الوقت-نقلت المجلة الأسبوعية "نيوزويك" الأمريكية، اليوم السبت، عن وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر تحذيره لمراكز صنع القرار في واشنطن من تداعيات احتدام التنافس التقني بين الصين والولايات المتحدة.
وبحسب المجلة الأمريكية، شدد كيسنجر، الذي يرى وجود احتمال لاستمرار العلاقات الآمنة بين بكين وواشنطن، على ضرورة عدم السماح للصين بالتربع على قمة التقنية الحديثة، حاثاً بلاده على تعزيز جهود التطور في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأضاف: "بينما يملك البلدان نظرياً ما يؤهلهما للفوز، لا يريد أي منهما اختبار ذلك، وعليهما كبح ذلك عبر نوع من التفاهم".
ولفت المسؤول الأمريكي السابق، إلى أن إدارة الرئيس بايدن تحاول حفظ العلاقات الثنئاية مع الصين، لكن الرأي العام الأميركي صار مقتنعاً أن الصين "عدو أصيل" فيما معظم الأميركيين يفضلون بعض أشكال المواجهة، على حدّ تعبيره.
وأضاف أن أولئك الذين يؤمنون بالضغط على السياسة الخارجية للصين من أجل تغييرها سيواجهون "أقصى قدر من المقاومة" من الحكومة الصينية.
وطالب كسنجير إدارة بلاده إلى "ضمان قدراتها الدفاعية في كل الاوقات. لكن في مجال التقنية المتطورة يجب عليها العمل على قاعدة التعايش" مع منافسيها. محذراً في الوقت نفسه، الدول الاوروبية "الحليفة" من "استثمار الخلاف الاميركي-الصيني كون ذلك يفاقم آفاق المواجهة".
وأوضح أنه لا يدعو إلى "نشوب حرب صليبية ضد الصين"، بل لتطوير "تفاهم استراتيجي مشترك" للحيلولة دون الانجرار لمواجهة، وفق قوله.
وكان كيسنجر قد دعا الولايات المتحدة، في آذار/مارس الماضي، للوصول إلى تفاهم مع الصين حول نظام عالمي جديد لضمان الاستقرار في العالم.
وقال حينها: "إذا لم نصل إلى هذه النقطة وإذا لم نصل إلى تفاهم مع الصين بهذا الشأن فسنكون إذاً في الوضع الذي سبق الحرب العالمية الأولى في أوروبا حيث كانت الصراعات المستمرة تحل على أساس فوري لكن أحدها كان يخرج عن السيطرة في مرحلة ما".
وكيسنجر (97 عاماً) هو دبلوماسي أميركي مخضرم، ترك تأثيراً كبيراً على بعض أهم الأحداث السياسية في حقبة السبعينات من القرن الماضي، أثناء عمله وزيراً للخارجية في عهد الرئيسين الجمهوريين السابقين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد.
وقبل يومين، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن إن بلاده لا تسعى إلى نزاع مع الصين، معبّراً في الوقت نفسه عن الاستعداد للدفاع عن المصالح الأميركية في المجالات كافة.
لكن بايدن نفسه كان قد حذّر، في شباط/ فبراير الماضي، من أن الصين هي المنافس الأكثر جديّة للولايات المتحدة، قائلاً إنها "ستأكل غداءنا إذا لم نحسّن بنيتنا التحتية".