الوقت- اكد رئيس السلطة القضائية بالجمهورية الاسلامية الايرانية، يوم الاربعاء، ان الاواصر بين شعبي ايران والعراق متجذرة في عقائدهما وحضارتهما.
ولدى لقائه مع الرئيس العراقي برهم صالح في بغداد يوم الاربعاء، والذي تزامن مع الذكرى السنوية الثانية والاربعين لانتصار الثورة الاسلامية، حيا آية الله ابراهيم رئيسي ذكرى الشهيدين القائدين قاسم سليماني وابو مهدي المهندس، مؤكدا ان دماء هذين الشهيدين وطدت اواصر العلاقات بين البلدين,
وقال آية الله رئيسي: ان الاواصر بين الشعبين الايراني والعراقي متجذرة في معتقدات وحضارة البلدين والعلاقات بين الحكومتين والشعبين تترسخ يوما بعد يوم رغم ارادة الاعداء.
وصرح أن محاولات الاعداء الرامية لزرع الخلافات بين ايران والعراق كانت مستمرة دوما، الا ان تعاون البلدين أحبط هذه المحاولات.
واستذكر آية الله رئيسي جهود الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني وخدماته لتطوير العلاقات بين العراق وايران ورؤاه الممتازة في هذا المجال، وصرح: ان التعاون بين ايران والعراق والعلاقات بينهما في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية كانت موجودة دوما وهي تمضي في وتيرة متنامية.
واشار الى التعاون بين البلدين في التصدي لتنظيم داعش الارهابي واعتبر هذا التعاون رمزا حقيقيا للتكاتف والتعاون بين الشعبين، وقال: ان اميركا كانت تدعي بانها تتصدى لداعش وشكلت تحالفا لهذا الغرض لكن ما شهدناه هو تقوية هذا التنظيم من النواحي التسليحية واللوجيستية والاستخبارية وغير ذلك.
ونوه الى نضال قادة تيار المقاومة في المنطقة لمواجهة داعش، قائلا: في حين يتعاون العراق وسوريا وايران ودول المنطقة مع بعضها بعضا للقضاء على بقايا تنظيم داعش، لا يقوم الاميركيون بشيء سوى نقل الدواعش من مكان الى آخر في المنطقة.
وصرح بان اميركا ومواكبيها لم يعملوا على اسعاد اي شعب على مر التاريخ ولم يحلوا اي مشكلة من مشاكل الشعوب.
وتابع: ان سماحة قائد الثورة الاسلامية صرح مرارا باننا ندعو الى عراق قوي ومستقل ومقاوم وعامر وحر يعيش شعبه في رخاء وعدالة اجتماعية ويتمكن من الوقوف على قدميه وان مثل هذا العراق يحظى بدعمنا دوما.
وفي جانب آخر من حديثه، اكد آية الله رئيسي اهمية موضوع زيارة العتبات المقدسة في العراق بالنسبة لعشاق اهل البيت عليهم السلام في ايران، داعيا الى تسهيل الزيارة، مشيدا بتعاون الحكومة العراقية وخاصة في زيارة الاربعين، مضيفا ان الغاء التأشيرة للسفر الى العراق هو من الاجراءات التي ستساهم كثيرا في تسهيل عملية الزيارة.
كما لفت الى انه تقدم بطلب لقائد الثورة الاسلامية للعفو عن السجناء العراقيين في ايران حيث وافق سماحته على ذلك وتم تنظيم قائمة باسماء السجناء وجرى العفو عنهم، وقال ان المتوقع ان يقوم الجانب العراقي ايضا بالعفو عن السجناء الايرانيين في العراق حيث تم تنظيم قائمة بهذا الصدد وجرى تقديمها للحكومة العراقية.
ونقل رئيس السلطة القضائية الايرانية تحيات قائد الثورة للشعب والمسؤولين في العراق واكد ضرورة الاسراع في المتابعة القانونية لملف اغتيال الشهيدين سليماني والمهندس وقال: ان هذين الشهيدين كانا بطلين في مقارعة الارهاب حيث قامت اميركا باغتيالهما منتهكة حق السيادة العراقي.
من جانبه، أشار الرئيس العراقي الى العلاقات التاريخية المتجذرة بين ايران والعراق، وقال: ان ثقافة وتراثا مشتركا عززا الاواصر بين الشعبين الايراني والعراقي.
ووصف برهم صالح زيارة آية الله رئيسي الى العراق بأنها تمثل رسالة هامة للعراق والمنطقة ولها ابعاد مختلفة، مصرحا أن ايران والعراق بتعاونهما المشترك والوثيق يديران شؤونهما وقد حققا تقدما جيدا في العلاقات خلال السنوات الاخيرة.
كما اكد صالح ضرورة تقوية سيادة العراق مضيفا ان عراقا ضعيفا سيكون محلا للخلافات والاضطرابات، مبينا ان النظام الصدامي فرض علينا حربا عمياء ولكننا تجاوزنا تلك المرحلة تماما، وقال: ان عراقا مستقلا ذا سيادة من شأنه ان يكون حليفا وسندا لايران.
واكد الرئيس العراقي كذلك على تعزيز العلاقات القضائية بين بلاده وايران، مضيفا ان الجهاز القضائي العراقي يتعاون مع ايران من اجل ان تسير القضايا الحقوقية للبلدين بشكل جيد.