الوقت - دخلت المعركة ضد عناصر الجيش الإرهابي الأمريكي في العراق، مساء الأربعاء(25 نيسان)، مرحلةً جديدةً، حيث استهدفت قوات المقاومة الشعبية موقع القوات الإرهابية الأمريكية في القسم العسكري من مطار أربيل(إقليم كردستان) بطائرة انتحارية مسيرة.
المقاومة الشعبية العراقية وبالتزامن مع الهجوم على مقر الجيش الإرهابي الأمريكي، أطلقت أيضاً عدة صواريخ على قواعد عسكرية تركية في منطقة شيخان بمحافظة نينوى شمال العراق، ما أسفر عن مقتل جندي تركي وإصابة عدد آخر.
ورداً على عملية قوات المقاومة الشعبية العراقية، استهدفت عناصر ما يسمی بالبيشمركة الكردية مواقع مقاتلي اللواء 30 من الحشد الشعبي بعدة قذائف هاون وصواريخ في منطقة "باصخرة" شرق الموصل.
خلال هذا القصف المدفعي والصاروخي الذي تمَّ في الخامسة فجراً بتوقيت بغداد على نقطة حراسة تابعة لقوات الحشد الشعبي العراقي، أصيب أحد مقاتلي كتيبة الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم) بجروح.
وبعد ساعات قليلة من الهجوم الأول لعناصر البيشمركة الكردية، قرابة الساعة 12 ظهرًا بتوقيت بغداد، وردت أنباء من منطقة "باريمة" شمال الموصل عن استهداف مواقع لواء 30 التابع للحشد الشعبي مجددًا بصواريخ موجهة مضادة للدبابات.
وعقب الهجمات على الحشد الشعبي، مساء الخميس(26 نيسان)، وردت أنباء من العاصمة العراقية عن انفجار مروع هز منطقة "الحبيبة" في مدينة الصدر ببغداد، واستشهد في اللحظة الأولى ما لا يقل عن 5 مواطنين وجرح 18 آخرون.
جاءت الهجمات الوحشية لقوات البيشمركة الكردية ضد مقاتلي الحشد الشعبي والانفجار في وسط بغداد، رداً على استهداف مواقع لقوات احتلال الجيش الإرهابي الأمريكي والجيش التركي، والأهم من ذلك الرد على هدم مركز التجسس الصهيوني في إقليم كردستان العراق.
خلال الهجوم على مقر تجسس الکيان الصهيوني في إقليم كردستان، والذي أسفر عن مقتل وجرح ما لا يقل عن عشرة ضباط صهاينة رفيعي المستوى، تبيَّن أن قواعد الاشتباك قد تغيرت وأصبح لدى المقاومة خيارات عديدة للرد والمفاجأة.
هذا الهجوم دقَّ جرس الإنذار للصهاينة في الأراضي المحتلة، لأنهم اعتقدوا أن ملاذهم الآمن لن يكون مهددًا، لكن استُهدفت حديقتهم الخلفية مما زاد من مخاوف الکيان الصهيوني.
الکيان الصهيوني، الغاضب من الهجوم على كبار ضباطه، مارس الكثير من الضغوط على تيار بارزاني، لأنهم وعدوا بتوفير الأمن للجيش الصهيوني، لكنهم لم ينجحوا في عمليًا، وفي الأراضي المحتلة توصلوا إلى استنتاج مفاده أن هذه الهجمات يمكن أن تتكرر في إقليم كردستان.
عائلة بارزاني التي كان أداؤها هو الأسوأ في المهمة الموكلة إليها، وهي الآن مرتبكة وفقدت القدرة على إدارة الوضع في الإقليم، تسعى للخروج من الوضع الحالي بردود فعل متناقضة؛ لكن التطورات تدل على أن أياماً أكثر صعوبةً تنتظرهم، لأنهم لن يتمكنوا من توفير الأمن للصهاينة، ولن يتمكنوا من إرضاء الشعب في إقليم كردستان.
وتجدر الإشارة إلى أن انعدام الأمن في أربيل للأميركيين والکيان الصهيوني يضاعف مشاكل البارزانيين، لأنه من ناحية يجب عليهم تقديم الإيضاحات لأسيادهم القلقين، ومن ناحية أخرى، أدى تقليص الخدمات المقدمة للناس، وعدم دفع رواتب الموظفين وما إلى ذلك، إلى زيادة غضب الناس في إقليم كردستان على هذه العائلة.
في الوقت الحاضر، تحاول جماعة بارزاني منع المنطقة الكردية من أن يكون غير آمن للأمريكيين والصهاينة، عبر شن هجمات ضد الحشد الشعبي وتنفيذ عمليات عمياء، وتوجيه رسالة تحذير لقوات المقاومة العراقية لوقف العمليات، ولكن لا تمتلك هذه العائلة ورقةً رابحةً في هذه الظروف، ويتعين عليها انتظار أحداث جديدة في الأيام والأسابيع القادمة.
إن مجموعات المقاومة العراقية المشكلة حديثًا والقوية والمتخصصة، والتي تصر على انسحاب قوات الاحتلال من أراضي البلاد، وتثبت موقفها بهجمات هادفة وشاملة وأظهرت أنها لن تتراجع ولن تتنازل، تبنَّت سياسةً محددةً، ويجب أن نتوقع أن تتضاعف موجة هجماتهم في شمال العراق وإقليم كردستان في المستقبل، وستكون المصالح غير المشروعة لعائلة بارزاني والقوات الأمريكية والتركية المحتلة وجواسيس الکيان الصهيوني في خطر شديد.
تدل الأحداث الميدانية التي تجري في الأيام الأخيرة من نيسان/أبريل في إقليم كردستان وشمال العراق بوضوح على أن الملعب وقواعد اللعبة في المنطقة قد تغيرت، وحسابات التحالف الغربي - العبري - العربي کانت خاطئةً، والمفاجآت الجديدة قادمة، وخلال لقاء المسؤولين الأمنيين الإيرانيين والعراقيين على وجه الخصوص، علمت بغداد بمخاوف طهران من تحوُّل شمال العراق إلى قاعدة صهيونية.