الوقت- شن تحالف العدوان السعودية قبل عدة أيام عملية عسكرية جديدة لإعادة احتلال المناطق المحررة جنوب محافظة مأرب، لكن النتيجة انعكست في ساحة المعركة بفعل يقظة أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية الذين تمكنوا من عمل كمين محكم لمئات المرتزقة السعوديين ومحاصرتهم. ولقد شهدت الحدود المشتركة بين مديريتي "جبل مراد" و"رحبة" الواقعتين في جنوب محافظة مأرب، في الأيام الأخيرة، اشتباكات وقتالا عنيفا بين أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية وعناصر تابعة لتحالف العدوان السعودي.
وحول هذا السياق، أشار مصدر ميداني يتابع عن كثب التطورات في وسط اليمن إلى أسباب هذه الاشتباكات على هذا المحور، وقال: "في الأسابيع الأخيرة، أحرز أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية تقدمًا كبيرًا في المناطق الجنوبية من محافظة مأرب، وهذا الأمر هو ما دفع بالسعوديين إلى الدخول إلى ساحة المعركة لاتخاذ إجراءات تمنع المزيد من خسائرها وانهيار صفوف مقاتليها". وقال هذا المصدر الميداني، إن "تحالف العدوان السعودي شعر بالتهديد من الانتصارات التي حققها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية خلال الفترة الماضية وقرر تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق لإعادة احتلال المناطق المحررة حديثاً"، مضيفاً إن عناصر من المرتزقة السعوديين شنوا هجمات مضادة في المحور الجنوبي الغربي لمحافظة مأرب قبل أربعة أيام.
ووفق المعلومات التي قدمها هذا المصدر الميداني، فقد شنت قوات تحالف العدوان السعودي هجمات من مديرية "جبل مراد" على مواقع أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية المتمركزين على محور "القريضة" ولقد تمّكنت قوات تحالف العدوان من دخول هذه المنطقة بعد اشتباكات عنيفة. ووفقا لهذا المصدر الميداني، فإن تحالف العدوان الذي اعتقد أنه سيطر على منطقة "القريضة" بالكامل، قام خلال الايام الماضية بإرسال المزيد من قواته ومرتزقته إلى هذه المنطقة، لكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية نصبوا لهم كمينا في هذه المنطقة ونجحوا في عملية دقيقة من إخراج المرتزقة السعوديين من هذه المنطقة وفرض حاصر على المناطق الغربية من جبل "القريضة".
وأضاف المصدر الميداني: "بعد المفاجأة التي اربكت تحالف العدوان وحصار قواته في هذا المحور، قام بإرسال مجموعة أخرى من قواته إلى المناطق الغربية لمنطقة القريضة لفك الحصار عن قواته، لكنه واجه مقاومة شرسة من أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية ولهذا فقد فشل هذا التحالف البربري مرة أخرى وهزم وعاد خائباً". وقال هذا المصدر، إن "مقاتلي تحالف العدوان قصفوا أيضا منطقة القريضة نحو 30 مرة لدحر حصار قواته، لكن دون جدوى، وأضاف "خلال الاشتباكات على هذا المحور قتل 25 ضابطا من قوات منصور هادي وجرح العشرات المئات منهم".
وذكر المصدر الميداني، أن تحالف العدوان تخلى عن عناصره المحاصرة في منطقة "القريضة"، وقال: "العدد الدقيق لعناصر تحالف العدوان السعودي المحاصرة ما زال مجهولاً بسبب الاشتباكات المستمرة، لكن التقارير تشير إلى أن بعضهم ألقوا أسلحتهم واستسلموا". ووفقاً المعلومات التي تم الحصول عليها، حدث شيء مشابه في منطقة "رحبة" جنوب مأرب، حيث نجح أبطال الجيش واللجان الشعبية في نصب كمين ومحاصرة عناصر تحالف العدوان السعودي على محور جبل "السناسل" وقطع اتصالهم بالمناطق الاخرى. ولفتت المعلومات إلى مقتل وجرح عدد كبير من قوات تحالف العدوان السعودي المحاصرة خلال الاشتباكات من بين قائمة القتلى يمكن رؤية اسم "أحمد سعيد الدركم" قائد المجموعة المسماة "النجدة" وشقيقه "عادل سعيد".
لقد اعتقد تحالف العدوان السعودي، الذي لا يزال يحتل أجزاء كبيرة من الجزء الجنوبي من محافظة مأرب، أنه بشن عملية جديدة يمكن أن يُعيد احتلال المناطق المحررة حديثاً على طول المحور وإبعاد أبطال الجيش واللجان الشعبية عن هذه الأجزاء ومنعها من التقدم نحو مديريتي "رحبة والجوبة" ومفرق "حريب" الاستراتيجي، ومنع أبطال الجيش واللجان الشعبية من الوصول إلى البوابات الجنوبية لمدينة مأرب، ولكن تحالف العدوان لم يفشل فقط، وإنما أصبح عدد كبير من عناصره في جبل "مراد" محاصرون من قبل أبطال الجيش واللجان الشعبية.
وبالنظر إلى الأحداث التي وقعت في هذه المناطق، يرى تحالف العدوان أن أجزاء واسعة من مديرية "جبل مراد" أصبحت في قبضة أبطال الجيش واللجان الشعبية ويُظهر اتجاه التطورات الميدانية أن هذه المديرية ستخضع بالكامل لسيطرة المقاتلين اليمنيين في الأيام المقبلة. وحاليًا، تم تطهير نحو 35٪ من مديرية جبل "مراد" من احتلال تحالف العدوان. ووفقاً لبعض المصادر الميدانية، فإنه مع حصار عدد كبير من قوات تحالف العدوان في منطقتي "جبل مراد" و"رحبة"، ساد الخوف بين العناصر السعودية الأخرى المتمركزة في مناطق أخرى، وأصبح احتمال تحرير المناطق الجنوبية من محافظة مأرب أكثر وضوحا من ذي قبل. وبالتزامن مع هذه الفضيحة الميدانية، قام تحالف العدوان السعودي بالتستر على حصيلة قتلى عناصره في منطقتي "جبل مراد ورحبة" المحاصرتين لمنع إضعاف معنويات قواته. وذكرت تلك المصادر الميدانية، أن مجموعة من قوات تحالف العدوان السعودي فرت من الأراضي التي كانت قابعة تحت سيطرتها وانضمت إلى صفوف أبطال الجيش واللجان الشعبية وهو ما يبدو مقدمة لهزيمة وانهيار تحالف العدوان في محافظة مأرب.
وعلى صعيد متصل، كشف محافظ محافظة مأرب اللواء "علي محمد طعيمان" لدى حكومة صنعاء، قبل عدة أيام، عودة أكثر من 430 من مجندي التحالف في مأرب إلى حضن الوطن، وانضمامهم للدفاع عن الوطن برفقة إخوانهم في الجيش اليمني واللجان الشعبية. وقال محافظ محافظة مأرب، خلال اجتماعه بقيادات السلطة المحلية في المناطق المحررة بمحافظة مأرب، "بفضل الله وتوفيقه ثم بجهود من السلطة المحلية بالمحافظة والقيادة السياسية خلال اقل من شهرين عاد 430 مابين ضابط وصف ضباط وجندي من المغرر بهم الى حضن الوطن بعد ان كان العدوان يغرر بهم لتنفيذ اجندته الاحتلالية". وأضاف "طعيمان"،: "جاري التنسيق مع قيادات من الصف الأول في قوات التحالف من بينهم 3 من قادة الألوية، نتحفظ من ذكر اسمائهم لضمان عودتهم الى حضن الوطن خلال الأيام القليلة القادمة". وكان أكثر من 300 من مجندي تحالف العدوان في جبهة "العبدية" أعلنوا الخميس الماضي، انشقاقهم عن قوات التحالف وانضمامهم لقوات صنعاء. وسبق لقوات تحالف العدوان تلقي العديد من الضربات بإنضمام أكثر من 12 ألف من مجنديها لقوات صنعاء خلال الشهور الماضية، والتي كان آخرها إعلان قائد "لواء العز" التابع لقوات تحالف العدوان في محور الجوف العميد "حمد راشد الحزمي"، انشقاقه عن قوات التحالف وإنضمامه مع كل ضباط ومجندي "لواء العز" لقوات صنعاء.
وفي الختام يمكن القول، أنه لا مجال أمام اليمنيين اليوم إلا الوقوف صفاً واحداً في وجه قوى العدوان وتحرير الوطن من الغزاة الطامعين في احتلال اليمن ونهب خيراته وثرواته. وأن التعامل الاستعلائي والوحشي لقوى العدوان مع المغرر بهم والمخدوعين، وانكشاف اهدافه الخبيثة وعلى راسها تقسيم اليمن ونهب ثرواته واحتلال جزره وموانئه، والصمود الاسطوري للقوات المسلحة اليمنية واللجان الشعبية والشعب اليمني، امام تحالف العدوان الامريكي الاسرائيلي السعودي الاماراتي، وامام الحصار والتجويع والقتل خلال السنوات الست الماضية، هي العوامل الابرز والاهم التي اعادت الشعور بالكرامة الوطنية الى نفوس البعض، من الذين باعوا هذا الشعور في لحظة ضعف وبثمن بخس، للسعودي والاماراتي.