، وخاصةً ذخيرة سلسلة MAM المصغرة.
صواريخ الليزر سطح - جو وكذلك الصواريخ الموجهة، هي الأسلحة المحمولة الأخرى في هذه الطائرة من دون طيار التي تم تجميعها في تركيا. وبالطبع، لا تصل أي من التركيبات والترتيبات التي شوهدت حتى الآن في هذه الطائرة من دون طيار، إلى عدد الـ 13 قنبلة الموجودة في الطائرة المسيرة الإيرانية الجديدة.
لكن على الجانب الآخر، يمكن دراسة طائرة Hermes 900 المسيرة، التي صنعتها شركة "أنظمة إلبيط" الإسرائيلية.
تتمتع هذه الطائرة بمحرك توربيني بقوة 115 حصانًا، ويبلغ ارتفاع طيرانها حوالي 9100 متر ومدى يزيد على ألف كيلومتر، وسعة حمولة بـ 350 كجم.
بالطبع، هذه الطائرة من دون طيار ليس لديها ما تقوله في مجال الأسلحة، وقد تم تطويرها فقط لعمليات الاستطلاع والحرب الإلكترونية والاعتراض الإلكتروني، وهکذا فهي تتراجع أمام النموذجين الإيراني والتركي.
في الوقت نفسه، في مجال نقل المعدات في المهمة نفسها، فمن الواضح أن النموذج الإيراني يمكن أن يحمل حمولةً بأكثر من 150 كجم.
هذه الطائرة من دون طيار تتقدم بساعة واحدة فقط على الطائرة من دون طيار الجديدة للحرس الثوري الإيراني من حيث التحليق لمدة 36 ساعة، وهو بالطبع ليس قضيةً مهمةً بالمقارنة مع المزايا الأخرى لطائرة "غزة" من دون طيار.
وهکذا، أظهر الكشف عن هذه الطائرة من دون طيار أن القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية هي الرائد بلا منازع في هذا المجال في المنطقة، ومرةً أخرى تتقدم إيران في هذه المنافسة. وإلى جانب ذلك، لم تعد إيران ترى منافسًا حولها بعد امتلاکها للطائرات الحديثة والخاصة الأخرى مثل طائرة "أراش" الانتحارية من دون طيار، وباتت تتمتع بمکانة فريدة من نوعها من بين الجيوش والقوى العظمى في العالم.