الوقت- إن عودة انتفاضة الفلسطينيين في أجزاء مختلفة من الأراضي المحتلة والضفة الغربية وغزة يكتسب زخماً في المجتمع الدولي منذ عدة أيام. حيث أصدر الكيان الصهيوني أمراً بالإجلاء القسري للعائلات الفلسطينية في منطقة الشيخ جراح والهجوم على المسجد الأقصى في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، تلاه اندلاع حرب غزة والاعتداءات الصهيونية على المسجد الأقصى وهذه المنطقة والقتل الوحشي للأطفال الفلسطينيين.
وعلى الرغم من أننا نشهد هذه الأيام رد فعل فصائل المقاومة ضد الكيان الصهيوني، إلا أن النقطة التي يجب مراعاتها هي أن إسرائيل زادت من هجماتها في وقت تواجه فيه العديد من الأزمات الأمنية والسياسية، والتي يرى الخبراء أن تصرفات الكيان هذه ترمي الى التستر على الأزمات الداخلية.
ومن أجل التحقيق في سبب التطورات الأخيرة في الأراضي المحتلة، تم اجراء مقابلة مع البروفيسور جنكيز تومار، الخبير في قضايا الشرق الأوسط.
ما أسباب واهداف الكيان الصهيوني من مفاقمة الاوضاع في القدس ومنها ابعاد سكان فلسطينيين من حي الشيخ جراح والاعتداء وحصار المسجد الاقصى؟
تومار: هدفهم النهائي واضح تماما. يهدف العدوان الإسرائيلي إلى التهويد الكامل للقدس وتدمير المباني الإسلامية في المسجد الأقصى وإعادة إعمار "معبد سليمان". كلا المكانين مهمان وذا قيمة. هذا الحي له أهمية رمزية. المسجد الأقصى هو القبلة الأولى لجميع المسلمين، ومكان عروج الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأحد مراكز التاريخ والثقافة الإسلامية.
تواجه إسرائيل حاليا أزمة سياسية وأمنية في الداخل، ويعتقد كثيرون أن العدوان الأخير للكيان الصهيوني يهدف إلى التعتيم على أزمة إسرائيل الداخلية، ما رأيكم في هذا؟
تومار: هذه هي المرة الرابعة خلال عامين التي يفشل فيها نتنياهو في تشكيل حكومة جديدة بعد أربع انتخابات. ولحل هذه الأزمة السياسية، يستغل نتنياهو قضية القدس والشيخ جراح والمسجد الأقصى لكسب تأييد اليمين المتطرف.
يعتقد البعض أن تطبيع العلاقات بين بعض الدول العربية والكيان الصهيوني من شأنه أن يساعد على تحقيق حقوق الشعب الفلسطيني، لكننا في الواقع نرى أن هذا لم يحدث وأن الكيان الصهيوني يواصل جرائمه واعتداءاته في فلسطين. ما رأيكم بهذا؟
تومار: لا شيء غير القوة يمكن أن يوقف أعمال الكيان الصهيوني. قضية التطبيع لا يمكن أن تؤثر في سلوك إسرائيل، لكنها ستمهد الطريق للكيان للقمع والاستبداد.
وإلى أن تتحد سلطات الدولة ضد إسرائيل، سيواصل الكيان هجماته العدوانية لتدمير الهوية الفلسطينية والتهويد في الأراضي المحتلة. إن قضية التطبيع لن تجعل من قضية فلسطين، قضية العالم الإسلامي والعالم العربي، ومن حيث المبدأ فإن تطبيع العلاقات سيحول قضية فلسطين إلى قضية فلسطينية إسرائيلية.