الوقت- أخيرا تمت محاكمة نتنياهو ما أظهر أن موقف بنيامين نتنياهو السياسي في الأراضي المحتلة معرض لخطر جسيم هذه الأيام، ولم يعد هناك المزيد من الصيغ السحرية التي تنقذه فجأة من المتاعب وسط دهشة خصومه. نتنياهو على الرغم من وجود معارضين كثر قضى أطول فترة كرئيس للوزراء في الأراضي المحتلة وتمكن من الإفلات من المحاكمة باستخدام حصانته كرئيس للوزراء، لكن يبدو أن نجم حظه آخذ في التراجع، ومع تضاؤل فرص استعادة منصب رئيس الوزراء، يجب أن يستعد للأيام الصعبة المقبلة. وخاصة أنه لم يعد هناك صديق وداعم قوي في البيت الأبيض يمكنه مساعدته.
هذا وتظهر علامات هزيمة نتنياهو بالفعل. وبالتأكيد، يشير عكس قرار تأجيل المحاكمة، الذي كان على جدول أعمال محامي نتنياهو بحجة عدم وجود وقت كافٍ لمراجعة لائحة الاتهام والاعتراض على لائحة الاتهام، إلى أن نتنياهو قيم آثار عدم الامتثال إلى القضاء على الرأي العام بأنها سلبية، ووجد موقفه وموقف حزبه في الانتخابات المقبلة هش جدا.
وتظهر استطلاعات الرأي أيضا انخفاضا في أصوات الليكود وانتصارا محتملا لائتلاف نتنياهو المعارض. حيث أظهر الاستطلاع الأخير الذي أجرته القناة الصهيونية 13، مع بقاء أقل من 50 يوما حتى انتخابات 23 آذار ، أن الليكود سيخسر ثلاثة مقاعد مع احتمال الفوز بـ 29 مقعدا مقارنة بالجولة السابقة.
ووفقا للاستطلاع، يمكن لائتلاف المعارضة، بما في ذلك ياش عتيد، وأوميد نو، ويمينا، وحزب العمل، وإسرائيل بيتنا، وحزب الأزرق والأبيض، الفوز بأغلبية في الكنيست بـ 61 مقعدا، وفي حال انضمامهم لحزب ميرتس اليساري، فسيحصلون على نصاب تشكيل الحكومة.
وفي هذه الأثناء، ستحصل كتلة ائتلاف الليكود بزعامة نتنياهو وحزبي اليمين المتطرف من تحالف التوراة وشاس على 44 مقعدا فقط، وحتى مع وجود يمينا في الائتلاف مرة أخرى، سيظل هذا التحالف بحاجة إلى سبعة مقاعد أقل من الأغلبية اللازمة. ولم يبد قادة الحزب الصهيوني الآخرون أي اهتمام بالانضمام إلى الائتلاف الذي يقوده نتنياهو.
ومن مفاجآت الاستطلاعات والأخبار السيئة للغاية لنتنياهو عودة ظهور حزب العمل، الذي لم يصل في استطلاعات الرأي السابقة إلى النصاب القانوني البالغ 3.25 في المئة لدخول البرلمان. ويرجع هذا إلى حد كبير إلى التحول في التوجه السياسي بين الناخبين الإسرائيليين وفقدان المكانة الاجتماعية لبعض الأحزاب. ووفق ما ورد في التقارير يفكر حزب العمل في الاندماج مع حزب هولداي. حيث سيؤدي اندماج الأحزاب في إسرائيل الى الحصول على أصوات الأحزاب الصغيرة التي لا تستطيع بلوغ النصاب المطلوب وتدخل الكنيست بشكل مستقل. وتحدث الاندماجات عادة بين الأحزاب القريبة أيديولوجيا من بعضها البعض. وفي غضون ذلك، دعا نتنياهو مرة أخرى إلى إعادة توحيد الأحزاب اليمينية المتطرفة الأسبوع الماضي.
ويُنظر إلى هذه الانتخابات، مثل الانتخابات الثلاثة السابقة، في المقام الأول على أنها استفتاء على شرعية نتنياهو والرأي العام بشأن اتهاماته بالفساد. وفي استطلاع حديث أجاب المستجيبون على سؤال من هو المرشح الأنسب لرئاسة الوزراء؟ فاعطى 35٪ من المستطلعين صوتهم لنتنياهو، و16٪ صوتوا لجدعون سار عضو حزب الليكود المنفصل، و9٪ لنفتالي بينيت من حزب يمينا، 7٪ لبيني غانتس من حزب الأزرق والأبيض، و 4٪ لزعيم حزب يش عتيد يير لابيد. وفي غضون ذلك، إذا أراد خصوم نتنياهو تشكيل حكومة، يقول المستطلعون أن 23٪ يفضلون قيادتها من قبل سار، و 20٪ يعتقدون أن نفتالي بينيت الأنسب للقيادة، و 19٪ يصوتون للابيد و ان 27٪ لم يوافقوا على أي من هؤلاء المرشحين.
لكن من العلامات الأخرى على نهاية مسيرة نتنياهو السياسية هي الإعلان عن استعداده لمنح منصب وزاري في الحكومة الائتلافية للعرب. ومن المتوقع أن تفوز القائمة العربية المشتركة بما لا يقل عن 10 مقاعد في الانتخابات المقبلة. حيث انه لطالما كان التحالف مع قائمة عربية مشتركة مبعث ترديد سياسي كبير لجميع التيارات الصهيونية، لذلك رفض غانتس الانضمام إلى القائمة المشتركة في الجولة السابقة من الانتخابات واضطر في النهاية إلى تشكيل تحالف مع نتنياهو. إن عرض نتنياهو لمنصب وزاري على العرب، والذي تتشكل القاعدة الاجتماعية لحزبه من بين مؤيدي اليمين ومكني العداء للعرب يظهر عمق الأزمة التي يواجهها نتنياهو.